اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

نحن لا ننكر على الحلفاء وقوفهم الى جانبنا في معركتنا المصيرية مع دولة العدو، ولا نطلب منهم أكثر مما يستطيعون فعله أو لا يستطيعون فعله أو يستطيعون فعله ولا يفعلونه، لأننا

نعرف أن العلاقة بين الأمم محكومة بالمصالح، ونعرف أيضا أنه في المعارك يصبح ميزان

المصالح من ذهب، وأن قوة الأمة هي كلمة الفصل قي إثبات حقها أو ضياعه. لذلك في

الخسارة نلوم حالنا أولا ومن ثم نلوم الحلفاء وفي النصر لا نمانع بأن نتشارك مع الحلفاء

والأصدقاء.

تتعرض بلادنا لخطة مدروسة غايتها القضاء على الحياة في سوريه الطبيعية منذ ما قبل

حرب النكبة، وبدأت مراحلها العملية في لبنان خاصرة سوريه الرخوة والمريضه وانتقلت

الى العراق والشام واليوم تشهد فصلا خطيرا من فصولها في رفح المنطقة الجنوبية من غزة، والتي أصبح فيها ثلاثة أرباع سكان القطاع.

تعيش رفح اليوم على حافة الابادة وفوهة النزوح عبر البحر الى دنيا الله الواسعة أو الصمود حتى ولو كانت النتيجة الابادة الجماعية، أو أننا سنعلن من غزة هزيمة العدو ونحن نرتدي

الأسود وبقلوب يُمزِّقها الوجع، وبنفوس أقوى من الألم وإرادة فوق العاده.

يشبه موقف العالم من رفح كموقفه من الهجوم البري على غزة، يحذر، يستنكر، يصرّح،

يستهجن لكنه لا يضغط ولا يمنع، ويدعم بالمال والسلاح وفي مجلس الأمن وفي التخطيط

والتنفيذ، ويحاول أن يقنعنا بأنه ضد الغزوة البرية لأنها ستضر بالمدنيين، كأنه لا يعرف أن

الغزوة البرية ستكلّف غزة عشرات آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى ومئات آلاف

النازحين، وأن يقنعنا أن ما فعله العدو في غزة وفلسطين حتى اليوم رغما عن إرادته، وأن

لا علاقة له بالمجازر وحرب الإبادة.

نحن نعلم أننا نقاتل في فلسطين الولايات المتحدة الأميركية والمعسكر الغربي نيابة عن كل

العرب وعن كل الامم التي قهرتها الولايات المتحدة الأمريكية ونيابة عن أولئك الذين يعيشون تحت أجنحة الغرب، ونعرف أننا صمدنا بوجههم وما زلنا نصمد ليس قي رفح فقط بل في كل فلسطين، ونحن نعرف أنه لو كان بمقدورهم القضاء على المقاومة قضاء مبرما ما كانوا تأخروا عن فعل ذلك أبدا، لذلك

استبدلوا النصر في المعركة، نصر الجيش على الجيش بالمجازر وحرب الابادة ربما يصلون

الى مبتغاهم.

رفح اليوم هي الحلقة الأخيرة في الهجوم على غزة، وهي اليوم ميزان اختبار إذا كان ما زال عند بعض العرب بعض الشرف.

تضع رفح الدولة المصرية اليوم في موقف محرج للغاية، فالتهديد بالابادة مسرحه حدودها

وبوابات الدخول اليها، هي أعلنت أنها لن تستقبل نازحا فلسطينا واحدا وإن حصل فهي

مضطرة لإعادته أو سجنه أو قتله، ولكنها لا تمانع من نقل سكان غزة الى صحراء النقب أو

أي مكان آخر في العالم.

يُحكى عن خلاف في القيادة المصرية، لكننا لا نعلم إن كان هذا الخلاف مسرحية الغاية منها

امتصاص غضب الناس حين وقوع المعركة، أو أنه خلاف جدي ونحن نأمل أن يكون جديا وأن تكون الغلبة لمن يرفض الإبادة ويهدد العدو ليس فقط بإلغاء المعاهدة بل بالحرب أيضا

لأن في ذلك مصلحة مصرية ومصلحة فلسطينية سورية.

