اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تستمر الهوّة في كيفية إنهاء الحرب على غزة بين "الإسرائيليين" والأميركيين، رغم أن العدو لم يخرج بشكل كامل من تحت "العباءة الاميركية"، وهو لن يمكنه ذلك بحال كانت الإدارة الأميركية جدية في مقارباتها، لأن "اسرائيل" لا يمكنها أن تعيش دون الدعم الأميركي، ولا شك أن زيارة وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن الى "تل أبيب" كانت بهدف إيصال رسائل عديدة أساسية في مسار الحرب.

للمرة الخامسة يزور بلينكن "تل أبيب" منذ بداية الحرب على غزّة، وهذه المرة جاء بحسب مصادر متابعة، لأجل أهداف تختلف عن أهداف أميركا خلال زيارته الأولى، عندما زار "اسرائيل" كيهودي يُريد تقديم الدعم الكامل والمطلق "للجيش الاسرائيلي"، وتُشير المصادر الى أن وزير الخارجية الأميركي حمل معه الى "اسرائيل" طلباً أميركياً مباشراً بضرورة الاعلان عن بدء المرحلة الثالثة للحرب، والانسحاب من شمال غزة لأجل بدء عودة السكان إليه، لعلّ ذلك يساهم في تخفيض مستوى التصعيد بين المقاومة في لبنان والعدو الاسرائيلي.

ليست سهلة المفاوضات القائمة على مستوى المنطقة، أو التي ستقوم بعد انتهاء عملية التمهيد لها، فالأهداف "الاسرائيلية" للحرب كانت كبيرة جدا، وبحاجة الى بعض الوقت لأجل التخفيف من وقع الفشل في تحقيقها.

اختتم بلينكن زيارته الى "اسرائيل" بمؤتمر صحافي كشف فيه إنّه "اتفق مع "الإسرائيلي" على دخول بعثة أممية إلى شمال قطاع غزة لضمان عودة الفلسطينيين إلى منازلهم، وأن هناك خطة بأن تقوم الأمم المتحدة بإجراء تقييم لضمان عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة"، فهل فعلاً يساهم هذا الأمر في تخفيف التوتر مع لبنان؟

لا تزال المقاومة في لبنان مصرة على ربط وقف العمليات من الجنوب بوقف الحرب على غزة، وبالتالي في حال كانت المساعي الأميركية جدية في غزة، فهي يمكن أن تساهم في خفض مستوى التصعيد الذي ارتفعت وتيرته في الأيام الماضية بسبب التصعيد الاسرائيلي، وتُشير المصادر الى أنه بحال كانت النيات "الاسرائيلية" والأميركية تقوم على "التمثيل"، فهي حتماً ستفشل، كأن تدعي تغيير شكل الحرب، وتستمر في تنفيذ العمليات العسكرية والأمنية والقصف المتواصل للقطاع.

لذلك، أبلغ حزب الله كل الموفدين الدوليين بأنه لا يرغب بالحرب ولا يسعى إليها، ولا يريد التصعيد ولا يسعى إليه، ولكن لا حديث ولا تفاوض قبل وقف الحرب على غزة، وبحسب المصادر فإن أحداً لا يتوقع أن تنتهي الحرب بشكل كامل في الساعات المقبلة، ولكن قد يكون لتغيير شكل الحرب تأثير إيجابي في مرحلة بدء التفاوض، خاصة اذا ترافق مع تخفيض للتصعيد يكون متبادلاً، أما قبل ذلك فلا تفاوض ولا من يفاوضون.

وفي الوقت الذي كان فيه بلينكن يدعو الى خفض التصعيد مع لبنان، برزت في "اسرائيل" تدابير وزارة الصحة "الإسرائيلية" التي أوعزت الى المستشافيات بالاستعداد لاستقبال آلاف المصابين في الشمال، وقد تلقى البعض في لبنان بأنه تحضيراً لحرب باتت أكيدة، ولكن بحسب المصادر فإن لا شيء مؤكد حتى اللحظة، لا الحرب ولا عدمها، وما تقوم به "اسرائيل" هو أمر طبيعي يُشبه الى حد بعيد ما قامت به الحكومة اللبنانية ووزارة الصحة في شهر تشرين الأول الماضي، حيث على الجميع الاستعداد لأسوأ السيناريوهات لكيلا تقع الحرب دون التحضير لها.

 


الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت