اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا يوجد نقاش حول قدرات العدو الاسرائيلي بالتجسس والمراقبة، فهذا العدو الذي يستبيح حياة اللبنانيين الخاصة بكامل جوانبها، ويملك كل الداتا المتعلقة بهواتفهم الخلوية والأرضية، ويملك مراكز مراقبة وتجسس على الحدود يصل مداها الى سورية، قد لا يكون بحاجة الى غباء البعض لكي يستفيد من المعلومات الحساسة، ولكن بالنسبة إليه فإن هذا الغباء قد يكون إضافة جيدة على معلوماته، فيستخدمه سلاحاً بوجه اللبنانيين.

كثيرة هي مناشدات المقاومة للبنانيين بعدم تصوير عمليات إطلاق الصواريخ من لبنان باتجاه الأراضي المحتلة، كما المناشدات بضرورة التعامل بحكمة مع كل كاميرات المراقبة المنزلية الموجودة على القرى الحدودية بعدما ثبُت أن الاسرائيلي يملك قدرة الولوج إليها بسهولة بحيث يصبح محتواها على شاشات الاسرائيليين والوحدات المختصة في هذا المجال لديه.

رغم ذلك لم تتوقف عملية تصوير الصواريخ وآخرها ما حصل في الساعات الماضية في قرى النبطية حيث تم تصوير رشقة من الصواريخ التي أطلقتها المقاومة، فانتشر كلام عن أن هذه الفيديو سبب استهداف محيط جبشيت وحاروف مساءً.

بحسب مصادر في المقاومة فإن الفيديو قد لا يكون السبب المباشر لاستهداف تلك المنطقة، ولكنه بالتأكيد يشكل إضافة لكل المعلومات التي يمتلكها العدو القادر بشكل عام على تحديد النقطة المباشرة التي يُطلق منها الصواريخ، ولكن هذا لا يعني أن عمل كهذا سيكون أمراً جيداً، فما يجري اليوم في لبنان على وسائل التواصل، ولم يكن موجوداً خلال حرب تموز 2006، يغير الكثير بالنسبة للعدو.

ولكي تُقدم المصادر مثالاً حياً عن الضرر الكبير الناتج عن غباء بعض حاملي الاجهزة الذكية، تعود الى حادثة محاولة الاغتيال التي وقعت في النبطية، فمع الدقائق الأولى للعملية انتشرت صورة السيارة المستهدفة مع ظهور اللوحة الخاصة بها بشكل واضح، وانتشار كامل بيانات صاحب اللوحة، مع اسمه وبياناته الشخصية، وهو ما سيحمل ضرراً كبيراً عليه، فحياته قبل الحادثة قد لا تكون هي نفسها بعدها، رغم أن السيارة لم تعد ملكه، تقول المصادر، مشيرة الى أن هذا النوع من الضرر قد لا يُعوّض، بينما من نشر هذه البيانات سيكون قد تسبب بأضرار كبيرة ولو عن غير قصد.

وتُكمل المصادر حديثها حول نفس الحادثة، فتُشير الى أنتشار أسماء المستهدفين، وكأن هؤلاء يقدمون خدمات مجانية للعدو، علماً ان الاسرائيلي في حالات كهذه يتعمد نشر أسماء ومراقبة صدى ما ينشره، فهل معرفة أسماء المستهدفين، خاصة كونهم نجوا من محاولة الاغتيال، ونفي وجود أشخاص معينين في السيارة، أو تأكيد ذلك، يمكن ان يكون فيه مصلحة سوى للعدو الاسرائيلي؟

كثيرة هي الأمثلة حول سوء استخدام الهواتف الذكية في هذه الحرب، فمن يتابع هذه الوسائل وحجم الأخبار الكاذبة المنشورة يعيش حالة لا متناهية من التوتر والقلق، لذلك على اللبنانيين معرفة أن العدو الاسرائيلي يملك من القدرة ما يجعله قادراً على مراقبة كل شيء باعتماد كلمات مفتاحية، وكل ما يُنشر او يقال على هذه الوسائل قد يحمل ضرراً غير مباشر في مكان ما.


الأكثر قراءة

نهاية سوريا نهاية العرب