اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
نجت البلاد التي دخل مسؤولوها مبكرا في اجازة الاعياد من كارثة محققة اثر حادث اصطدام مقصورتين في تلفريك حريصا، وتم انقاذ العالقين بسلام بعد جهود مضنية من الاجهزة المختصة، ويؤمل الا تتم لفلفة القضية وعدم محاسبة المسؤولين عن التقصير والاهمال. وفيما يخوض مرضى السرطان اليوم فصلا جديدا من معركتهم المفتوحة مع الدولة المقصرة، ووزارة الصحة التي تبيعهم «الاوهام» باعتصام امام السراي الحكومي، ارتفع نسق المواجهة على الجبهة الجنوبية، واقرت وسائل اعلام العدو بان حزب الله اطلق بالامس اكثر من 100 صاروخ نحو الجليل اضافة الى 10 طائرات مسيرة، وصلت 3 منها الى حيفا حيث اثارت الذعر في المدينة بعد استهدافها بصواريخ «القبة الحديدية»، وتسببت الاستهدافات الصاروخية بخسائر كبيرة وانقطاع الكهرباء عن مستوطنة «مرغليوت». هذا التصعيد يأتي ردا على التهديدات الاسرائيلية بتنفيذ عملية عسكرية واسعة جنوبا، وردا على توسيع جيش الاحتلال استهداف المدنيين والقرى اللبنانية البعيدة نسبيا عن الحدود، حيث بلغت غاراته بالامس منطقة مفتوحة بين بلدتي حومين التحتا ورومين في اقليم التفاح، ويهدف ايضا الى ردع «اسرائيل» بعد التمادي الواضح في النزعة العدوانية استجابة لضغوط قيادات المستوطنين في الشمال الذين يطالبون بعملية عسكرية هجومية ضد المقاومة بعد ان تحولت المستوطنات الى مدن «اشباح». هذه التطورات يضاف اليها ارتفاع حدة التوتر على الارض بين قوات «اليونيفيل» واهالي القرى الجنوبية، ترجم بحادثين ميدانيين خلال 24 ساعة، دقت «ناقوس الخطر» لدى معظم القوى المؤثرة في الاقليم والعالم حيال احتمال انفجار «برميل البارود» في الشرق الاوسط، في ظل سباق مع الزمن بين محاولات وقف العدوان «المتعثر» على غزة، وتوسع نطاق المواجهة وازدياد حدتها في المنطقة، بعدما تجاوزت «اسرائيل» مجددا الخطوط الحمراء مع طهران عبر اغتيال القيادي البارز في الحرس الثوري رضي الموسوي في دمشق، وهو ما يضع المنطقة امام احتمالات صعبة جدا.

«برميل البارود»

فبعد ساعات من اعلان وزير الحرب الاسرائيلي يوآف غالانت عن فشل الحلول الدبلوماسية لمعالجة ملف الحدود الشمالية، واشارت رئيسة الاركان هرتسي هاليفي الى ان الخطط العسكرية باتت جاهزة للتحرك ضد حزب الله، اكدت وكالة «بلومبرغ» الاميركية ان برميل البارود الذي تقف فوقه منطقة الشرق الأوسط على وشك الانفجار، لتتحول الحرب الدائرة في قطاع غزة إلى صراع أوسع نطاقاً في المنطقة، فيما تستبعد اوساط دبلوماسية حصول ذلك وتعتبر التصعيد مجرد ضغط لتحقيق مكاسب على طاولة التفاوض التي تقودها مصر في هذ الوقت.

حادث يشعل المنطقة

وقد لفتت» بلومبرغ» الى ان العمليات العسكرية غير المتوقعة من جانب «إسرائيل»، والرد الإيراني المحتمل عليها، يجعل من الصعب توقع متى سوف يقع أي حادث يمكن أن يشعل صراعاً أوسع نطاقا، خصوصا ان الولايات المتحدة قد تضطر إلى التصرف بشكل أشد صرامة  إذا قتلت أي من الجماعات المسلحة في المنطقة جنوداً أميركيين.

الانفجار الكبير؟

وتشير الوكالة الى ان الهجمات وغيرها من التطورات الأخيرة في المنطقة تبرز الصعوبة المتزايدة التي تواجهها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في التحرك بشكل متوازن، ولهذا فإن كل المؤشرات تقول إن الأوضاع في الشرق الأوسط تقترب من لحظة الانفجار الكبير  في ظل استمرار الحرب في غزة وهجمات الجماعات المسلحة المناهضة لكل من «إسرائيل» والولايات المتحدة ورد الدولتين عليها.

