اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يبدو أن كل التهويل المصري في وجه "اسرائيل" بما يتعلق بعملية رفح العسكرية، لا يعدو كونه تهويلاً اعلامياً، فالإعلام "الاسرائيلي" كان واضحاً عندما قال ان الموقف المصري لا يتعلق بأمن وحياة الغزيين، بل بالقلق من هروبهم الى مصر، ويبدو أن الدبابات المصرية على الحدود الفلسطينية تأتي في هذا السياق.

كل المواقف المعارضة لعملية رفح تأتي في سياق متصل، فلكل طرف أسبابه التي لا تتعلق حتماً بحياة الفلسطينيين، وهكذا يمكن قراءة الموقف الأميركي، الذي يبدو بحسب المعلومات المتوافرة أنه كضوء أخضر لتنفيذ العملية.

يرفض رئيس حكومة العدو بن يامين نتانياهو كل الحلول التي توقف الحرب، فبالنسبة إليه لا مجال لذلك قبل تحقيقه لنصر كبير يقدمه "للاسرائيليين"، لأن كل ما عدا ذلك سيعني خروجه من الحياة السياسية ومحاكمته، وهو يستفيد في موقفه من وجود اليمين المتطرف في السلطة من جهة، وشعور "الاسرائيليين" بخوف وجودي بعد أحداث طوفان الأقصى في تشرين الأول من العام الماضي من جهة ثانية.

يبحث نتانياهو إذا عن نصر عسكري، ولا يزال أمامه رفح لمحاولة فعل ذلك بعد كل العمليات العسكرية السابقة، والتي بحسب المؤكد والواضح لم تحمل لحكومته أي نصر يمكن له تقديمه "للاسرائيليين"، ولا شك أن خبر تحرير رهينتين من رفح هو المقدمة التي يحتاج اليها نتانياهو لإقناع العالم بأن العملية العسكرية تؤتي أكلها، وتحقق النتائج المرجوة، لذلك سنكون امام أسابيع قاسية، ستشهد حتماً تصعيداً في الصراع في غزة.

هذا التصعيد هل ينعكس على لبنان؟ تجيب مصادر معنية أنه بات من الواضح أن المسار الحالي لن يؤدي الى فتح حرب واسعة من قبل حزب الله، إذ كان كلام وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان واضحاً لناحية عدم الخضوع للإستفزازات "الاسرائيلية"، وعدم منح نتانياهو هدية الحرب الواسعة، خاصة في ظل وجود تعويل إيراني على تسوية كبيرة مع الأميركيين تتعلق بكل الوضع في المنطقة، وبالتالي فإن المنطق يفترض عدم توسع الصراع في لبنان بحال حصلت المعركة في رفح.

ولكن بالمقابل، هناك من يرى أن نتانياهو سيستمر بضرباته القاسية في لبنان، لا بل هو يعمد الى توسيع نطاق وحجم هذه الضربات، لعلمه بأن الطرف الآخر لا يريد الحرب، وهو أمر يشبه الضربات "الاسرائيلية" للإيرانيين في سوريا، والضربات الاميركية للعراقيين حلفاء طهران في العراق، فالكل بات يعلم بأن رهان إيران ليس على الحرب الواسعة، وهذه قد تكون فرصة ثمينة للغاية لأعداء طهران لتحقيق ضربات قاسية، تُشبه الضربات التي استهدفت قاسم سليماني وكل القيادات التي كانت على ارتباط وثيق به في العراق وسوريا ومؤخراً في لبنان، حيث هناك حديث تؤكده الأحداث حول نية "الاسرائيلي" تصعيد عملياته ومداها الجغرافي.

بالخلاصة يمكن القول ان عدم الرغبة بالحرب الواسعة من قبل طهران والحلفاء قد تكون سيفاً ذا حدين، فهي من جهة تمنع الانجرار خلف رغبات نتايناهو الذي يقاتل بشراسة ويريد اشعال المنطقة، ومن جهة ثانية قد تكون مكلفة على الصعيد العسكري والأمني، فهل تصمد هذه الرغبة؟


الأكثر قراءة

محادثة هامة وخطيرة ... "نيويورك تايمز": مؤامرة غامضة استدعت مكالمة نادرة من موسكو إلى البنتاغون