اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


نوبات الهلع، تلك اللحظات المفاجئة من القلق الشديد والخوف المكثف التي تجتاحنا دون سابق إنذار، يمكن أن تكون تجربة مرعبة ومربكة. على الرغم من عدم وجود خطر حقيقي، تشعر أجسادنا وعقولنا وكأنها في حالة استنفار قصوى، مما يثير الذعر والرغبة في الهروب. فما هي الطرق السليمة للتعامل مع تلك النوبات، وما هي وسائل الوقاية منها؟

حول الموضوع قال الطبيب النفسي يفغيني بوزدنياكوف خلال أحد البرامج الطبية على قناة "روسيا" التلفزيونية: "نوبات الهلع هي حالات مرتبطة بإجهاد الجهاز العصبي ونقص الحديد في الجسم، وترتبط هذه الحالات باضطرابات نظم القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم، إذ يقوم الجهاز العصبي في الجسم بتحفيز القلب ورفع معدلات الضغط".

وأضاف: "يصاحب هذه النوبات عادة شعور بالخوف وسرعة في ضربات القلب، وصعوبة بالتنفس، وبرودة في الأطراف، وتشنجات، واضرابات في الجهاز الهضمي... عند الإصابة بنوبة الهلع يلجأ البعض الى فتح الشبابيك أحيانا لاستنشاق الهواء النقي، لكن الهواء يحتوي على نسب عالية من الأوكسيجين الذي يحفز إنتاج الأدرينالين، وارتفاع نسب الأدرينالين يزيد من سرعة خفقان القلب ويؤدي الى ارتفاع الضغط، لذا يجب على الشخص في هذه الحالة أن يحاول تنفس الهواء من داخل كيس ورقي أو بلاستيكي، وفي حال لم يتوافر لديه كيس فعليه أن يتنفس ببطء لتكون عملية الشهيق طويلة وبطيئة وكذلك عملية الزفير، وبين هاتين العمليتين يجب أن يكون هناك فاصل زمني طويل بعض الشيء".

الاسباب

في حين أن الأسباب الدقيقة لنوبات الهلع غير معروفة بالكامل، إلا أن هناك العديد من العوامل التي يُعتقد أنها تساهم في حدوثها، بما في ذلك:

- الاستعداد الوراثي: وجود تاريخ عائلي للإصابة باضطرابات القلق أو الاكتئاب يزيد من احتمالية التعرض لنوبات الهلع.

- التغيرات الكيميائية في الدماغ: قد تؤثر الاختلالات في مستويات الناقلات العصبية في الدماغ على استجابة الجسم للضغوط والتوتر، مما يزيد من قابلية التعرض لنوبات الهلع.

- الضغوط النفسية والعاطفية: الأحداث المجهدة، مثل الصدمات النفسية، المشاكل الأسرية، أو الضغوط المالية، يمكن أن تكون عوامل محفزة لنوبات الهلع.

- اضطرابات نفسية أخرى: ترتبط نوبات الهلع في بعض الأحيان باضطرابات نفسية أخرى مثل اضطراب الوسواس القهري أو رهاب الخلاء.

الوقاية

وللوقاية من نوبات الهلع وآثارها، نصح الطبيب باللجوء إلى اختصاصي نفسي لتحديد أسباب الضغوطات النفسية والعمل على معالجة تأثيراتها.

كما أشار إلى أن التمارين الرياضية المسائية لها أثر ممتاز في تخفيف التوتر وتحسين الصحة النفسية، كما يمكن للأشخاص الذين يشعرون بالتوتر استعمال بعض الأعشاب الطبية لتهدئة الجهاز العصبي، وبإشراف طبيب مختص.

إنّ نوبات الهلع، على الرغم من صعوبتها، ليست نهاية المطاف. من خلال فهم هذه الظاهرة، التعرف على أعراضها وأسبابها، بالإضافة إلى اتخاذ خطوات فعالة للسيطرة عليها والتخفيف من حدتها، يمكننا استعادة السيطرة على حياتنا والعودة إلى الشعور بالراحة والاطمئنان. تذكر، أنت لست وحدك في رحلة التعافي، وهناك العديد من الموارد والأساليب المتاحة لمساعدتك على تجاوز هذه التحديات. 

الأكثر قراءة

لبنان في «عين العاصفة» ورسائل الردع بلغت «كاريش» السلطة تدرس خطّة خروج من الأزمة عمادها شطب الودائع؟