اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لم تبلغ الايجابية المحيطة بمفاوضات وقف اطلاق النار في غزة هذا المستوى منذ الهدنة الماضية في تشرين الثاني الفائت. الاجتماع الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس يوم الاحد الماضي، وضم مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، الى مسؤولين كبار من مصر وقطر و"إسرائيل"، انتهى الى اعداد مسودة اتفاق قبلت "تل ابيب" بمعظم بنودها، فيما يُنتظر ان ترد حركة حماس عليها والتي تدرسها بتأن حاليا.

وبحسب معلومات "الديار" فان ابرز ما تضمنته المسودة وجعل رئيس الوزراء "الاسرائيلي" بنيامين نتنياهو يتعاطى معها بايجابية، هو حديثها عن "صفقة جزئية" اي هدنة مؤقتة تشمل الافراج عن عدد كبير من الاسرى "الاسرائيليين". هذا البند يفترض ان يكون العائق الاساسي امام موافقة حماس على السير بهذا الـdeal، باعتبار ان قيادتها كانت واضحة وحاسمة منذ البداية، لجهة رفضها السير بهدن مؤقتة تلحظ اطلاقا لسراح اسرى وربطها ذلك بوقف شامل لاطلاق النار.

ويبدو ان الوسطاء الدوليين حاولوا تجاوز هذا العائق، بتلميحهم الى ان هذه الصفقة "الجزئية" تؤسس لـ"الصفقة النهائية" التي يفترض ان تلحظ وقفا شاملا لاطلاق النار. وهم وبحسب المعلومات يحاولون اقناع حماس بذلك كي تدخل الهدنة حيز التنفيذ بأسرع وقت ممكن.

وتقول مصادر مطلعة على الملف ان "ضغوطا اميركية كبيرة تمارس على نتنياهو للموافقة على هذا الطرح، باعتباره افضل ما يمكن ان تحصل عليه "اسرائيل" وفق الظروف والمعطيات الميدانية الراهنة"، لافتة الى ان "واشنطن تحبذ انتقال "تل ابيب" من العمل العسكري المكثف الى العمليات الامنية المحددة، كالتي حصلت مؤخرا في مستشفى ابن سينا في جنين، حيث تسللت قوة "اسرائيلية" خاصة ونفذت عملية اغتيال بحق 3 عناصر من كتائب القسام".

وتضيف المصادر: "لا تمانع اميركا أيضا مواصلة "اسرائيل" عمليات الاغتيال التي تنفذها بحق عناصر وقادة حزب الله. اما مواصلة العمل العسكري المكثف الذي يجعل المنطقة مشرعة على كل الاحتمالات فترفضه واشنطن، خاصة بعد الضربة الكبيرة التي تلقتها في الاردن على الحدود مع سوريا، حيث اصيب ٣٤ جنديا اميركيا وقتل ٣ منهم، وتكثيف هذه العمليات على قواعدها سواء في سوريا او العراق".

وتعتقد الولايات المتحدة الاميركية ان استمرار الوضع على ما هو عليه، قد يجرها الى حرب مفتوحة في المنطقة لا تريدها على الاطلاق ولا تزال تتفاداها، لكن واذا تلقت ضربة اكبر من تلك التي تلقتها في الاردن، قد تجد نفسها مجبرة على رد يفجر المنطقة.

بالمقابل، يعتقد محور المقاومة ان الضغوط القصوى التي يمارسها على القواعد الاميركية، كما في البحر الاحمر عبر الحوثيين، من شأنها ان تسرع وقف اطلاق النار النهائي في غزة. ويعتبر ان مبدأ "وحدة الساحات" يفعل فعله اكثر من اي وقت مضى. لذلك لا تستبعد المصادر ان "يتم التجاوب مع مسودة الاتفاق التي تدرسها حماس في حال حصلت على تطمينات، وان لم تكن علنية من الوسطاء الدوليين، مفادها ان الصفقة الجزئية هي بوابة للصفقة النهائية، على ان تحد من عدد الاسرى الذين سيتم اطلاق سراحهم في هذه المرحلة، لضمان الوصول الى الخواتيم المطلوبة" . وتضيف المصادر: "الشيطان يكمن في التفاصيل".

وكما هو متوقع فان الهدنة في غزة ستشمل المنطقة ككل وبخاصة الجنوب اللبناني، وستؤدي لتراجع الضغط العسكري على القواعد الاميركية، كما على السفن التي تعبر مضيق باب المندب في البحر الاحمر. اما وفي حال فشلت الجهود الديبلوماسية الحالية، فان المنطقة ككل ستكون على موعد مع تصعيد لا يمكن التنبؤ بسقف له.

الأكثر قراءة

احتمالات التهدئة والحرب متساوية وواشنطن تضغط لهدنة مؤقتة! «مسوّدة» رسمية حول «اليوم التالي».. والجيش يتحضر لوجستيا ردود اسرائيلية «يائسة» على «الهدد 3» وتهويل بمواجهة وشيكة