اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كما كنا توقعنا سابقاً، لم تحمل زيارة المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين الى لبنان نتائج ملموسة، فالرجل لم يحمل طروحات واضحة، بل مجرد أسئلة حول جبهة لبنان، بعد تيقنه من ارتباطها الكامل بجبهة غزة، وهو الموقف الذي عبر عنه صراحة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

بعد أن أظهرت استطلاعات للرأي أجريت في الشارع الإسرائيلي تراجع شعبية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مقابل منافسيه على الساحة السياسية الإسرائيلية، وبيّنت أنه في حال إجراء الانتخابات الإسرائيلية العامة الآن، ستحصل قوائم معسكر الأحزاب المؤيدة لنتنياهو على 44 مقعداً، وهو رقم أقل بمقعدين مما أشار إليه استطلاع أجريَ الأسبوع الماضي، تحاول الولايات المتحدة الأميركية تخفيف حدة الصراع في المنطقة، لإفساح المزيد من الوقت أمام "اسرائيل" لتحقيق أي إنجاز في غزة، ريثما يتم الاتفاق على كيفية ترتيب الوضع في القطاع بعد انتهاء الحرب.

في هذا السياق كانت زيارة هوكشتاين الى بيروت حيث بادر الى طرح العديد من الاسئلة التي سينتظر أجوبة عليها في الأيام المقبلة، ومنها مدى انعكاس أي هدنة انسانية ووقف لإطلاق النار في غزة على الجبهة الجنوبية في لبنان، حيث تُشير مصادر سياسية متابعة الى أن الأجوبة بمعطمها واضحة وهي تتعلق بالربط الكامل للجبهة الجنوبية بالحرب على غزة، خاصة اذا لم تبادر "اسرئيل" الى توسيع نطاق حربها مع لبنان، تماماً كما حصل خلال فترات الهدن السابقة.

الى جانب الحرب على غزة، بات الوضع في لبنان مرتبطاً بما يجري عليه من اعتداءات واستهدافات، فالعمليات الأمنية والاغتيالات قد توسع الحرب في لبنان بغض النظر عن الوضع في غزة، لذلك كان هوكشتاين حريصاً على تكرار مقولة أن الاسرائيليين لا يريدون توسيع نطاق الحرب، ويؤيدون المساعي الدبلوماسية لحل الأزمة على حدودهم الشمالية بما يُتيح تأمين عودة آمنة للمستوطنين، وهو ما قابلته تأكيدات لبنانية على أن لبنان ليس معنياً بتوسيع الحرب إنما لأجل ذلك فالحديث يجب ان يكون مع الاسرائيليين لا مع اللبنانيين.

اقتنع هوكشتاين اذا ان لا تفاوض مع لبنان قبل وقف الحرب على غزة، لكنه يسعى بحسب المصادر الى فصل الحل في لبنان عن الحل في غزة، فحتى لو وقفت الحرب هناك قد لا يكون الوصول الى رؤية واضحة في القطاع قريباً، وبالتالي ضرورة التفاوض حول الملف اللبناني على حدى، وهو ما لم يعارضه لبنان مبدئياً ما دام وقف الحرب سيحصل، وبعدها لكل حادث حديث.

كذلك يسعى المبعوث الأميركي لتجزئة الحل في لبنان، كأن يتم الاتفاق اولاً على عدم التصعيد، وهو ما بدأت تلوح معالمه في الأفق من خلال تخفيف الاسرائيليين هجماتهم العسكرية على غزة بسياق المرحلة الثالثة للحرب، وتالياً على لبنان، والحديث الاسرائيلي عن قرب عودة بعض المستوطنين في الشمال الى مستوطناتهم بعد أن ارهق النزوح الحكومة الاسرائيلية، ومن ثم بعد انتهاء عالحرب على غزة تُبحث الملفات الأخرى، علماً انه بحسب المصادر فإن هوكشتاين لم يحصل على موافقة اسرائيلية على كل ما كان طرحه سابقاً بخصوص الانسحابات الاسرائيلية وغيرها، ولكن هذا الأمر قد يكون مفهوماً خلال مرحلة التفاوض اذ من غير المنطقي أن يرمي أي طرف كل اوراقه على الطاولة قبل بدء المفاوضات غير المباشرة.


الأكثر قراءة

روسيا تبيع في سوريا وتشتري في أوكرانيا