اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في اليوم الـ 90 للعدوان على قطاع غزة، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب الشهيد عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس– التصدي بضراوة لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة وسط القطاع وجنوبه رغم استمرار الغارات الجوية التي خلّفت المزيد من الشهداء والدمار.

وأقرّ الجيش الإسرائيلي أن وحدة 669 للإنقاذ أجلت أكثر من ألف جريح أصيبوا منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة.

وفي الضفة الغربية يواصل مقاومون فلسطينيون اشتباكاتهم مع جيش الاحتلال بمناطق عدة، في حين سحب الجيش قواته بالكامل من مخيم نور شمس بمدينة طولكرم.

فقد أفادت المعلومات عن أنّ المقاومة تخوض اشتباكات ضارية مع الاحتلال على محوري الزوايدة والمغازي وسط القطاع في ظل محاولته التقدم.

وأشارت إلى أنّ المقاومة تخوض اشتباكات عنيفة أيضاً مع الاحتلال على محاور خان يونس، لافتاً إلى أنّ المقاومة أعلنت عن تفجير عدة آليات عسكرية وإيقاع قوات الاحتلال في كمائن محكمة. 

وأعلنت كتائب القسام تدمير دبابة إسرائيلية من نوع «ميركافا» بعبوة «شواظ» غرب المغازي وسط القطاع، بالإضافة إلى تدمير دبابة أخرى من نفس النوع بقذيفتي «الياسين 105 « شمال مدينة خان يونس جنوب القطاع.

ونجح مقاومو القسام في تفجير عبوة شديدة الانفجار في قوة إسرائيلية راجلة متمركزة داخل أحد المنازل، وأوقعوهم بين قتيل وجريح، شمال مخيم النصيرات وسط القطاع. كذلك، استهدف المقاومون تجمعاً لآليات وجنود الاحتلال بمخيم البريج بقذائف الهاون من العيار الثقيل.

من جهتها، أعلنت سرايا القدس استهداف عسقلان ومستوطنات «غلاف غزة» برشقة صاروخية مركزة. كما استهدف مقاومو السرايا آليتين عسكريتين إسرائيليتين بقذائف الـ «RPG» شرق مخيم البريج وسط القطاع، إلى جانب تفجير عبوة ناسفة مُعدة مُسبقاً في محور المنشية عن بُعد، ووقوع القوة المعادية في الكمين.

بدورها، أعلنت كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية أنّ قوات الشهيد عمر القاسم تخوض اشتباكات عنيفة مع الاحتلال شرق مخيمي البريج والمغازي. وأكدت تفجير عبوة جنوب شرق مخيم البريج بالآليات المتقدمة، مؤكدةً إيقاع قتلى وإصابات في صفوف الاحتلال.

يُشار إلى أنّ حصيلة القتلى المعلَن عنهم من جنود «الجيش» الإسرائيلي ارتفعت إلى 175 منذ بدء التوغّل البري في قطاع غزة، و509 منذ إطلاق المقاومة ملحمتها «طوفان الأقصى».

الى ذلك أصدرت وزارة الصحة في حكومة غزّة، تقريراً بحصيلة الشهداء والجرحى، والخسائر المادية، بعد 90 يوماً على العدوان الإسرائيلي على القطاع. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، إنّ حصيلة الشهداء ارتفعت نحو 22500 شهيد، وأكثر من 57600 شهيد منذ بدء العدوان، مشيراً إلى أنّ 70% من الضحايا هم الأطفال والنساء.

وذكر أنّه خلال الساعات الـ 24 الماضية، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي 13 مجزرة بحق العائلات، راح ضحيتها 125 شهيداً، وأصيب في إثرها 318 شخصاً. 

كما أضاف أنّ الانتهاكات الإسرائيلية ضد المنظومة الصحية، أدّت إلى استشهاد 326 كادراً صحياً، وتدمير 121 سيارة إسعاف، لافتاً إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي «تعمّد استهداف 150 مؤسسة صحية وأخرج 30 مستشفى و53 مركزاً صحياً عن الخدمة في مناطق قطاع غزة كافة».

وفي السياق عينه، أكّد القدرة أنّ الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 99 كادراً صحياً، على رأسهم مديرو مستشفيات شمال غزة في «ظروف قاهرة وغير إنسانية، ويمارس بحقهم التعذيب الجسدي والنفسي والتجويع».

كما شدد على أنّ سلوك الاحتلال الإجرامي «يشكّل تهديداً وخطراً على مستشفى شهداء الأقصى ومستشفى العودة في المنطقة الوسطى، وعلى مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل» التابع لجمعية الهلال الأحمر في خان يونس «بعد أن وضعهم في دائرة الاستهداف والخطر المتكرر». 

