دخلت الحرب المعلنة على قطاع غزة في شهرها الرابع، تجدر الملاحظة إلى أن هناك حربا ثانية غير معلنة في الضفة الغربية وثالثة في أغلب الظن، يبيتها الأعداء في شمال فلسطين، لا نعلم في الواقع مداها.
الغريب في الأمر، أن أنباء بدأت تتناهى إلى السمع عن مبادرات إلى ارسال مساعدات لسكان قطاع غزة مرهونة بقبول المقاومين فيه، في ظل الغيتو المفروض ضد المجازر التي يتعرضون لها، بهدف إلغائهم بواسطة الإبادة أو الإبعاد، لشروط توزيع مساعدات لا تعدو في الواقع أن تكون سوى تمهيد للاستسلام والنزوح.
هذا ما عبر عنه الناطق باسم المقاومين، في سياق مداخلة فنّد فيها عرضا بتقديم "أدوية" إلى الأسرى المحتجزين في القطاع ، ريثما يطلق "الإسرائيليون" الأسرى الفلسطينيين لديهم. تضمن هذا العرض، توفير الدواء للأسرى "الإسرائيليين" دون سواهم، من السكان الأصليين المرضى والجرحى نتيجة الحصار العسكري الذي يمنع دخول الماء والغذاء والدواء والمحروقات لأهل قطاع غزة، ونتيجة الأعمال العسكرية التي عطلت المستشفيات والعيادات الطبية، ومن ضمنها عيادات المنظمات الإنسانية الدولية، بما فيها عيادات وكالة غوث اللاجئين.
تستوقفنا في هذه المسألة الجهة التي تفتق ذهنها عن طلب توفير العلاج للأسرى "الإسرائيليين" حصريا، بالرغم من ظروف عيش السكان الأصليين الصعبة، دون مأوى وغذاء ودواء، وقد دمر "الإسرائيليون" جهازهم الصحي . فمن هي يا ترى هذه الجهة التي اضطلعت بدور الوسيط وأبدت استعدادها لنقل المساعدة الإنسانية إلى الأسرى "الإسرائيليين"، دون أن تشمل جميع المرضى والجرحى الفلسطينيين معاملة بالمثل؟ و داعاً أيتها المساواة في الإنسانية !!
تجدر الملاحظة في هذا الصدد، أن عرض المساعدات الإنسانية مرفوق أيضاً بشروط توزيعها، ينبني عليه أن تصريفها أيضا لا يعود منطقياً لفصائل المقاومة، وإنما إلى الجهة التي تقدمها، فهذه تتمسك عادة بحقها في تقرير محتوى المساعدة، وتعيين الذين يتولون التوزيع والفئات التي يمكنها الاستفادة منها. لا جديد تحت الشمس فيما يخص المساعدات الإنسانية الدولية، بما هي وسيلة من وسائل الحرب، تلي التجويع والتشريد والثٌكل بفقدان الأبناء والآباء والأمهات.
هنا، لا بد من أن نلفت النظر للوسطاء فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فنذكر بأنهم كانوا ولا يزالون، الأعداء أنفسهم والمتعاونين معهم من حكام شبه الدولة في بلدان العرب. أما وأن الحرب المعلنة على قطاع غزة دخلت الشهر الرابع، فمن المعلوم أن السلطات الحاكمة في الدول الأوروبية الرئيسية بريطانيا، ألمانيا وفرنسا، وهي دول صارت تابعة للولايات المتحدة الأميركية، أعلنت عن وقوفها غير المشروط (هكذا يقضي صراع الحضارات) إلى جانب "إسرائيل" في حربها على الفلسطينيين في القطاع والضفة الغربية، فقرنت بين القول والفعل وأرسلت الأساطيل والسلاح والذخائر والعسكر لمساندة الجيش، "الأقوى والأرقى أخلاقياً" في حربه ضد "الحيوانات البشرية"، فكيف لهذه الدول أن تقوم بالوساطة لوقف الحرب على الفلسطينيين في الضفة والقطاع، وما هو نوع التسويات التي يمكن أن تأتي بها إلى الفلسطينيين وإلى حكام الدول العربية المتعاونين معها؟
لا بد من القول في الختام، أن الفلسطينيين أبلوا بلاء حسنا في العديد من المعارك التي خاضوها طيلة قرن ونيف من الزمن في سبيل تحرير بلادهم واستقلالها، ولكن يا للأسف لم تكن قياداتهم دائماً على المستوى المطلوب من المسؤولية، فلم تتمكن من قطع حبل السرة فيما بينها وبين حكام العرب، الذين كانوا في جلهم ولا يزالون وكلاء الدول الاستعمارية. ألم يعبر الجيش المصري القناة في سنة 1973، كما عبر المقاومون الفلسطينيون في 7 أكتوبر / تشرين، جدران "إسرائيل" وغيرها من العوازل؟؟
يتم قراءة الآن
-
المقاومة تثبّت مُعادلة بيروت مقابل «تل أبيب» وتمطر «اسرائيل» بأكثر من 300 صاروخ العدو يتقصد استهداف الجيش اللبناني بوريل يحذّر: لبنان على شفير الانهيار
-
عدم تفعيل منظومة "ثاد" يطرح التساؤلات هل استعاد حزب الله معادلة الردع؟
-
ليلة الضاحية "الاستثنائية": "إسرائيل" تُقرّ بعجزها أمام صواريخ المقاومة
-
وقف إطلاق النار يقرّره الميدان وليس هوكشتاين سفارات ودول عربيّة ترعى لقاءات شيعيّة ضدّ "الثنائي"
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
22:23
الطيران الحربي المعادي واصل غاراته واستهدف بلدتي رومين وحبوش، والمنطقة الواقعة بين بلدتي بريقع والزرارية، كما استهدف سهل مشغرة ومحيط زلايا وتلال الجبور في البقاع الغربي ولم يبلغ عن اصابات.
-
22:22
وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد المرتضى: المعلومات تشير إلى أنّ "إسرائيل" قامت بتغليب العقل، وستمضي قدما الثلاثاء في الاتفاق على وقف الحرب في لبنان.
-
22:12
القناة 7 "الإسرائيلية" نقلا عن مسؤولين: الحرب لم تنته ووقف إطلاق النار سيتم اختباره في الميدان، وحماس ستبقى وحدها في المعركة وربما هذا سيسرع التوصل لصفقة تبادل.
-
22:12
إن بي سي نيوز عن مسؤول أميركي رفيع: التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان قد يستغرق بضعة أيام.
-
22:12
أي بي سي عن مسؤولين إسرائيليين: نتنياهو يبحث غدا مع حكومته والقادة العسكريين الاتفاق وربما يتم التصويت عليه.
-
غارة عنيفة على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت