اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
في اليوم الـ 102 من الحرب على غزة، تتصدى المقاومة الفلسطينية لمحاولات إسرائيلية لمعاودة التوغل شمالي القطاع، بالتزامن مع معارك ضارية وسط مدينة خان يونس في المنطقة الجنوبية.

وأطلقت المقاومة أيضا دفعة صاروخية كبيرة من قطاع غزة باتجاه نحو 19 بلدة في غلاف غزة والنقب الغربي، وأصيب مبنى بمدينة نتيفوت بشكل مباشر.

يأتي ذلك في وقت سحبت فيه إسرائيل جزءا من قواتها تمهيدا لتقليص عملياتها العسكرية في القطاع، وذلك بعد أكثر من 100 يوم تكبدت خلالها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. وقد نشرت نيويورك تايمز تقريرا يتحدث عن «الذهول» الأميركي الإسرائيلي إزاء حجم شبكة الأنفاق في قطاع غزة وعمقها وتطورها.

فقد واصل جيش الاحتلال قصفه المدفعي والجوي على شمال قطاع غزة ووسطه، وذلك بعد ساعات من إعلان وزير الدفاع يوآف غالانت انتهاء العملية البرية المكثفة في تلك المناطق، وسط انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت عن القطاع لليوم الخامس على التوالي وإطلاق صواريخ على غلاف غزة.

وأفادت المعلومات بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات على جباليا شمال قطاع غزة استهدفت منازل المواطنين، وأكد تجدد القصف على مناطق متفرقة في الشمال.

وتركز قصف الاحتلال على بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون، ورافقه إطلاق نار مكثف من الآليات الإسرائيلية المتمركزة على أطراف تلك المناطق، وهو ما لم يكن معتادا خلال الأيام الماضية بالمنطقة. وقالت إن 4 فلسطينيين من عائلة واحدة استشهدوا في قصف إسرائيلي استهدف منزلا بمنطقة النفق شرقي مدينة غزة.

وأضافت أن قصفا استهدف مدرسة تؤوي نازحين وتابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في النفق شرقي مدينة غزة أسفر عن استشهاد 3 فلسطينيين.

بالمقابل، زعم جيش الاحتلال أنه عثر على نحو 100 منصة لإطلاق الصواريخ حول بلدة بيت لاهيا و60 قذيفة صاروخية جاهزة للإطلاق، قائلا إنه قتل أيضا عشرات «المسلحين الفلسطينيين»، وفق تعبيره.

صواريخ من الشمال

كما أفادت المعلومات عن إطلاق دفعة صاروخية كبيرة من قطاع غزة باتجاه مستوطنة نتيفوت في النقب الغربي، مؤكدا أن القصف المدفعي الإسرائيلي الكثيف استهدف المواقع التي أطلقت منها الصواريخ باتجاه النقب الغربي. وأوضحت أن المصادر الإسرائيلية ذكرت أن قصف الصواريخ أتى من شمال القطاع واستهدف نحو 19 بلدة في غلاف غزة والنقب الغربي.

وأشارت إلى أن الدفعة الصاروخية أسفرت عن إصابة مباشرة في مبنى بمستوطنة نتيفوت.

من جهتها، ذكرت القناة الـ11 الإسرائيلية أن نحو 50 صاروخا أطلقت ضمن دفعة الصواريخ الأخيرة التي استهدفت نتيفوت ومستوطنات أخرى حولها.

صعوبة الإنقاذ

وفي جنوب القطاع حيث تستمر العمليات البرية الإسرائيلية المكثفة أشارت المعلومات إلى استمرار القصف المدفعي الإسرائيلي على منطقتي قيزان النجار والبطن السمين في خان يونس. وأكدت أن طواقم الدفاع المدني استطاعت الوصول إلى منطقتي عبسان وقرارة في خان يونس، لانتشال جثامين الشهداء بعد تركز القصف الإسرائيلي على المنطقتين الفترة الماضية.

وشددت على أن طواقم الدفاع المدني تتأخر بالوصول إلى المناطق التي تتعرض للقصف نتيجة صعوبة الاتصال مع استمرار انقطاع الاتصالات، مما يعرض المصابين لخطر الموت.

وأشارت إلى أن محاولات طواقم الدفاع المدني الوصول إلى المناطق التي تتعرض للقصف في خان بونس خطرة، لأن قوات الاحتلال تطلق النار على كل من يتحرك، كما قصفت طائراته الحربية موظفي شركة الاتصالات أثناء محاولتهم إصلاح الأضرار بالخطوط. يأتي ذلك بعد إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط وإصابة اثنين آخرين بجروح خطرة في المعارك بجنوب قطاع غزة الليلة الماضية.