وطالب القدرة، المؤسسات الدولية بالتحرك العاجل لحماية المستشفيات في جنوب قطاع غزة، وتأمين وصول الجرحى والمرضى إليها، وضمان عدم تكرار سيناريو مجمع الشفاء الطبي فيها، وبإرسال الفرق الطبية والمستشفيات الميدانية وضمان وصولها إلى  مناطق قطاع غزة كافة لإنقاذ آلاف الجرحى.

وبحسب إحصاءات وزارة الصحة في حكومة غزة، فإنّ «1.9 مليون نازح يتعرضون للمجاعة وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية وانعدام المأوى والماء والطعام والدواء».

وحذّر القدرة في هذا السياق، من كارثة صحية وإنسانية في مدينة رفح بعد نزوح أكثر من نصف سكان قطاع غزة إليها، في ظل ظروف قاسية من انهيار الخدمات الصحية والبيئية وعدم توفر أدنى المقومات المعيشية.

«اسرائيل»

قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، إن حكومته لا تجري حوارا مع أي دولة حول تهجير سكان قطاع غزة، واصفا الأنباء بهذا الشأن بـ»أوهام لا أساس لها من الصحة».

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي (لم تسمّه) قوله إنه رغم دعوات وزراء الحكومة التي يتزعمها بنيامين نتنياهو لتشجيع هجرة الفلسطينيين من قطاع غزة، «إلا أن إسرائيل لا تجري أي حوار مع أي دولة حول هذا الموضوع، بما في ذلك الكونغو الديمقراطية».

واشنطن

في غضون ذلك بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن  جولة جديدة بالمنطقة تشمل إسرائيل وتهدف إلى تفادي توسع رقعة الحرب في قطاع غزة بعد اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية والتفجيرين في إيران اللذين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنهما.

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر: «لا بلد لديه مصلحة في حصول تصعيد بالمنطقة». في وقت تتزايد فيه الانتقادات للولايات المتحدة لدعمها العسكري الثابت لإسرائيل في حربها على القطاع.

ولم يضف ميلر تفاصيل حول الجدول الزمني المحدد لهذه الزيارة ومجمل محطاتها، إلا أنها ستكون الزيارة الخامسة له لإسرائيل والرابعة للمنطقة منذ السابع من الأول الماضي.

وكان قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن الولايات المتحدة لا ترى أي أعمال في غزة تشكل إبادة جماعية، وذلك تعليقا على بدء جنوب أفريقيا إجراءات قضائية ضد «إسرائيل» في محكمة العدل الدولية تتعلق بالإبادة بسبب حربها على قطاع غزة. وذكر ميلر في مؤتمر صحفي اعتيادي «هذه مزاعم يجب التحقق منها بعناية… نحن لا نرى أي أعمال تشكل إبادة جماعية.. هذا ما حددته وزارة الخارجية».

كما اعتبر البيت الأبيض أنّ الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية واتّهمت فيها إسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية» بحقّ الفلسطينيين في قطاع غزة «لا أساس لها» و»تؤتي نتائج عسكية».

من جهته قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن حركة المقاومة الإسلامية حماس لا تزال تتمتع بقوة كبيرة في غزة. وأضاف كيربي في مؤتمر صحفي له بواشنطن أن الجيش الإسرائيلي تمكّن من تحييد عدد كبير من قادة حماس وعناصرها وبناها التحتية وهو الأمر الذي كان له تأثير على قدرة الحركة على القيادة والسيطرة حسب قوله. وأضاف كيربي أنه لا يمكن للعمليات العسكرية القضاء على الأيديولوجيات، مؤكدا أنه ليس من المحتمل أن تتخلص إسرائيل من كل مقاتلي حماس، لكنه أكّد في المقابل أن العمليات العسكرية يمكن أن تقضي على التهديد الأساسي الذي تشكله من وصفها بالمنظمات الإرهابية.وأضاف أنّ الجيش الإسرائيلي قادر على «القضاء على التهديد الذي تشكّله حماس على الشعب الإسرائيلي»، لكنّه استدرك قائلا «هل سيتمّ القضاء على عقيدتها؟ كلا. وهل هناك احتمال بالقضاء على المجموعة؟ على الأرجح كلا».

على صعيد آخر زار السيناتور الأميركي الجمهوري ليندسي غراهام «إسرائيل» ، حيث التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أبلغه أن الإسرائيليين «سيتحركون بكل قوتهم حيثما كان ذلك ضروريا»، وفقا لما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية. وأضاف نتنياهو أن «إسرائيل» تعمل على تحقيق أهداف الحرب وإعادة الإسرائيليين إلى الجنوب والشمال، في إشارة إلى غلاف غزة والمناطق المتاخمة للبنان.

الأكثر قراءة

الملف الرئاسي يأخذ منحى جديدا: لودريان سيلتقي بري والعلولا مع المعارضة فشل مفاوضات الصفقة في غزة كليا ... ولا تسوية بين حماس و«اسرائيل»