اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بين الهجرة الطوعية عبر ممرات يتم اعدادها عبر المتوسط والقتل البيولوجي الطويل الامد تستكمل "اسرائيل" القضاء على الحضور الفلسطيني في ارضه.

لقد اصبح من المؤكد ان اليوم التالي لانتهاء الحرب العسكرية المباشرة على قطاع غزة لن يكون قريب، وان المعلومات المتداولة بشكل ضيق لدى مراكز صنع القرار في الولايات المتحدة و"اسرائيل" تؤكد استمرار الحرب على مدى 18 شهر.

وقبل نهاية العام 2023، ومع استمرار الحرب على غزة على اكثر من 80 يوماً، اعلنت الناطقة باسم صحة غزة مارغريت هاريس ان "النازحين في غزة يعانون اوضاعاً خطيرة ونصفهم من الاطفال" وان "2 مليون مواطن اصبحوا من النازحين داخل القطاع" واضافت "النازحون معرضون لانتشار الاوبئة ويعانون من سوء التغذية وعدم تطعيمات الاطفال".

فالارقام تؤكد ان اكثر من 3% من الشعب الفلسطيني في غزة قتل والرقم نفسه مصاب اصابات خطرة، والاخطر ان 50 الف امرأة حامل اصبح مصيرهن اما الموت او المرض الدائم.

فالقوارض والقطط والكلاب تنقل الفيروسات في الشوارع والسبب كما قالت هاريس "ان جثامين الالاف من الشهداء لا تزال تحت الانقاض والاحتلال يمارس سلوكيات اجرامية".

فالعملية العسكرية التي اطلقتها قيادات العدو الاسرائيلي  تحت ذريعة الرد على عملية "طوفان الاقصى" الهدف الاول لها ان تدمير البنية التحتية، ومصادر الحياة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة. فالمناعة والادوية مفقودة، وهكذا تم ضرب المستشفيات وتم تدمير مضخات الصرف الصحي.

لقد اصبح مرضى غسيل الكلى والاطفال الذين بحاجة للحضانات وبسبب انقطاع الكهرباء سبب لوفات المئات، وكذلك يتوفى المئات يومياً من مرضى الضغط والسكري وامراض القلب. اما المأكل فملوث ويساهم في نقل السلمونيلا والتي تسبب الوفات.

ما يحدث في غزة جريمة ضد الانسانية، حيث المياه الملوثة وغير الصالحة للشرب بدأت مع الامطار والبرد تساعد في انتشار الكوليرا وكذلك بكتيريا "الكولي".

الدكتور اسلام عنان، استاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الاوبئة اكد ان "الشعب الفلسطيني يتعرض لنوع من الحرب البيولوجية الى جانب القتل المباشر"

واذا كانت اسلحة الدمار الشامل تنقسم الى ثلاثة انواع : النووية والكيميائية والبيولوجية، فإن الحرب البيولوجية يصعب التعرف عليها، وهو عنوان للعملية الاسرائيلية في قطاع غزة "السيوف الحديدية" ابادة جماعية غير مباشرة حيث يمنع على الشعب الفلسطيني الغذاء والماء والدواء وهو ما يسمى الحصار الصحي.

فالحرب البيولوجية على غزة تهدف الى اضعاف الشعب لتقليل قدرتهم على الصمود والمقاومة، وقد استخدمت ضد شعوب كوسيلة للتخلص من اقليات او فئات غير مرغوب بها.

صراع مفاهيم وقوانين ومفردات تخوضها الولايات المتحدة في الشرق الاوسط لبناء "شرق اوسط جديد" تكون المدخل لتكامل اقليمي، ظاهره تعايش بين "دولة اسرائيل" و"دول عربية" اما باطنه توازنات دولية جديدة ترسم من البحر الاحمر وصولاً الى البحر الاسود ومروراً بالمتوسط.

الممرات البحرية والتجارة الدولية والطاقة عناوين تتربع على عرشها "دولة اسرائيل" في المنطقة والولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا خلفها، لترسم بالدم اكبر ابادة جماعية بحق شعب، سيشهد خلال السنوات القادمة اكبر ازمة هجرة طوعية عبر المتوسط الى افريقيا واوروبا التي ستشهد اهتزاز للامن الاجتماعي.

الاكيد، ان مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في خطر، وبعد غزة فإن البؤرالاستيطانية في غزة وعلى وقع الحرب في غزة تستكمل التهجير الطوعي الى دول المنطقة، ولبنان ما زال وطنا بديلا في ظل مفاعيل "قمة العقبة" التي اجتمع الجانب المصري والاردني في حضور رئيس السلطة الفلسطينية وبغياب لبنان، انما في حضور الموفدين الدوليين الذين يتوافدون الى بيروت ولجنة خماسية تقوم بإدارة ازمة النازحين واللاجئين باطنياً.


الأكثر قراءة

«حبس انفاس» بانتظار نتائج الانتخابات الأميركيّة والردّ الإيراني صمود المقاومة براً يضع حكومة العدو أمام خيارات «أحلاها مرّ» قائد الجيش «مُستاء» ويكشف معطيات عن الإنزال: تعرّضنا للتشويش