يؤكد العدو الإسرائيلي كل يوم أن لا حدود لإجرامه بتوقيع عالمي، وتؤكد الولايات المتحدة الأميركية أن لا حدود لنِفاقها بتصريحاتها التي تُناقِض حقيقتها في أنها شريكة الصهاينة بكل مجازرهم ضد الفلسطينيين، وتؤكد أنظمة بعض الدول العربية بأنها شريكة بالتآمر على الفلسطينيين، رغم محاولاتها التي تقوم بها بتصريحاتها التصعيدية "التمثيلية" لتجنّب التهمة، إلا أن ذلك لم يعد يمر على مَن خبرهم بالتجارب البعيدة والقريبة، التي لا زالت مستمرة في حرب هي الأعنف على أهل غزة منذ البدايات....
يشن "الإسرائيلي" ومعه الأميركي أصعب أنواع الحروب التي يعجز الجميع عن تكهّن سيناريوهات نهايتها، حتى أن في ذروة المعركة خرجت الخلافات داخل الفريق الواحد، أي بين واشنطن و"تل أبيب" الى العلن حول إدارة الحرب واليوم الذي يليها رغم التوافق على القتل، إلا أن وجه الشبه بينهما أي بين رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن، أن الشخصانية عنصراً أساسياً في المعركة، فكل منهما يريد تحقيق مصلحته الشخصية، نتنياهو بإطالة الحرب ويبحث عن مبررات لذلك، وبايدن بوضع حد لها بما يخدم مصلحته الإنتخابية.
يحاول بايدن من خلال تصريحاته تحقيق هدفين: الأول: الضغط على نتنياهو دون كسره، والثاني: محاولة تبرئة أميركا من الإجرام الصهيوني، إلا أن الأولى من غير المعروف حدودها الموضوعة أميركياً، والثانية لا تنفي حقيقة أنها شريكة "إسرائيل" بكل الجرائم، لذا يأتي إشتراط واشنطن على "تل أبيب" علنياً فيما يتعلّق بالهجوم على رفح بالتفاهم مع مصر وعدم الدخول قبل إيجاد حل للنازحين، في سياق السياسة الأميركية المتبَّعة بعدما أحرجت صورتها العالمية ما تقوم به "إسرائيل" بأسلحتها، وكأنها تقول لها: أنا غير معنية بصورتك العالمية، مؤكدة شراكتها بالمجازر بحق أهل غزة.
رغم كل الصراخ الذي دار حول المخطَّط "الإسرائيلي" في الهجوم على رفح، عاد وأخذ الضوء الأخضر الأميركي لتنفيذه، فبدأ بعملية تحمل بعدين: الأول الضغط على حركة حماس في المفاوضات وإجبارها على الخضوع. والثاني أن في هذه المنطقة أهداف تريدها "إسرائيل"، ووجدت أن هناك فرصة لتحقيق شيء منها. واللافت في هذه المنطقة أن "الإسرائيلي" لا يُسأل فقط على الموقف الأميركي وإنما على الموقف المصري، بحُكم جغرافية المنطقة وإدراك خطورته ليس فقط على فلسطين وإنما على مصر، فمن هنا يُطرح سؤال: كيف يمكن فهم المشهد دون أن يتم وضع مصر في دائرة الإتهام بالشراكة بكل ما يَجري؟
لذا كانت العملية المحدودة التي قام بها "الإسرائيلي" في رفح تتضمن رسالتين:
- الأولى: للأميركي والمصري والقول لهما إن رفح تحوّلت الى هدف، والدليل وجود أسرى "إسرائيليين" فيها. وبعد استرجاع الأسيريْن اللذين أعلن "الإسرائيلي" عنهما باتت حجته أقوى.
- الثانية: للفلسطينيين في غزة ومفادها أن من أجل الوصول الى هدفنا، لا يهمنا حجم المجازر وعدد الضحايا..
من هنا، يمكن التأكيد مع كل يوم إضافي في هذه الحرب أنها من دون قواعد، يحاول "الإسرائيلي" فيها باستمرار، ويُخرِج مخططاته الواحدة تلو الأخرى من أجل إصابة الهدف، فإذا نجح يستمر بلا سقف، وإذا فشل يقول إنه نفّذ ضربة محدودة ويُعلِن جهوزيته للتفاوض...
يتم قراءة الآن
-
دعم دولي لولادة حكومية قيصرية بثقة متواضعة الدوحة تعود الى بيروت من جديد... دعم للمؤسسات ونفط وغاز واشنطن لنتنياهو: لاستبعاد خيار تجدد المعارك في لبنان
-
جهنم التي على صدورنا
-
متى تفكيك سوريا...؟!
-
ضغوط لإجهاض تفاهم سلام مع «الثنائي» حكومياً؟! حرد أرمني ــ سني... «التيار» مُهمّش و«القوات» ترفع السقف المبعوثة الأميركيّة تحمل الى بيروت نتائج لقاء تـرامب ــ نتانـــياهو
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
19:51
- تم استبعاد "التيار الوطني الحر" وحرمانه من الحقائب الوزارية
-
19:51
- اقتصرت الحقائب السنّية على شخصيات من "كلنا إرادة"
-
19:50
- حكومة الرئيس نواف سلام أصبحت قريبة من التأليف
-
19:25
طريق ضهر_البيدر سالكة امام جميع المركبات باستثناء الشاحنات.
-
19:25
طريق ترشيش_زحلة سالكه امام المركبات ذات الدفع الرباعي فقط
-
18:35
الرئيس المكلف نواف سلام من بعبدا: لن اسمح بأي تعطيل للحكومة بأي شكل من الاشكال وواجهت حسابات ضيقة لكنني مصر على التصدي لها وعلى الالتزام بالدستور.