اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

جبران خليل جبران  


أرهقني الفراق يا أمي. برحيلك فقدت جناحًا من جناحيّ، فقدت الأمان والسلام، فقدت الرفقة الطيبة ويصعب علي تعويضها، صدق الإمام علي بقوله: "من فقد الأم فقد الأمان والحنان". أمي صديقتي الأولى ملجئي الأول والملاذ الحصين والأمان. مستقيمة الرأي، متميزة، تتمتع بالحكمة التي تلامس وهرة السلطة. ملامح وجهها توحي بالثقة والاحترام وآثرت دائمًا أن تتحلى بكبرياء الكتمان.

أمي جنة السماء على الأرض وفراقها جرح لا يندمل. غاب عني السند المتين والعقل الرشيد والناصح الأمين.

فهي الأم والشقيقة والحبيبة والرفيقة والطبيب الذي يشفي جراح القلب من طعنات البشر. فالجنة تحت أقدامها.

أمي الوادعة، المحبة، القوة الهادئة ورغم كل هذا الصفاء الروحي الذي كان يتملكك الا أنك تركت فراغًا أكبر من استيعابي للأمور الحياتية والوجودية. الدار خاوية من بعدك، فقد لف برد الهجر جدرانها.

رحيلك أحدث فراغًا في داخلي ما زال يلازمني وسيبقى إلى يوم لقائك. أخلاقك وصفاتك التي لا تحصى جعلت منك أميرة القلوب بعد رحيل الوالد، رحمه الله، وتفردك بالوجود الحاضن للعائلة.

أمي لن أوفيك حقك وكما قال الشاعر الكبير أحمد شوقي: " أمي وان طال الحديث بها فلا الشعر يوفيها ولا الأقلام".


الأكثر قراءة

احتمالات التهدئة والحرب متساوية وواشنطن تضغط لهدنة مؤقتة! «مسوّدة» رسمية حول «اليوم التالي».. والجيش يتحضر لوجستيا ردود اسرائيلية «يائسة» على «الهدد 3» وتهويل بمواجهة وشيكة