اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

على وقع الحركة الديبلوماسية الناشطة، سواء في الكواليس الدولية، او باتجاه بيروت، تعيش الساحة اللبنانية حالة من الترقب الشديد، وسط التعقيدات المتزايدة على صعيد التدهور الدراماتيكي على الساحة الجنوبية، في ظل "الحشرة" التي يعيشها طرفي الصراع، بعدما بلغت الامور حدها الاقصى، وبات اللعب على شفير الحرب الكبرى.

ولعل التصعيد الكلامي، المترافق مع الرفض المطلق لاي تسويات، نتيجة دخول الجميع عنق زجاجة الازمة التي خلفتها عملية طوفان الاقصى، بات قاب قوصين او ادنى من ان يتحول الى افعال ميدانية، حيث يبدو، وفقا للمطلعبن على الاوضاع ان بنك الاهداف على الجبهة اللبنانية، من جهتيها بات بحكم المستنزف، في حدود قواعد الاشتباك الحالية، وان كان معادلة صور مقابل حيفا، تبقى ضمن ساحة الصراع جنوب الليطاني، على خطورتها وما يمكن ان تخلفه من ضغط على الجانب اللبناني، مع انتقال المعركة الى المدن.

وفي هذا الاطار تتوقف المصادر بريبة عند مسالة صفقة السلاح، النوعية والكمية، التي انجزت بين واشنطن وتل ابيب، والتي لم يعلن عنها الا بعد تسلم "اسرائيل" دفعتها الاساسية، في انتظار ان تشمل الايام المقبلة وصول الذخائر، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول الاهداف، خصوصا ان معركة غزة انتهت عسكريا، وباتت معركة سلاح فردي والتحام.

ويشير الخبراء، الى ان طائرات الـ "اف 35" والـ "اف 15" التي استلمتها "اسرائيل"، والتي بالمناسبة من الطرازات والمواصفات التي يستخدمها الجيش الاميركي، بكل التكنولوجيا المتقدمة التي تحتويها، وقدرتها على استخدام ذخائر متطورة ذات قدرات تدميرية هائلة، وامكانية طيران لمسافات طويلة، انما وصلت كرسالة ردع لـ"اعداء اسرائيل"، وتطمينا للاخيرة، واما تحضيرا لمواجهة كبيرة على صعيد المنطقة، من ضمن تحرك اكبر.

وتشير المصادر في هذا الاطار، الى ان سلاح الجو الاسرائيلي بات يعتمد في طلعاته فوق لبنان على طائرات "اف 35" التي لا تتوفر الامكانات لرصدها، خوفا من مفاجآت حزب الله على صعيد قدراته "الدفاع الجوية"، فضلا على قدرتها على حمل كميات اكبر من الذخائر.

وتتابع المصادر، بان المتوقع في الفترة المقبلة وفي اطار الرد على المعادلة الاستراتيجية الجديدة لحزب الله بنقل الحرب الى داخل "اسرائيل"، عبر استخدام ورقة المستوطنين الشماليين، خلق "اسرائيل" لتوازن جديد عبر استهداف المدن جنوب الليطاني، والذي سيؤدي الى تصدير الازمة الى الداخل اللبناني.

وكشفت المصادر ان خطورة ذلك تكمن في ان الاوضاع الحالية اللبنانية، الاقتصادية والمعيشية لا تسمح بحدوث عمليات تدمير كبيرة، على غرار ما يحصل في القرى، التي في الاساس ذات كثافة سكانية قليلة على اعتبار ان غالبية اهلها يعتمدونها كمصايف، وبالتالي فان اعادة اعمارها لن تكون بالامر الملح جدا، باعتبار ان البديل متوفر، رغم ان تأمين الاموال حتى لتلك العملية غير متوافر حاليا داخليا ولا خارجيا.


الأكثر قراءة

التوغل البري يتحول الى كابوس: قوات النخبة في «مصيدة» المقاومة الحلول الداخلية تصطدم بالفيتو الاميركي... هوكشتاين «مش عالسمع» اسرائيل تنتقم بتوسيع نطاق التدمير... حزب الله لن يرفع «الراية البيضاء»