لكننا نحن لا نراهن على الموقف المصري ولا نراهن على الأنظمة العربية الموافقة على إبادة الشعب الفلسطيني أو لم توافق لكنها لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم، نحن نراهن على المقاومة

في فلسطين ولبنان والشام والعراق ودمشق، نراهن على المقاومة في سوريه الطبيعية وما

تفعله دولة اليمن من عمليات اسناد للميدان وعلى الحلفاء والاصدقاء الذين لهم مصلحة في

انتصارنا على العدو.

أن المواحهة الحقيقية في رفح هي بين سوريه الطبيعية والعدو، ورأس حرب الأمة السورية في هذه المعركة هي المقاومة في لبنان وفلسطين.

قد لا يكون من مصلحة لحلفائنا من انتصار دولة العدو وهزيمتنا، وبالعكس قد يكون لهم

مصلحة بنصرنا، لكننا لا يمكن أن نعتمد عليهم كنقطة ارتكاز في المعركة.

نحن من يقرر مصير المعركة، ونجن من يقرر كيف يجب خوض المعركة، ونحن من يقرر نتيجة معركة رفح إن وقعت المعركة.

نحن غير خائفين، لأن دولة العدو استطاعت تدمير المنازل والاحياء والمستشفيات والكنائس

والمدارس، دمرّت غزة لكنها لم تنتصر على المقاومة، وما زالت صواريخ المقاومة

وعملياتها تنطلق من قلب غزة وشمال غزة وكل بقعة أرض في غزة، واليوم قد تدمر

رفح وتجبر بعض السكان والنازحين من النزوح الى أي مكان في العالم، لكن نحن نعلم أنها

لن تستطع الانتصار على رفح، وهي ستواجه مقاومة أشرس بكثير من تلك التي واجهتها في شمال غزة، وأن المقاومة في لبنان سترفع مستوى المواجهة وستخرق قواعد الاشتباك وسيجد العدو نفسه بين فكي كماشة فلسطين والمقاومة في سورية الطبيعية وستزداد وتيرة الدعم من

الحلفاء والأصدقاء، لأن صمودنا في رفح يدفع العدو على قبول الامر الواقع وعلى

الأصدقاء زيادة الدعم وتحسين العلاقات.

كانت غزة المفتاح الذي استعمله العدو لإبادة الشعب الفلسطيني في كل فلسطين، وفلسطين

مفتاح الدخول الى القضاء على ما بقي في سورية الطبيعية من حياة.

نحن نضع الاستنكار الذي تبديه الدول الكبيرة لغزوة رفح في كفة التهويل والتخويف والموافقة الضمنية على الغزوة، وأن التصريحات تُصرف في ميدان المعركة لمصلحة العدو، لذلك لن تعيرها المقاومة اهتماما وستعطيها الأذن الطرشاء.

إن الولايات المتحدة الأمريكية ومعسكر الغرب يريدان من فلسطين جسر العبور الى عودة

متجددة لهما في المنطقة بعد فشلهما في دمشق وبيروت وتقهقرهما في بغداد.

في كل مرة تكون سورية بين الحياة والموت تنتصر إرادة الحياة على الموت وتنتفض سوريه

لتعود من جديد تصارع التنين من أجل بناء عمارتها الانسانية والحضارية.

تقاتل سورية الطبيعية في رفح نيابة عن العالم العربي والجامعة العربية والأمم العربية

وخاصة عن الدب الأبيض قبل أن تأكله الولايات المتحدة الأمريكية.

الأكثر قراءة

احتمالات التهدئة والحرب متساوية وواشنطن تضغط لهدنة مؤقتة! «مسوّدة» رسمية حول «اليوم التالي».. والجيش يتحضر لوجستيا ردود اسرائيلية «يائسة» على «الهدد 3» وتهويل بمواجهة وشيكة