اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تحدث مدير وكالة المخابرات الأميركية "سي آي إيه" وليام بيرنز عن تطور آليات العمل الاستخباراتي، وقضايا أخرى مرتبطة بالحرب الأوكرانية والمنافسة مع الصين بالإضافة إلى الحرب الدائرة في غزة، وذلك في مقال نشرته مجلة "فورين أفيرز" الأميركية.

وقال بيرنز في مطلع مقاله إن الدول لطالما احتفظت بأسرارها وحاولت حمايتها، لكن التجسس كان وسيظل جزءًا لا يتجزأ من فن الحكم.

وأضاف بيرنز أن الاختبار الحاسم لوكالة المخابرات المركزية كان دائمًا توقع ومساعدة صناع السياسات على اجتياز التحولات العميقة في المشهد الدولي، واللحظات النادرة التي لا تأتي إلا بضع مرات كل قرن.

ويستشهد بيرنز على ذلك بالقول إن الولايات المتحدة تشهد اليوم واحدة من تلك اللحظات النادرة، والتي لا تقل أهمية عن فجر الحرب الباردة أو فترة ما بعد 11 أيلول، حيث يفرض صعود الصين والنزعة الانتقامية الروسية تحديات جيوسياسية هائلة في عالم يتسم بالمنافسة الاستراتيجية الشديدة.

وفي قسم آخر من مقاله تطرق الكاتب إلى الحرب الروسية الأوكرانية، معتبرًا أن الرئيس فلاديمير بوتين جلب العار لروسيا وكشف نقاط ضعفها، وحملها الكثير من الخسائر عسكريًا واقتصاديًا.

وأكمل أن حرب بوتين في أوكرانيا تؤدي بهدوء إلى تآكل سلطته في الداخل، وكان التمرد الذي بدأه زعيم فاغنر في حزيران الماضي، بمثابة لمحة عن ذلك، لافتا أنه رغم مقتل يفيغيني بريغوجين، لكن انتقاداته اللاذعة للأكاذيب وسوء التقدير العسكري وللفساد الكامن في قلب النظام السياسي الروسي، لن تختفي قريبا.

وتابع أن "لا أحد يراقب الدعم الأميركي لأوكرانيا عن كثب أكثر من القادة الصينيين، وتظل الصين المنافس الوحيد للولايات المتحدة الذي لديه النية في إعادة تشكيل النظام الدولي والقوة الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجية للقيام بذلك، لقد كان التحول الاقتصادي الذي شهدته البلاد على مدى العقود الخمسة الماضية استثنائيًا، إن القضية لا تتعلق بصعود الصين في حد ذاته، بل بالتصرفات التهديدية التي تصاحبه على نحو متزايد".

وتطرق مدير وكالة المخابرات المركزية إلى الحرب الدائرة في غزة قائلًا إن هجوم 7 تشرين الأول كان بمثابة تذكير مؤلم بتعقيد الخيارات التي لا يزال الشرق الأوسط يفرضها على الولايات المتحدة، وستظل المنافسة مع الصين هي الأولوية القصوى لواشنطن، لكن هذا لا يعني أنها تستطيع التهرب من التحديات الأخرى، وهذا يعني فقط أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تبحر بحذر وانضباط، وأن تتجنب الإفراط في التوسع، وأن تستخدم نفوذها بحكمة.

وأكد أن تجدد الأمل في سلام دائم يضمن أمن "إسرائيل"، وكذلك إقامة دولة فلسطينية، والاستفادة من الفرص التاريخية للتطبيع مع السعودية ودول عربية أخرى، أمور يصعب تخيل احتمالاتها وسط الأزمة الحالية، لكن من الصعب تخيل الخروج من الأزمة دون متابعتها بجدية.

وأضاف أن "الولايات المتحدة ليست مسؤولة حصريًا عن حل أي من المشاكل الشائكة في الشرق الأوسط. ولكن لا يمكن إدارة أي منها، ناهيك عن حلها، من دون قيادة أميركية نشطة".

الأكثر قراءة

الكمّاشة المالية الدولية تحاصر لبنان... ماذا ينتظر البلاد؟ هل يتمّ الإفراج عن سلامة غداً؟