تجاوز «الخطوط الحمراء»

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول اسرائيلي قوله ان «إسرائيل» تجد صعوبة في تقدير متى سيتم تجاوز الخطوط الحمراء وما هي الحادثة المخطط لها أو العرضية التي ستحطم معادلة الرد التي تملي قوة النيران مع حزب الله. ولفتت الصحيفة الى ان اغتيال الجنرال رضي موسوي، قائد «فيلق القدس»في سوريا، يعتبر «هدفاً نوعياً»، واذا كانت ايران قد اعتمدت في الرد على تصفية قاسم سليماني أو ضرب رئيس المشروع النووي الإيراني محسن فخري زاده بحسابات تكتيكية طويلة الامد، فإن الظروف هذه المرة تبدو مختلفة، في ظل الاعتقاد بان نية «إسرائيل» هي إثارة مواجهة شاملة مع حزب الله جراء هذه التصفية. لكن وبحسب الصحيفة، فان على ايران التقدير أن عملية الاغتيال نُفّذت بعد تشاور وتنسيق مع الولايات المتحدة، التي ستدعم «إسرائيل» إذا ما اندلعت حرب شاملة على الجبهة اللبنانية!

«كسر انف» اميركا

وفي السياق نفسه، سلطت صحيفة «التايمز» البريطانية «الضوء» على التهديد الذي يشكله انصار الله، وقالت ان الحوثيين يتلقون دعما إيرانيا «لكسر أنف أمريكا وجعله ينزف» في البحر الاحمر. وقالت «ان ما يحدث هو بداية لحرب صغيرة ذات آثار عالمية. إنها حرب تتحدى قدرة أمريكا على القتال في البحر ضد قوة عصابات هدفها النهائي، إخراج الولايات المتحدة من الشرق الأوسط»، ولفتت الى ان إيران نجحت في خلق «حركة الكماشة» مع حزب الله في الشمال، والحوثيين في الجنوب، والحرس الثوري في سوريا، ومن المتوقع ان يتدخل الإيرانيون لتحسين قدرة الحوثيين من خلال توفير رؤوس البحث الكهرو- الضوئية للمسيرات الانتحارية التي ستصبح قادرة على الوصول الى اهدافها.

حزب الله والتصعيد النوعي

في هذا الوقت، كثف حزب الله عملياته النوعية واستهدف بـ6 عمليات مواقع قوات الاحتلال والمستوطنات، ردا على استهداف المناطق المدنية، ورصدت وسائل الاعلام الاسرائيلية اطلاق نحو مئة صاروخ وعشرة طائرات مسيرة باتجاه المستوطنات، ما ادى الى اضرار كبيرة وانقطاع للتيار الكهربائي عن مستوطنة «مرغيلوت». كما وصلت 3 مسيرات الى مدينة حيفا، واعلن الجيش الاسرائيلي عن اعتراضها عبر «القبة الحديدية».

وقد اعلن حزب الله عن استهداف موقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة، واعلن ايضا «استهداف تجمع لجنود العدو في ثكنة هونين بالأسلحة المناسبة. كما اعلن الحزب عصرا استهدافه ثكنة راميم العسكرية محققا فيها إصابات مباشرة، واعلن الحزب انه استهدف انتشارا لجنود العدو في محيط ثكنة ميتات بالأسلحة المناسبة وحققنا فيها إصابات مباشرة». واعلن ايضا استهدافه مرابض مدفعية العدو في خربة ماعز بالأسلحة المناسبة وحققنا فيها إصابات مباشرة.

الاعتداءات الاسرائيلية

وسط هذه الاجواء، نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على اطراف بلدة حومين التحتا في اقليم التفاح، وغارة اخرى على أطراف بلدة عيتا الشعب. كما سجل تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء القطاع الشرقي تزامنا مع غارات جوية على منطقة الصالحاني بين راميا ومروحين في القطاع الغربي. وسقطت ٤ قذائف مدفعية اسرائيلية بين دبل وحانين. وافيد عن استهداف منزل كان استهدف أمس الاول في حي المسيلح في عيتا الشعب بصاروخ أرض أرض. وزعمت إذاعة الجيش الإسرائيلي ان سلاح الجو شن هجوماً استباقياً جنوب لبنان واستهدف بنية تحتية لحزب الله.  واشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى ان الدفاعات الجوية اعترضت طائرة مسيرة أطلقها حزب الله من جنوب لبنان. ودوت صفارات الإنذار في يفتاح وراموت نفتالي والمالكية وديشون بالجليل الأعلى خشية تسلل مسيّرات لبنانية...