وبذلك ارتفع عدد الضباط والجنود القتلى منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول الماضي إلى 523، بينهم 189 منذ بداية العملية البرية في 27 من الشهر ذاته.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر عن استشهاد 24 ألفا و100 فلسطيني وإصابة 60 ألفا و832 آخرين، كما تسببت بنزوح أكثر من 85% من سكان القطاع، وسط شح المساعدات الإنسانية وانقطاع إمدادات الماء والكهرباء.

الى ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 24 ألفا و285 شهيدا و61 ألفا و154 مصابا منذ السابع من تشرين الأول الماضي، في حين اتهمت الأمم المتحدة «إسرائيل» بإعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وقالت وزارة الصحة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 15 مجزرة بحق عائلات في القطاع راح ضحيتها 158 شهيدا و320 مصابا خلال الـ 24 ساعة الماضية. وأضافت الوزارة أن 350 ألف مصاب بأمراض مزمنة بلا دواء، وطالبت الوزارة المؤسسات الدولية بتوفير الأدوية بشكل عاجل. بدوره، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال طالبته بإخلاء مستشفى القدس في حي تل الهوى غرب مدينة غزة.

قصف إسرائيلي

وأفادت بانتشال 13 شهيدا من مخيم المغازي وسط قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي.

وأضافت أن قصفا إسرائيليا استهدف صيادين ومواطنين بميناء غزة البحري، خلّف شهيدين وعددا من الجرحى، في حين أن القصف الإسرائيلي المتواصل على خان يونس جنوب القطاع تسبب باستشهاد 10 مواطنين.

كما تسبب قصف مدفعية الاحتلال على مدرسة الدرج التي تؤوي نازحين بمدينة غزة بقذيفتين بسقوط عدد من الإصابات.

وفي شمال القطاع، كثفت طائرات ومدفعية الاحتلال قصفها على مدينة ومخيم جباليا، وسط اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال. كما قامت فرق الهندسة في جيش الاحتلال بنسف أحياء سكنية في غزة وجباليا وخان يونس.

وخلّفت الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة «كارثة إنسانية غير مسبوقة»، وتسببت بنزوح أكثر من 85% من سكان القطاع خلال 3 أشهر، وهو ما يعادل 1.9 مليون شخص، وفق بيانات صادرة عن السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.

اتهامات أممية

وفي سياق متصل، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» إن» إسرائيل» ضاعفت منذ مطلع العام 2024 القيود على وصول بعثات الإغاثة إلى قطاع غزة، وحذّر من زيادة المخاطر الصحية والبيئية نتيجة لذلك.

وقال المكتب الأممي -في بيان- إنه خلال الأسبوعين الأولين من كانون الثاني الجاري لم ينجح سوى 7 من أصل 29 من البعثات المقررة لتوصيل الغذاء والدواء والمياه وغيرها من الإمدادات المنقذة للحياة في الوصول إلى وجهاتها شمال وادي غزة. وأضافت أن معظم الحالات شملت رفض تسليم الوقود والأدوية إلى مناطق شمال وادي غزة، في محافظتي غزة وشمال غزة.

من جانبه، حذر برنامج الأغذية العالمي من «تفشي الجوع في غزة»، حيث يتضور الأفراد جوعا في الأماكن التي لم تصل إليها المساعدات الغذائية. وقال مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين سامر عبد الجابر إن «الجميع في غزة يعانون من الجوع، وإن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي والتغذية أظهر أن هناك مستويات مدمرة من انعدام الأمن الغذائي في غزة».

«اسرائيل»

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن العملية البرية المكثفة في شمالي قطاع غزة انتهت، وقريبا ستنتهي في الجنوب أيضا، وذلك عقب إعلان الجيش الإسرائيلي نقل وحدة دوفدوفان من القطاع إلى الضفة الغربية المحتلة وسحب الفرقة الـ36 التي تضم لواء غولاني.

وأضاف غالانت -في مؤتمر صحفي بمناسبة مرور 100 يوم على الحرب- أنه قدم خطة في بداية الحرب نصت على أن مرحلة المناورات البرية المكثفة ستستمر نحو 3 أشهر، مؤكدا أنها انتهت في شمال غزة. وتابع أن الجيش الإسرائيلي سيصل إلى مرحلة انتهاء العمليات البرية المكثفة في الجنوب قريبا، والانتقال بعدها إلى المرحلة التالية من الحرب، والتي لم يوضح طبيعتها أو مدتها، كما لم يذكر ما إذا كان انتهاء العمليات البرية المكثفة في قطاع غزة يعني الانسحاب منه.

وزعم وزير الدفاع الإسرائيلي أن جيش الاحتلال فكك كل القدرات اللوائية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مضيفا أنهم يعملون على تفكيك الصناعة العسكرية للحركة وسط القطاع، وفق تعبيره. وأشار إلى أنه لا يزال أمام الجيش الإسرائيلي مراحل ليقطعها في محاور القتال من خان يونس إلى رفح، فوق الأرض وتحتها.

