اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أستاذ فلسطيني في جامعة بريطانية اتصل بي مستوضحاً عن غيابي . قال لي "أعتذر لا أتحدث اليك من تحت الأنقاض، بل وأنا على أريكة وثيرة . ولكن رأيت أن أنقل اليك رأيي في الحالتين اللبنانية والاسرائيلية، حتى اذا لم يعجبك هذا الرأي باستطاعتك أن تقفل الهاتف في وجهي".

قال "مثلما اسرائيل دولة مصطنعة، أو مصنّعة اذا شئت، كذلك لبنان، وان بفوارق نوعية، سواء كانت ايديولوجية أم تاريخية، وربما جغرافية أو سياسية. هنا أتوقف عند فارق بنيوي . مقابل منطق المؤسسة الذي يحكم الدولة العبرية، منطق القبيلة (أو الطائغة) الذي يحكم بلدكم" .

"... فارق آخر. الجاليات اليهودية استوطنت، منذ قرون، على ضفتي الأطلسي، وبات لها تأثير هائل، سياسياً، ومالياً، واعلامياً . أما الجاليات اللبنانية التي بدأت بالهجرة الى العالم الجديد مع غروب القرن التاسع عشر، وفي وقت متأخر جداً، الى القارة العجوز بحثاً عن العمل أو عن لقمة الخبز، فقد بقيت، بالرغم من تميّزها، على شكل ظواهر فرادية لا تجعلها مؤسسات فاعلة مثل الوكالة اليهودية، أوالمؤتمر اليهودي العالمي" .

أضاف "الاسرائيليون لم تكن تنقصهم الرؤية (وهم يعتبرون أنفسهم أهل الرؤيا) ليدركوا أنهم يخوضون في هذه المنطقة التي انطلقت منها كل الحضارات الكبرى، وكل الصراعات الكبرى، تقريباً، صراع البقاء أو اللابقاء . ولأن الكثيرين منهم وفدوا من بلدان متقدمة لاحظوا أن الدخول في التكنولوجيا، وفي الصناعة التكنولوجية، هو "الطريق الالهي" الى القوة ..." .

هذه ثقافة كانت غريبة عليكم ـ أنتم الخارجون للتو من العهد العثماني ـ ان لضيق امكاناتكم، أو لضيق خيال قياداتكم، أو بصراحة أكثر لأنكم مصابون بالطائفية التي لا يمكن أن تكون ثقافة أمة تشارك في صنع الحياة . توازياً، كان الاسرائيليون يتقدمون، لتبقى الخلافات السياسية في اطار المؤسسسة، بوجود جيش يحمي هذه المؤسسة، ان لم يكن نواة هذه المؤسسة".

أضاف "أما أنتم فقد أوغلتم في الحروب الصغيرة التي أودت بكم الى الحرب الأهلية، لتعودوا، من جديد، الى تهيئة الأجواء السياسية، والطائفية، للسقوط، ثانية، في الحرب الأهلية التي أتصور، في حال اندلاعها، نهايتكم ونهاية بلدكم" .

قال "أنا مسيحي فلسطيني، أي أنني على مسافة من المنحى الايديولوجي لـ"حزب الله" . لبنان يعنيني كثيراً، كملاذ، وكفردوس، للمسيحيين، بسبب رقيه وتميّزه، وأخشى أن يكون هناك بين هواة السياسة،هواة الهاوية، من يدفع بالمسيحيين الى خيارات كارثية ..." .

" ... كل هذا لأقول، ونحن نرى أمامنا مدى الجنون، وهو جنون ايديولوجي بالدرجة الأولى، في العقل السياسي الاسرائيلي، لولا القوة العسكرية لـ "حزب الله" لكان لبنان، كدولة، تصرّ على التحلل الذاتي، تحت الوصاية الاسرائيلية، لأشير الى أن الحزب لم يخف، يوماً، علاقته المالية، والعقائدية، بايران التي لا شك أن لها مطامعها الجيوسياسية، والجيوسياسية، في المنطقة التي لا مشروع فيها سوى المشروع الأميركي . كل مشروع آخر لآ يعدو كونه فقاعة استراتيجية ".. .

الاستاذ الجامعي الفلسطيني يرى في السيد حسن نصرالله "الذي أثق به" قائداً استثنائياً، "ولا غبار البتة على لبنانيته كأي لبناني آخر عانى الأمرّين من الاحتلال، كما أنني واثق من أنه لا يمكن أن يبيع لبنان للايرانيين، لأسأل ... هل باع هوشه منه فيتنام لروسيا أو للصين ؟".

هاله ما نقلته ابنته التي تعمل في احدى منظمات الأمم المتحدة عن سياسي مسيحي بارز بأن حرباً اسرائيلية على لبنان لا بد أن تقلب المشهد اللبناني كلياً، ليتحلل "حزب الله" سياسياً وعسكرياً . رأيه "يا لهذا الهراء المروع . متى كانت القيادات الاسرائيلية ضنينة بمسيحيي فلسطين لتكون ضنينة بمسيحيي لبنان؟ ".

الاستاذ الفلسطيني الذي وصف غزة بـ "هيروشيما القرن" قال "اياكم والاعتماد على الغرب . هناك اسرائيل ولا أحد آخر في الشرق . ايمانويل ماكرون الذي لا يستطيع الا أن يتعاطف معكم وضع فرنسا الرائعة في السلة الأميركية" .

يسخر من الذين يراهنون على سقوط بنيامين نتنياهو . "الرهان الحقيقي على سقوط الجيش الذي بات يعاني من اختلالات سيكولوجية، وعملانية، خطيرة، لأقول لكم، وأنا ابن تلك التراجيديا الكبرى، تعاملوا، كلبنانيين، وكمسيحيين تحديداً، مع سلاح "حزب الله" على أنه سلاحكم والا كان مصيركم، كبلد بهي، مصير غزة "...


الأكثر قراءة

احتمالات التهدئة والحرب متساوية وواشنطن تضغط لهدنة مؤقتة! «مسوّدة» رسمية حول «اليوم التالي».. والجيش يتحضر لوجستيا ردود اسرائيلية «يائسة» على «الهدد 3» وتهويل بمواجهة وشيكة