«الرضوان» والحدود؟

في غضون ذلك، سخرت اوساط مطلعة من تسريبات وسائل إعلام عبرية، اشارت الى أن قرابة نصف «قوة الرضوان» نفذت انسحابات عديدة من جنوب لبنان باتجاه الشمال. ووصفت الأمر بأنه مجرد «ترهات» تحاول من خلالها قوات الاحتلال البحث عن صورة انتصار غير موجودة. فجيش الاحتلال يدرك جيدا ان المقاومة تعمل بنسق متدرج لا تشارك فيه «قوات الرضوان» بفعالية حتى الان وهي تقوم فقط بمهام المساندة لفرق عسكرية تشاغله على الحدود، وهو من خلال هذه «الخبريات» يحاول طمأنة المستوطنين انه يحقق نتائج عملية على الارض، لاقناعهم بالعودة لاحقا الى المستوطنات الشمالية، والامر لن يحتاج الى حرب شاملة وهو حقق نتائج عبر القنوات الدبلوماسية، وكل ذلك ليس الا «وهما».

«الثقة» تهتز «باليونيفيل»؟

في هذا الوقت، برزت امس مواجهات بين «الاهالي» في الجنوب وقوات اليونيفيل في حادثتين منفصلتين، وهما كـ «جرس انذار» براي اوساط جنوبية نتيجة اهتزاز الثقة بهذه القوة التي تقف بعض الدول المشاركة فيها بشكل سافر مع كيان الاحتلال الاسرائيلي. وما حصل يمكن اعتباره «رسالة» واضحة ان استمرار التصعيد جنوبا قد يؤدي الى نتائج ميدانية غير محسوبة خصوصا ان قوات «الطوارىء» لا تقوم بكثير من الاحيان بما تمليه مهماتها على جانبي الحدود، وارتفاع نسق المواجهة قد يؤدي الى نتائج سلبية على كافة المستويات.

وكانت «اليونيفيل» اعلنت أن «جندي حفظ سلام أصيب بعد أن تعرضت دورية تابعة لها لهجوم من قبل مجموعة من الشباب في بلدة الطيبة في جنوب لبنان، كما تضررت آلية في الحادث». ووفقا للمعلومات، فان قيام الجنود الإندونيسيين بمحاولة التصوير مساء في البلدة اثار حفيظة الاهالي الذين اشتبكوا مع الجنود ومنعوهم من ذلك. كما اعترضت مجموعة من الشبان من بلدة كفركلا طريق دورية تابعة لـ «اليونيفيل» من الكتيبة الفرنسية أثناء مرورها في البلدة وأجبرتها على التراجع بعد ضرب آليتها بعصا حديدية. وقد حل الموضوع بعد التواصل مع المعنيين من دون وقوع إصابات في الحادثة. وأعلنت نائبة مدير مكتب «اليونيفيل»الاعلامي كانديس ارديل انه بعد مناقشة قصيرة مع سكان المنطقة، واصل حفظة السلام طريقهم، وطالبت الدولة اللبنانية بالتحقيق في الحادثتين.

ميقاتي و»الحرب الشاملة»

في السياق، استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون في دارته في لندن، وجرى عرض للعلاقات بين البلدين والوضع في جنوب لبنان وغزة. وفي خلال الاجتماع جدد رئيس الحكومة «المطالبة بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة وجنوب لبنان»، معتبرا «أن استمرار الاستفزازات الاسرائيلية في جنوب لبنان قد يؤدي الى تدهور الاوضاع واندلاع حرب شاملة في المنطقة ككل». بدوره اعتبر كاميرون «إن تصعيد الصراع من غزة إلى لبنان أو البحر الأحمر أو عبر المنطقة ككل، من شأنه أن يرفع مستوى المخاطر وانعدام الأمن في العالم». كما جرى اتصال بين رئيس الحكومة ووزير خارجية فرنسا كاترين كولونا عبّر خلاله رئيس الحكومة عن قلقه لتصاعد العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان واستهداف المدنيين على نطاق واسع». واعتبر ان «من شأن هذا التمادي في الاعتداءات ان يدخل لبنان في مواجهة شاملة قد تشمل كل دول المنطقة». وطلب «الضغط على اسرائيل لوقف انتهاكاتها المتمادية».

