اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

القرار الاسرائيلي باستمرار احتلاله في الجنوب متجاوزا مهلة الستين يوما التي حددها اتفاق وقف النار، واقع ينذر بمخاطر كبيرة، لا سيما ان واشنطن راعي الاتفاق المذكور سارعت عبر ادارتها الجديدة الى تبني موقف العدو ومنحه فترة اضافية «قصيرة ومؤقتة» لانجاز انسحابه من كامل الاراضي اللبنانية المحتلة.

وعشية انتهاء مهلة الـ60 يوما، كثف لبنان اتصالاته وجهوده لتدارك الموقف والضغط على اسرائيل من اجل الالتزام الكامل باتفاق وقف النار والانسحاب الكامل من الاراضي المحتلة ضمن المهلة المحددة. وتولى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس المجلس نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجراء مروحة من الاتصالات مع رئيس لجنة الاشراف على الاتفاق الجنرال جاسبر جيفرز، ومع السفيرين الاميركي والفرنسي والامم المتحدة وسفراء عرب.

عون يكثف الاتصالات للضغط على العدو

وقالت مصادر مطلعة لـ«الديار» ان الرئيس عون بدأ اول امس سلسلة اتصالات، وانخرط بجهد غير عادي لمتابعة الوضع الجنوبي وللضغط على اسرائيل للانسحاب خلال مهلة الستين يوما، مشددا على الالتزام بالتعهدات لتنفيذ اتفاق وقف النار كاملا بكل مندرجاته، ومؤكدا جهوزية لبنان والتزامه ببنود الاتفاق المذكور.

واكد في اتصال مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على ضرورة الزام اسرائيل بتطبيق كل مندرجات وقف اطلاق النار.

وابلغ ماكرون عون انه يجري اتصالات للابقاء على اتفاق وقف اطلاق النار.

وبري يحذر

من جهته اجرى الرئيس بري اتصالات خلال اليومين الماضيين بعد اجتماعه برئيس لجنة الاشراف على اتفاق وقف النار والسفيرة الاميركية، وحذر من تداعيات عدم انسحاب العدو الاسرائيلي في المهلة المحددة، داعيا الى التزام الدول الراعية للاتفاق اميركا وفرنسا بالضغط على اسرائيل للانسحاب دون اي تاخير.

مصدر لـ«الديار»: اصرار شعبي على العودة سيترجم اليوم

ما هي التوقعات في الساعات والايام القليلة المقبلة، مع انتهاء مهلة الستين يوما عند منتصف الليل، بعد ان قرر العدو استمرار احتلاله ؟

المعلومات المتوافرة لـ«الديار» من مصدر موثوق به، ان هناك توجها قويا لكي تقوم الدولة والسلطة السياسية بمسؤولياتها وواجبها بالتحرك الفوري والفعال بكل الوسائل المتاحة للضغط على اسرائيل من اجل الانسحاب في المهلة المحددة والالتزام باتفاق وقف النار كاملا.

واضاف المصدر ان هناك اصرارا شعبيا كبيرا لعودة اهالي الجنوب الى قراهم، وان هذا الاصرار سيترجم في الساعات المقبلة بتحرك فوري باتجاه البلدات والقرى الحدودية دون اي تردد، وباشكال متعددة لترجمة التمسك بالارض ورفض استمرار الاحتلال تحت اي ذريعة.

وقال ان هذا التوجه الشعبي الكبير لاهل الجنوب هو وجه من وجوه المقاومة للاحتلال، مع التاكيد ان عدم التزام العدو بالانسحاب وفق اتفاق وقف النار وابقاء احتلاله، يؤكد الحق في مقاومته بكل الوسائل.

ابناء القرى الحدودية قرروا العودة

وامس جرت لقاءات واجتماعات شعبية على مستوى البلدات والقرى الجنوبية الحدودية وتلك التي في النسق الثاني من الحدود، وانتهت الى اتخاذ قرار جماعي وخطوات عديدة تبدأ من صباح اليوم بالتوجه الى اهالي الجنوب الى بلداتهم وقراهم « ولن يثنيهم شيء عن ذلك لانه لم يعد هناك شيء يخسرونه». ويشمل تحرك العودة عشرات البلدات والقرى لا سيما في القطاعين الشرقي والاوسط.

وذكر اهالي البلدات الحدودية ان العدو لم يلتزم بالهدنة، بل استغلها لتوسيع عدوانه والسيطرة على مساحات جغرافية عجز في كل الحرب عن الوصول اليها بسبب تصدي المقاومين الاستشهاديين لجيشه.

واعلن الاهالي انهم قرروا العودة الجماعية الى بلداتهم وقراهم « متسلحين بحقنا الذي كفلته شرائع الدنيا ودون منّة من احد «.

