اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في 20 كانون الثاني الجاري كتبنا في "الديار" عن قرب دخول أسلحة نوعية جديدة الى الحرب على الجبهة الجنوبية، فحزب الله الذي يُدرك خطورة شعور إسرائيل بالتفوق العسكري في الجنوب، والمترافق مع عمليات التصعيد التي تخطت في أحيان عديدة النطاق الجغرافي الذي كانت تدور فيه الحرب منذ بدايتها في 8 تشرين الأول الماضي، كان عليه أن يتجه نحو تصعيد إضافي، ومن دون أدنى شكّ فإن الكشف عن أسلحة جديدة تدخل الخدمة هو من الرسائل البارزة في الساعات الماضية.

نهار الخميس نشر حزب الله مقطعاً مصوراً لعملية استهداف جديدة، ولكن هذه المرة كانت الكاميرا مثبتة فوق الصاروخ الذي يشبه الكورنيت كونه أحد الصواريخ المضادة للدروع، ولكنه يختلف عنه لناحية المسار حيث يستطيع الصاروخ الجديد ضرب أهدافه خلف السواتر الحديدة أو الترابية، فهو يسير بشكل مقوس، على عكس الكورنيت الذي يتجه الى هدفه بطريقة مستقيمة.

الجديد في هذا الصاروخ الذي يبدو بحسب مصادر مطلعة أنه الصاروخ الإيراني من عائلة سديد، والذي بدأ إنتاجه في إيران منذ أعوام، وكان في كل فترة يتطور أكثر حتى وصلت إيران العام الماضي الى إنتاج سديد 365، الجديد هو ضربه للأهداف خلف السواتر، ما يعني أن دبابات العدو الاسرائيلي التي تختبىء خلف سواتر ترابية لم تعد بمأمن على طول الحدود، وبعمق يصل الى 8 كيلومتر ربما، بحسب نوع الصاروخ المستعمل، مع الإشارة الى أن الجيل القديم من سديد يوجّه بثلاث وسائل، نظام البحث الليزري، نظام البحث الحراري ونظام البحث التصويري، وهامش الخطأ فيه أقل من 5 أمتار.

أثار استخدام هذا النوع من الصواريخ الرأي العام الاسرائيلي الذي وصف المسألة بالمثيرة والمقلقة، ولكن حزب الله لم يكتف بنوع واحد، فجاء بيان المقاومة أمس ليُعلن استهداف ثكنة ‌‏"معاليه غولان" الإسرائيلية بصواريخ "فلق 1" وتحقيق إصابات مباشرة.

هنا حزب الله أعلن عن نوع أسلحة جديد، واستهداف ثكنة عسكرية جديدة أيضاً بعمق كبير، أما الصاروخ الجديد فهو فلق 1، وهو يتبع لمنظومة "فلق" الإيراني حيث ينطلق الصاروخ بسرعة أكبر من سرعة الصوت، والكشف عن فلق1 يعني أن بحوزة المقاومة فلق 2 أيضاً، وهو صاروخ أسرع وبرأس حربي يزيد عن 100 كيلوغرام.

السؤال الأساسي هو لماذا اعتمد حزب الله التصعيد اليوم، فبالنسبة الى المصادر كان واضحاً أن الحزب يتجه للتصعيد رداً على التصعيد الاسرائيلي الذي تجلى بأمرين مؤخراً، القيام بضربات تدميرية كبيرة بغية التدمير فقط وفي مناطق عميقة في الجنوب وعلى الحدود، وثانياً عمليات الاغتيال التي يقوم بها والتي استدعت تغييراً كبيراً في تكتيكات عمل المقاومة وقادتها، وتكشف المصادر أن كل التقارير الغربية تُشير الى أن الاسرائيلي يسعى للقيام بعملية عسكرية في الجنوبن يحاول من خلالها انشاء منطقة عازلة على الحدود، إما من خلال التدمير الواسع أو من خلال ضرب كل مواقع الحزب في تلك المنطقة، وذلك على أبواب مرحلة جديدة ستدخل الحرب فيها في المنطقة، ولذلك كان لا بد من مواجهة التصعيد وهذه المشاريع بتصعيد مماثل، علماً أن الحزب بحسب المصادر لم يستعمل سوى جزء بسيط جداً من الصواريخ لديه، والتي تستخدم في هذا النوع من المعارك، ولكنه يقدم للاسرائيلي فكرة أوضح عن بعض ترسانته.


الأكثر قراءة

احتمالات التهدئة والحرب متساوية وواشنطن تضغط لهدنة مؤقتة! «مسوّدة» رسمية حول «اليوم التالي».. والجيش يتحضر لوجستيا ردود اسرائيلية «يائسة» على «الهدد 3» وتهويل بمواجهة وشيكة