اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يؤكد العدو الإسرائيلي كل يوم أن لا حدود لإجرامه بتوقيع عالمي، وتؤكد الولايات المتحدة الأميركية أن لا حدود لنِفاقها بتصريحاتها التي تُناقِض حقيقتها في أنها شريكة الصهاينة بكل مجازرهم ضد الفلسطينيين، وتؤكد أنظمة بعض الدول العربية بأنها شريكة بالتآمر على الفلسطينيين، رغم محاولاتها التي تقوم بها بتصريحاتها التصعيدية "التمثيلية" لتجنّب التهمة، إلا أن ذلك لم يعد يمر على مَن خبرهم بالتجارب البعيدة والقريبة، التي لا زالت مستمرة في حرب هي الأعنف على أهل غزة منذ البدايات....

يشن "الإسرائيلي" ومعه الأميركي أصعب أنواع الحروب التي يعجز الجميع عن تكهّن سيناريوهات نهايتها، حتى أن في ذروة المعركة خرجت الخلافات داخل الفريق الواحد، أي بين واشنطن و"تل أبيب" الى العلن حول إدارة الحرب واليوم الذي يليها رغم التوافق على القتل، إلا أن وجه الشبه بينهما أي بين رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن، أن الشخصانية عنصراً أساسياً في المعركة، فكل منهما يريد تحقيق مصلحته الشخصية، نتنياهو بإطالة الحرب ويبحث عن مبررات لذلك، وبايدن بوضع حد لها بما يخدم مصلحته الإنتخابية.

يحاول بايدن من خلال تصريحاته تحقيق هدفين: الأول: الضغط على نتنياهو دون كسره، والثاني: محاولة تبرئة أميركا من الإجرام الصهيوني، إلا أن الأولى من غير المعروف حدودها الموضوعة أميركياً، والثانية لا تنفي حقيقة أنها شريكة "إسرائيل" بكل الجرائم، لذا يأتي إشتراط واشنطن على "تل أبيب" علنياً فيما يتعلّق بالهجوم على رفح بالتفاهم مع مصر وعدم الدخول قبل إيجاد حل للنازحين، في سياق السياسة الأميركية المتبَّعة بعدما أحرجت صورتها العالمية ما تقوم به "إسرائيل" بأسلحتها، وكأنها تقول لها: أنا غير معنية بصورتك العالمية، مؤكدة شراكتها بالمجازر بحق أهل غزة.

رغم كل الصراخ الذي دار حول المخطَّط "الإسرائيلي" في الهجوم على رفح، عاد وأخذ الضوء الأخضر الأميركي لتنفيذه، فبدأ بعملية تحمل بعدين: الأول الضغط على حركة حماس في المفاوضات وإجبارها على الخضوع. والثاني أن في هذه المنطقة أهداف تريدها "إسرائيل"، ووجدت أن هناك فرصة لتحقيق شيء منها. واللافت في هذه المنطقة أن "الإسرائيلي" لا يُسأل فقط على الموقف الأميركي وإنما على الموقف المصري، بحُكم جغرافية المنطقة وإدراك خطورته ليس فقط على فلسطين وإنما على مصر، فمن هنا يُطرح سؤال: كيف يمكن فهم المشهد دون أن يتم وضع مصر في دائرة الإتهام بالشراكة بكل ما يَجري؟

لذا كانت العملية المحدودة التي قام بها "الإسرائيلي" في رفح تتضمن رسالتين:

- الأولى: للأميركي والمصري والقول لهما إن رفح تحوّلت الى هدف، والدليل وجود أسرى "إسرائيليين" فيها. وبعد استرجاع الأسيريْن اللذين أعلن "الإسرائيلي" عنهما باتت حجته أقوى.

- الثانية: للفلسطينيين في غزة ومفادها أن من أجل الوصول الى هدفنا، لا يهمنا حجم المجازر وعدد الضحايا..

من هنا، يمكن التأكيد مع كل يوم إضافي في هذه الحرب أنها من دون قواعد، يحاول "الإسرائيلي" فيها باستمرار، ويُخرِج مخططاته الواحدة تلو الأخرى من أجل إصابة الهدف، فإذا نجح يستمر بلا سقف، وإذا فشل يقول إنه نفّذ ضربة محدودة ويُعلِن جهوزيته للتفاوض...

الأكثر قراءة

بطة عرجاء لتسوية عرجاء