ودعوا الدولة مجتمعة والجيش اللبناني واليونيفيل واللجنة الخماسية الراعية لاتفاق وقف اطلاق النار، الى « مؤازرتنا وتسهيل عودتنا وحماية اهالي الجنوب».

حزب الله: عدم الانسحاب خطوة شديدة الخطورة

وامس قال النائب في حزب الله علي فياض « ان عدم انسحاب العدو من جنوب لبنان يشكل خطوة شديدة الخطورة، ويهدد مسار الالتزامات والاتفاقات».

وكان حزب الله حذر في بيان اصدره منذ ايام من تجاوز العدو لاتفاق وقف النار، ودعا السلطة السياسية في لبنان « للضغط على الدول الراعية للاتفاق للتحرك بفعالية بنحو يضمن الانسحاب الاسرائيلي الكامل، وانتشار الجيش اللبناني حتى اخر شبر من الاراضي اللبنانية».

العدو يحفر الطرق ويقيم السواتر بوجه العائدين

وقال مصدر نيابي في الثنائي الشيعي امس لـ «الديار»: « هناك جهود تبذل للضغط على العدو من اجل الانسحاب، ونحن ننتظر الاميركيين والفرنسيين الذين رعوا اتفاق وقف النار ان يمارسوا الضغط اللازم والمطلوب لاجبار العدو على الانسحاب».

ورفض المصدر الدخول في تفاصيل الخيارات والخطوات المتوقعه، لافتا الى ان جيش العدو قام امس باوسع عمليات حفر وتجريف للطرق المؤدية الى القرى الحدودية في وادي السلوقي وغيره. ولجأ الى اقامة السواتر الترابية في محاولة منه لسد الطرق بوجه الاهالي على اثر المعلومات عن عزمهم على العودة الى قراهم في الساعات المقبلة.

وردا على سؤال قال المصدر « لا استطيع التكهن في ما سيحصل، لكن القرار الاسرائيلي يخلق وضعا خطرا ما لم يتدارك الجانبان الاميركي والفرنسي الموقف، ويضغطان على العدو لاجباره على الالتزام بالاتفاق ومهلة الهدنة والانسحاب من كامل الاراضي المحتلة دون اي تاخير».

الجيش يدعو الاهالي للتريث بالعودة ويؤكد جهوزية الانتشار

واصدرت قيادة الجيش اللبناني امس بيانا دعت فيه اهالي الجنوب الى التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية نظرا لوجود الالغام والاجسام المشبوهة من مخلفات العدو الاسرائيلي.

وشددت على « اهمية تحلي المواطنين بالمسؤولية والالتزام بتوجيهات قيادة الجيش، وارشادات الوحدات العسكرية المنتشرة حفاظا على سلامتهم».

واعلنت « ان الوحدات العسكرية تتابع الوضع العملاني بدقة ولا سيما لناحية الخروقات الاسرائيلية المستمرة للاتفاق والاعتداءات على سيادة لبنان، اضافة الى تدمير البنية التحتية وعمليات نسف المنازل وحرقها في القرى الحدودية من جانب العدو الاسرائيلي».

واكدت القيادة «ان الجيش يواصل تطبيق خطة عمليات وتعزيز الانتشار في منطقة جنوب الليطاني بتكليف من مجلس الوزراء منذ اليوم الاول لدخول وقف النار حيز التنفيذ … وقد خدث تاخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من جانب العدو، مع الاشارة الى ان الجيش اللبناني يحافظ على الجهوزية لاستكمال انتشاره فور انسحاب العدو الاسرائيلي».

ونفذ الجيش اللبناني امس مزيدا من الانتشار في بعض بلدات وقرى الجنوب.

اليونيفيل لمساعدة الجيش

وعلمت «الديار» ان قيادة اليونيفيل ابلغت قيادة الجيش استعدادها لمساعدته في الاجراءات اللازمة لحماية ارواح المواطنين، وتفادي المخاطر التي قد تترتب عن تحرك اهالي الجنوب نحو قراهم الحدودية.

سلام زار بري والاجواء ايجابية

على صعيد تشكيل الحكومة، برزت معطيات امس تؤشر الى تحرك عملية التاليف الى الامام بعد الفرملة التي حصلت في الايام الماضية.

وعلمت «الديار « ان لقاء حصل امس في عين التينة بين الرئيس نبيه بري والرئيس المكلف نواف سلام في اطار متابعة عملية التاليف، وفي ضوء جولة جديدة من المشاورات التي اجراها سلام في اليومين الماضيين بعيدا عن الاعلام مع ممثلي القوى والكتل النيابية، سعيا الى انجاز التشكيلة الحكومية.