في غضون ذلك بدت دوائر إسرائيلية قلقها إزاء ما قالت إنها محاولات تقوم بها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لاستعادة السيطرة على شمال قطاع غزة، واعتبر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أن سحب الجيش من المنطقة «خطأ فادح وخطر».

وقالت إذاعة الجيش إن هناك اتجاها مثيرا للقلق في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وهو أن حماس تحاول استعادة قدراتها المدنية شمال قطاع غزة. وأضافت الإذاعة بعد انتهاء المناورة البرية شمال قطاع غزة، فإن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعترف بمحاولات حماس إعادة شرطتها المحلية إلى المنطقة والسيطرة عليها.

ووجّه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، انتقادات حادة لقرار سحب الجيش من شمال قطاع غزة، ودعا إلى احتلال القطاع. وقال زعيم حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف بمنشور على منصة إكس «يتخذ الكابينت (مجلس الوزاري المصغر) قرارات خاطئة مرارا وتكرارا، مما يؤدي إلى ضرر». وأضاف بن غفير أن «قرار سحب الجيش الإسرائيلي من مراكز حماس في قطاع غزة هو خطأ فادح وخطير سيكلف أرواحا بشرية». وتابع أن «وابل الصواريخ الذي أطلق هذا الصباح على نتيفوت من منطقة غادرتها قوات الجيش الإسرائيلي أمس فقط، يثبت مرة أخرى أن احتلال القطاع ضروري لتحقيق الأهداف القتالية». واعتبر بن غفير أن استمرار الحرب وتجاوز الحكومة السياسية الأمنية من خلال الحكومة الصغيرة (المجلس الوزاري الحربي) «أمر غير مقبول للقوة اليهودية»، وفق تعبيره.

بوريل

أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الحل العسكري في قطاع غزة لن يكون كافيا إذا لم يؤد إلى مشروع سياسي. وأوضح في مقال نشرته صحيفة «لوموند» الفرنسية أن هناك الآن 3 أولويات تتمثل في منع اتساع نطاق الصراع إلى لبنان بأي ثمن، وتحرير الرهائن، وتمهيد الطريق لتسوية الأزمة.

وكتب بوريل «بعد مرور ما يربو على 3 أشهر على مأساة 7 تشرين الأول رجعت من الشرق الأوسط قلقا من خطورة الأوضاع، لكني أكثر تصميما من أي وقت مضى على إسماع صوت التوازن والعقل والواقعية، لأنه إذا كانت المشاكل معقدة فإن الحرب لن تكون حتمية إلا بالنسبة لأولئك الذين يملكون مصلحة سياسية في إدامتها».

السعودية

قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لاثاء إن المملكة قد تعترف بإسرائيل إذا تم حلّ الأزمة الفلسطينية. وكان الوزير السعودي قد عبّر عن قلق بلاده بشأن الأمن الإقليمي وحرية الملاحة في البحر الأحمر، مؤكدا أن الأولوية لتقليل التصعيد من خلال وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإيجاد مسار للتهدئة عبر تفاعل حقيقي في المنطقة.

وخلال مداخلة أمام منتدى دافوس المنعقد في سويسرا، قال ابن فرحان إنه يجب التركيز على المعاناة في غزة، مؤكدا أنه لا أدلة على أن أهداف إسرائيل في حربها على غزة قريبة التحقيق، وداعيا لإفساح المجال لمسار يمكّن السلطة الفلسطينية ويسمح بالمضي قدما نحو السلام. وأمام جلسة بالمنتدى حملت اسم «تأمين عالم غير آمن»، شدد وزير الخارجية السعودي على أنه يجب التركيز على الوضع في غزة لأنه يؤثر بالمنطقة ويزيد التوتر في البحر الأحمر، وقال إن استمرار المعاناة في غزة غالبا سيخلف دوائر لا تنتهي من العنف.

خامنئي

قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن «هناك إجماعا واسعا بأن الكيان الصهيوني خسر الحرب في غزة وأصبح مهزوما ومتفككا»، مشيدا بما يقوم به الحوثيون في البحر الأحمر. وفي لقاء جمعه بأئمة الجمعة في «حسينية الإمام الخميني» بالعاصمة طهران، قال المرشد الإيراني إن شعوب العالم، المسلمين منهم وغير المسلمين، يعتقدون أن «الكيان الصهيوني الغاصب قاس وظالم ومتعطش للدماء، وهو محزون ومهزوم ومتفكك، والعالم كله متفق على أن شعب غزة مظلوم ومنتصر». كما قال خامنئي إن اليمنيين «قطعوا شرايين إسرائيل الحيوية ولم يهابوا تهديدات الولايات المتحدة»، واصفا ما يقوم به الحوثيون في دعم فلسطين بأنه «عمل كبير يستحق الإشادة والتقدير».

الأكثر قراءة

الملف الرئاسي يأخذ منحى جديدا: لودريان سيلتقي بري والعلولا مع المعارضة فشل مفاوضات الصفقة في غزة كليا ... ولا تسوية بين حماس و«اسرائيل»