التلفريك والنجاة من كارثة

في غضون ذلك، نجت البلاد من كارثة بعد نجاح فرق الدفاع المدني والجيش والصليب الاحمر في إنقاذ 40 شخصا علقوا داخل مقصورات التلفريك من ساحل علما إلى حريصا. وأدّى عطل ميكانيكي في تلفريك جونية إلى اصطدام مقصورتين وتوقّف حركة الرحلات صعوداً ونزولاً.

وفي جولة له في المكان، شكر وزير السياحة وليد نصار الدفاع المدني والجيش اللبناني على تدخلهما السريع والفعال، وقال ان هذا التلفريك عمره سنوات، ولا يتعرض للأعطال مثل السيارة بل انه مثل الطائرة، ويجب ان يفهم اللبناني والتقني والمهندس وصاحب الامتياز، ان من الممنوع وجود اي خطأ، طبعا هناك دائما اخطاء ميكانيكية وتقنية وكهربائية. واضاف «التلفريك امتياز تابع لوزارة الطاقة وتحديدا للمديرية العامة للاستثمار فيها، وانتهى الامتياز في نهاية العام 2022 وتقدمت بكتاب إلى وزارة الطاقة سألت فيه عن سبب وجود هذا الامتياز لديها وليس في وزارة السياحة. ووعد انه سيتم الذهاب بالتحقيق حتى النهاية. من جهته، قال وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي ان ما حصل هو دليل على التقصير وعدم الصيانة».

«السرطان» والعلاج بكرامة

صحيا، لا تزال وعود وزير الصحة فراس الابيض بالنسبة الى تأمين مستدام لأدوية مرضى السرطان «حبرا على ورق»، وهو ما وصفته مصادر صحية بانه بيع «للأوهام» حيث يواصل الحديث عن انفراجات مرتقبة لم تجد اي ترجمة في الواقع الصحي للمرضى الذي سيعتصمون اليوم امام السراي الحكومي تحت عنوان «مواجهة الموت او الحكومة». وقد دعت جمعية بربارة نصار الى اعتصام اليوم في الساعة الثالثة في ساحة رياض الصلح للمطالبة بحق مرضى السرطان في نيل علاجهم بكرامة، بعدما تقطعت بهم السبل في الحصول على علاجاتهم المدعومة في اوقاتها، حيث تتذرع وزارة الصحة دوما بوجود خلل في التواصل مع مصرف لبنان، وعدم توافر الاموال، وتتعامل مع الملف ببطء شديد يثير الكثير من علامات الاستفهام حول وجود وعي جدي من قبل المسؤولين حيال مخاطر التعامل مع هذا الملف بخفة. والتحرك اليوم سيكون بداية تحرك سيتفاعل على نحو اوسع في حال عدم تحمل المسؤولين لواجباتهم الاخلاقية والوطنية.

«مجزرة» ضد المرضى

وامام شح الموارد المالية وتقلص فرص الاقتراض، يبقى الخوف قائما من وقف الدعم على نحو دائم، ووفقا لنقيب الصيادلة جو سلوم، «اذا تم رفع الدعم او لم يرفع، فالدواء المتوافر في السوق اصلا غير مدعوم، كما ان الدواء المدعوم يباع بسعر غير مدعوم وبالتالي يبحث المرضى عن الدواء المدعوم فلا يجدونه، وهذا يعني عمليا رفع الدعم عن تلك الادوية بشكل او بآخر، وهم يضطرون الى شراء غير المدعوم بآلاف الدولارات». واضاف «نحن في حالة سيئة جدا، والقسم الاكبر من مرضى السرطان يقرر وقف علاجه او الانتقال الى علاج آخر، واصفا ما يجري بانه مجزرة ترتكب بمرضى السرطان والامراض المستعصية».

الأكثر قراءة

المقاومة تثبّت مُعادلة بيروت مقابل «تل أبيب» وتمطر «اسرائيل» بأكثر من 300 صاروخ العدو يتقصد استهداف الجيش اللبناني بوريل يحذّر: لبنان على شفير الانهيار