لا عقدة مع الثنائي

وقال مصدر مطلع لـ«الديار» ان اجواء لقاء عين التينة امس كانت ايجابية وجيدة، ويمكن القول ان ليس هناك عقد او عقدة امام التاليف مع الثنائي الشيعي، خصوصا ان البحث منذ البداية اتسم بايجابية وبحرص على تسهيل الثنائي لولادة الحكومة في اسرع وقت ممكن.

واضاف المصدر ان ما حصل بين الرئيسين بري وسلام منذ اول لقاء بينهما، اتسم بسلاسة ومرونة على عكس ما يعكسه بعض المشككين. واشار الى ان هناك اشخاصا وجهات تسعى الى الدخول السلبي على الخط، وتنظم حملات اعلامية في غير محلها لاهداف سياسية.

وقال المصدر ان تفاصيل ما جرى في لقاء عين التينة امس هو ملك للرئيسين، لكن المؤكد ان الجو كان ايجابيا ومثمرا.

المالية باقية للشيعة والداخلية للسنة

وتوافرت لـ«الديار» معلومات تفيد بان وزارة المال باقية للشيعة وفق الاتفاق الذي حصل منذ البداية، وان المرجح ان تكون من نصيب النائب السابق ياسين جابر او ربما اسم اخر من بين اسماء يطرحها الرئيس بري.

واضافت المعلومات انه لم يرشح شيء عن الوزارات الاخرى للثنائي الشيعي، لكن ما زال الحديث بان تكون وزارة الصحة للاسم غير الحزبي المحسوب على حزب الله في الحكومة بدلا من وزارة الاشغال المؤكد منحها للقاء الديموقراطي.

وكشفت المعلومات ان هناك توجها شبه مؤكد بان يسمي رئيس الجمهورية وزيري الدفاع والداخلية، وان تكون وزارة الداخلية من حصة السنة.

التاليف خرج من الفرملة فهل تولد الحكومة الاسبوع المقبل؟

وعلمت «الديار» انه وفقا لأجواء ونتائج جولة سلام الاخيرة، فان الامور خرجت من دائرة الفرملة الى مرحلة اكتمال التشكيلة الحكومية في غضون الايام القليلة المقبلة، وان الاجواء مع الكتل تتحلحل.

لكن المعلومات تفيد ايضا عن تحفظ او ارباك في مسالة تمثيل كتلة الاعتدال وكتلة التوافق الوطني السنيتين، بينما يبرز على الصعيد المسيحي مطالبة القوات اللبنانية باربع وزارات، ومطالبة التيار بثلاث حقائب، الامر الذي لا يقبله سلام ويتجه لاعطاء حقيبتين واحدة للتيار والثانية للارمن.

اما في شان وزارة الطاقة، فانها لن تكون من نصيب الطرفين، وكان سبق ان جرى الحديث عن اسنادها لوزير سني صاحب اختصاص يختاره سلام.

وقال مصدر نيابي قريب من العهد امس لـ «الديار» انه لا يتوقع ان تتاخر الحكومة، وان ولادتها منتظرة الاسبوع المقبل، لا سيما ان الرئيسين عون وسلام مصممان على الاسراع في التشكيل ولا يريدان استهلاك وتضييع المزيد من الوقت.

ولفت الى ان رئيس الجمهورية أدّى في الايام الماضية دورا في اتجاه تسهيل تشكيل الحكومة ومعالجة التشنجات التي ظهرت، وانه حريص على اجواء التضامن الوطني التي تجسدت بانتخابه وبعد خطاب القسم.

لا حكومة امر واقع

ونفى المصدر ان يكون سلام بصدد تاليف حكومة امر واقع، لكنه اضاف ان الرئيس المكلف يريد ممارسة دوره الدستوري كاملا في تشكيل الحكومة، بعيدا عن طريقة المحاصصة التي كانت تعتمد، ومن اصحاب الكفاءة بغطاء سياسي يؤمن حصول الحكومة على ثقة وازنة من المجلس النيابي.

مصدر في الثنائي

وفي الاطار نفسه قال مصدر نيابي في الثنائي الشيعي لـ«الديار» امس، ان كل ما قيل ويقال في بعض وسائل الاعلام وعبر وسائل التواصل عن عقبات نتيجة موقف الثنائي الوطني، هو في سياق حملة تشويش على عمل الرئيس سلام، وهي بطبيعة الحال لا تعكس الحقيقة.

واضاف لقد اتفقنا مع الرئيس المكلف حول الامور ولم يحصل بعده عكس ذلك.

الأكثر قراءة

هكذا قلب الثنائي الشيعي المشهد جنوباً