اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

منذ 8 تشرين الاول 2023 وحتى 11 شباط 2024 بلغ عدد العمليات التي نفذتها المقاومة في لبنان 1013 عملية ، ليتم اطلاق 100 صاروخ ومسيّرة يوم الاثنين 12 شباط، في اشارة الى ترافق التصعيد جنوب لبنان واستهداف العدو جنوب فلسطين، مدينة رفح الحدودية مع مصر.

بعد مرحلة "الاستهداف بالنقطة" وتوزيع وادارة نيران تميزت بقنص التجهيزات التجسسية والمدرعات والتحصينات، انتقلت المقاومة الى 3 انواع من الاستهداف، حيث تقوم المقاومة في لبنان بـ:

- استهداف تجمع او انتشار لجنود العدو الاسرائيلي.

- استهداف تجهيزات تجسسية.

- استهداف منازل داخلها وحدات عسكرية داخل المستوطنات.

نجم المرحلة "فلق-"1 الذي بلغ يوم 11 شباط "مجده" التدميري في قواعد العدو ومرابض مدفعيته، بعد استخدام صاروخ "بركان" ذات المميزات التدميرية وقدرة العصف الناري.

لتبدأ مرحلة جديدة من المواجهة "تحت سقف منضبط"، "حرب الكترونية " دخلت ميدان المواجهات والتوازنات، اجهزة تعقب وتتبع يستخدمها حزب الله في السيارات، تعطي اشارة للسائق بعد رصد السيارة من المسيّرة، مما يتيح للركاب المناورة ومغادرة السيارة في نقطة غير واضحة، مما سمح بفشل آخر عمليتي "قنص جوي" في بلدة النبطية وبنت جبيل، كما في جدرا قرب صيدا.

في المقابل استطاعت المقاومة في لبنان وفلسطين السيطرة والتحكم بنوعين من المسيّرات:

- مسيّرة كواد كابتر6158 تمت السيطرة عليها شمال قطاع غزة.

- مسيّرة Sky Lark-1-lex تحت سيطرت حزب الله.

الاكيد ان عملية طوفان الاقصى دفعت "ادارة بايدن" الى اعادة التفكير وبصورة اساسية في الشرق الاوسط، او كما يوصفها "البنتاغون" المنطقة الاميركية الوسطى. لكن هواجس "اليوم التالي" تختلف بين ادارة الرئيس الاميركي بايدن وما عبر عنه جورج فريدمان، "عقيدة بايدن" اكبر اعادة تنظيم استراتيجي للمنطقة منذ معاهدة كامب ديفيد بين الكيان ومصر في العام 1979.

لذلك يتمسك نتنياهو بمعادلة "رفح" لتحسين شروط التفاوض مع حلفائه، كما يحسن "اوراق الحلفاء" في التفاوض مع ايران وما بعدها، وربما معادلة "اوكرانيا – غزة – تايوان " اجمل تعبير عن توازنات حلفاء متنافسين او "شركاء على القطعة"... في هذا الاطار تتقاطع المصالح الاميركية - الايرانية للحفاظ على قواعد اشتباك تسمح بالانتقال الى اليوم التالي.

وبين "مقترح باريس" وزيارة مدير المخابرات الاميركية الى القاهرة لتثبيت "عقيدة بايدن" واعلان "معادلة رفح"، فرضت الادارة الاميركية عقوبات على مستوطنين، لتستكمل السلطات البريطانية الضغوط على نتنياهو، الذي اصبح العالم له تختصره شخصيات 6 وهم: ايتماربن غفير، بتسلئيل سموتريتش، ارييه درعي، موشيه غفني، اسحق غولدكنوف ودونالد ترامب.

بالنسبة الى نتنياهو، البقاء في السلطة عنوان تحالفاته وحربه ومفاوضاته. فالكيان "الاسرائيلي" لن يكون نجمة على علم الولايات المتحدة الاميركية كما تريده "ادارة بايدن"، رغم وجود قائمة سوداء تحتفظ بها الادارة الاميركية ستستخدمها في "حرب اليوم التالي". فالعقوبات الاميركية التي صدرت ضد 4 مستوطنيين ارتكبوا جرائم ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة قبل اسبوعين ستتوسع، وتتوسع معها قواعد الاشتباك على الجبهة اللبنانية، التي اصبحت ركنا اساسيا لنجاح "عقيدة بايدن" في هندسة شرق اوسط متكامل.

فالعقوبات وظيفتها التأسيس لازمة المصارف "الاسرائيلية" المقبلة واشكالية التعامل مع الواقع الجديد، في وقت تعود الى الذاكرة قبل 10 سنوات قضية خروقات اقتصادية ارتكتبها مصارف "اسرائيلية"، ودفعت غرامات وصلت الى 1.5 مليار دولار. وبعد 5 سنوات من ازمة المصارف والعقوبات المستمرة على لبنان، تعلن الولايات المتحدة اعادة تشكيل الكيان بما يتوافق ورؤيتها الجديدة للمنطقة.

                                                                                                     باحث في الشؤون الامنية

الأكثر قراءة

«حبس انفاس» بانتظار نتائج الانتخابات الأميركيّة والردّ الإيراني صمود المقاومة براً يضع حكومة العدو أمام خيارات «أحلاها مرّ» قائد الجيش «مُستاء» ويكشف معطيات عن الإنزال: تعرّضنا للتشويش