اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لم تأت الضربات الأميركية الإنتقامية مفاجئة في سوريا والعراق وعلى الحدود بين البلدين، إلاّ أن المفاجأة كانت في عدد الغارات الـ 85 وذلك رداً على هحوم بمسيّرة واحدة، كما يكشف العميد المتقاعد بسام ياسين، والذي يؤكد أن "الضربة كانت متوقعة وقد أعلن عنها الأميركيون منذ اليوم الأول، للعملية التي تعرضوا لها، عندما أكدوا على أولوية الردّ على استهداف قاعدتهم، وبأن هذا الردّ لم يكن سيستهدف إيران مباشرةً بعدما استبعدت واشنطن أي دور مباشر ومسؤولية لطهران في هذا الإستهداف".

وفي قراءةٍ لدلالات وارتدادات الإنتقام الأميركي، يقول العميد ياسين والرئيس السابق للوفد اللبناني المفاوض في ملف الترسيم البحري لـ "الديار"، إنه كان "قاسياً ومؤلماً لسببٍ وحيد، هو أن أميركا تريد استعادة هيئة الردع لديها كي لا تكون قواتها عرضةً لأية هجمات في الشرق الأوسط، ولذلك كان حجم الضربات الإنتقامية الأميركية كبيراً".

ولكن السؤال اليوم، وفق ياسين، يتناول "الردّ على الإنتقام الأميركي وما إذا كان سيأخذ المنطقة إلى مكان آخر وإلى تعقيدات أكبر، ولذا علينا ترقب موقف وردة فعل الجهات المستهدفة في سوريا والعراق بهذه الضربات، وما إذا كانت ستنتهي المسألة عند هذا الحد".

وعن الإعلان الأميركي عن سلسلة ضربات ستنفذ على مراحل، يقول العميد ياسين، إن "الأميركيين فتحوا الباب مسبقاً للإشارة إلى أنه في حال حصلت أي ردود أو استهدافات جديدة، فهم مستعدون للرد ومواصلة الضربات، وهذا كله يندرج في سياق عمليات الضغط النفسي والإعلامي من قبل واشنطن على الطرف الآخر، وذلك من خلال الحديث في العمليات الحربية، عن أنها الضربة الأولى وستليها ضربات أخرى، مع العلم أنه فقط، وفي حال حصل أي ردّ على الضربات الإنتقامية، ستنتقل واشنطن إلى المرحلة الثانية".

أمّا لجهة انعكاس الضربات الأميركية على العراق على المفاوضات لانسحاب القوات العسكرية الأميركية منه، يلفت ياسين إلى أن "ما حصل، يسرّع عملية التفاوض، لأن الأميركيين يعتبرون أنه منذ العام 2003 وإلى اليوم، قد غرقوا في المنطقة بشكل يستنفذ قدرات أميركا الإقتصادية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط، ومن دون تحقيق نتائج، لأنهم حتى الآن، لم ينجحوا في استيعاب طبيعة شعوب المنطقة وهي شعوب عاطفية، وتنتفض عندما يتمّ المسّ بمسلّماتها، من قبل أي جهة، فالولايات المتحدة وإسرائيل وحلفاؤهم، حاولوا تصفية القضية الفلسطينة، ولكن عندما تعرضت غزة للعدوان، تحركت كل الشعوب مع  القضية الفلسطينية رغم أن الأنظمة لم تتحرك، وبالتالي فإن الأميركيين يشعرون بأنهم مستهدفون في المنطقة، لأنهم كانوا مشتركين بالحرب على غزة، وبادروا منذ اليوم الأول إلى تقديم الدعم العسكري لإسرائيل حتى يُقال أن قوات خاصة أميركية اشتركت بشكل مباشر بهذه الحرب، ولذلك هي تشعر أنها تحت تأثير عمليات إنتقامية، والتي بدأت في أكثر من مكان في سوريا والعراق، وإذا استمر التدخل، فقد تمتد ردود الفعل إلى دول أخرى فيها قواعد عسكرية ومصالح وسفارات أميركية، ولذلك سوف يبدأ الأميركي العمل على الخروج من منطقة الشرق الأوسط مع الإبقاء على مصالحه التي تقتضي الحفاظ على مصادر الطاقة في العالم، ولكن الوجود العسكري الموزّع بهذه الطريقة في المنطقة، سيكون عرضةً لهجمات في حال استمرت الحرب في غزة واستمرت مشاركة  أميركا في تغطيتها".

ورداً على سؤال حول غياب عنصر المفاجأة في الضربات الأميركية، يرى ياسين أنه "ليس من الضروري أن يكون هناك عنصر المفاجأة، لأنهم  قالوا إنهم سيقومون بضربات إنتقامية ولكن لم يقولوا أين، علماً أن المفاجاة كانت في مكان الضربات في  سوريا إذ كنا نتوقع أن تكون فقط في العراق فحصلت في سوريا والعراق وعلى الحدود بين الدولتين، كما كانت المفاجأة في حجم الضربة والردّ على هجوم مسيّرة واحدة على مركزٍ عسكري، بـ 85 غارة".

 


الأكثر قراءة

احتمالات التهدئة والحرب متساوية وواشنطن تضغط لهدنة مؤقتة! «مسوّدة» رسمية حول «اليوم التالي».. والجيش يتحضر لوجستيا ردود اسرائيلية «يائسة» على «الهدد 3» وتهويل بمواجهة وشيكة