اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

من شرق المتوسط الى الخليج، 3 معادلات ترسم هندسة "اليوم التالي" استطاع الكيان الاسرائيلي خلاله من اجراء اول تمارين امداد بديل على "خط الهند – اوروبا" بعد توسع الاشتباك الى جبهات الاقليم، حيث استطاع "انصار الله" في اليمن من السيطرة بالنار على الممر البحري الاستراتيجي "باب المندب".

وكما استطاع محور المقاومة تطبيق مفهوم "وحدة الساحات" في الميدان، نفذ الاميركي مخطط الممر الاستراتيجي "البحري –البري" من ميناء سالمان وميناء جبل علي في الامارات العربية ومن بورسعيد والعين السخنة في مصر الى ميناء ايلات وعبره الى ميناء حيفا في فلسطين المحتلة.

معادلة الميدان الاولى، ظهرت في رؤية الاقتراح لتمويل ساحات الاشتباك عبر "الكونغرس الاميركي" الذي دخل في عطلة واصبح التمويل معلق في ظل عدم توفر الاموال للجبهات من اوروبا الى بحر الصين. امام الواقع المتدحرج  تفاوض الولايات المتحدة عبر وساطات ومقترحات ببعد امني، خلفيتها مالية ومفاعيلها سياسية.

فالمشروع الاميركي للسنوات القادمة يلخص بثلاثية " اوكرانيا – فلسطين – تايوان" واذا اختار واحدة لدعم وحسم، ستسقط الاخرى وتتحرك الثالثة، وفق هذه المبادئ تقاتل الولايات المتحدة بالديبلوماسية او بالوكلاء، كما بتشجيع ثورات ملونة يحضر لها خلال السنوات القادمة.

المعادلة الثانية، يرسمها نتنياهو وثالوثه المفكك " بن غافير- غالانت – سموتريتش " حيث يعقد نتنياهو جلسات نقاش لتحديد السياسة الاسرائيلية في شهر رمضان، وبين قرار التصعيد من مدينة رفح الى القدس وصولاً الى الجليل الاعلى فيما الشاباك والقيادات العسكرية تحذر من قبول سياسات متطرفة اكثر لان ذلك سيحرض قطاعات تخضع الان للسيطرة، وينفجر "برميل البارود" وفق تعبير مسؤول امني.

الاكيد ان سلوك الثلاثي الداعم لنتنياهو يستند في معادلته " استمرار الحرب" الى اخر استطلاع اظهر ان 71% من الاسرائيليين يؤيدون شن عملية عسكرية ضد لبنان، فهل تكون تحضيرات "اجتياح رفح "هدفها تحريك التفاوض الدولي بينما الاستعدادات الحقيقية لضرب ايران، بإنتظار ضؤ اخضر مؤجل رغم التنسيق الاميركي – المصري "لليوم التالي" حيث يتأكد ان معادلة "سيناء – غزة " التي كانت السبب لتوتر كبير في تاريخ العلاقات الاميركية – الاسرائيلية وحتى العام 1979، عادت اليوم بين نتنياهو وبايدن لتشكل "عقيدة بايدن" مقابل "رؤية نتنياهو" لرسم هندسة جديدة للشرق الاوسط، رغم الضائقة الاستراتيجية في الحرب بعد فشل نتنياهو وثالوثه من تحقيق الاهداف العسكرية والسياسية لعلمية " السيوف الحديدية".

مفاوضات تحت النار، يراهن فيها نتنياهو على صحة الرئيس بايدن كما فعل اجداده المؤسسون للكيان ومنذ العام 1956 حيث هدد الرئيس الجمهوري ايزانهور "اسرائيل" بفرض عقوبات تجارية وسحب المساعدات الاميريكة المالية ( 100 مليون دولار في ذلك الوقت) إن لم تنسحب من "سيناء وقطاع غزة" الذي دخلته بعد العدوان الثلاثي مع فرنسا وبريطانيا.

وهكذا حصل في العام 1962 وبمساعدة فرنسية خدعت "اسرائيل" الولايات المتحدة عندما بدأت مشروع النووي في صحراء النقب "ديمونا" حيث هدد الرئيس الديمقراطي جون كيندي الكيان وطالبه بتوضيحات حول المشروع، لكنه اغتيل في 22 تشرين الثاني في العام 1963 واستمر المشروع.

اما الرئيس الجمهوري جيرالد فورد، جمد بيع الاسلحة لاسرائيل وهدد باعادة النظر في العلاقات بين البلدين وطالبها بالانسحاب من "سيناء" في العام 1975. لتعود المساعدات الضخمة في العام 1979 بعد نجاح محادثات كامب ديفيد في ماريلاند. ومنذ ذلك الوقت اصبحت "اسرائيل" حليفاً رئيسياً خارج حلف الناتو، فإستهدفت مفاعل تموز النووي العراقي ونفذت الاجتياح الاكبر للبنان في العام 1982 واحتلال استمر حتى العام 2000.

الواضح انه في العام 2023 فقدت الادارة الاميركية السيطرة والتأثير على الكيان، والرسالة الابرز انها ارسلت الى شواطئ فلسطين حاملة الطائرات " ايزانهور " و"فورد" اشارة لما للشخصيتين الديمقراطي والجمهوري من ذكرى في اللاوعي لدى القيادة العسكرية والسياسية في "اسرائيل".

اما المعادلة الثالثة فترسمها "المقاومة" وبعد 133 يوماً من الدعم والاسناد للمقاومة في فلسطين، تأسست معادلة " الرد التناسبي " في وقت شكلت صواريخ صفد تحول استراتيجي في "معادلة نصرالله"، منطقة محرمة حدودية وابعد من الجليل، معادلة بدايتها في اصبع الجليل من "كريات شمونة " وحدودها جنوباً "ايلات" الممر الاستراتيجي "الاورو-هندي"، حيث اصبح "حزب الله" نقطة ارتكاز يفاوضه الاميركي والتسوية السياسية معه تؤسس لتفاهم "مدريد-2" تكون ايران شريكا اساسيا فيه بعد ان كانت ايران وحزب الله خارج مشروع السلام المتعثر والذي انطلق في العام 1992 توقف مع اغتيال رابين.

معادلات ثلاث ترسم هندسة الشرق الاوسط، "غرب اسيا" وفق المفهوم الايراني بين خيارين، مسار تفاوضي "تحت النار" يؤسس لمبادرة "مدريد-2" او تدحرج المواجهة على الجبهة اللبنانية وفق سيناريو ضرب حزب الله مقدمة لضرب الحرس الثوري في ايران وبمباركة الدولة العميقة في الولايات المتحدة لقيام "ايران الحديثة" مع بدايات العام 2025.