اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


حاسة السمع نعمة عظيمة تسمح لنا بالتواصل مع العالم المحيط، والاستمتاع بموسيقى الحياة من أصوات الطبيعة الجميلة إلى أصوات أحبتنا. لكن ماذا يحدث عندما تتلاشى هذه الأصوات أو تصلنا مشوهة؟ عندها نواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في مشاكل السمع، وهي مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر في قدرتنا على سماع الأصوات بشكل طبيعي.

تنقسم مشاكل السمع بشكل رئيسي إلى ثلاثة أنواع، بناءً على موقع الخلل في عملية السمع:

- مشاكل السمع التوصيلية: تحدث هذه المشاكل نتيجة وجود عوائق في الأذن الخارجية أو الوسطى تمنع وصول الموجات الصوتية إلى الأذن الداخلية بشكل صحيح. ومن أسبابها تراكم شمع الأذن، التهاب الأذن الوسطى، أو وجود ثقب في طبلة الأذن.

- مشاكل السمع الحسية العصبية: تنشأ هذه المشاكل نتيجة تلف أو ضعف في الأذن الداخلية أو العصب السمعي، مما يعيق قدرة الدماغ على معالجة الإشارات الصوتية الواردة. ومن أسبابها التقدم بالعمر، التعرض للضوضاء المرتفع، أو العوامل الوراثية.

- مشاكل السمع المختلطة: تجمع هذه المشاكل بين النوعين السابقين، حيث توجد عوائق توصيلية إلى جانب ضعف حسي عصبي.

الاعراض

هذا وتتنوع أعراض مشاكل السماع بحسب نوعها وشدتها، لكن من أبرزها:

- صعوبة فهم الكلام، خاصةً في الأماكن المزدحمة أو عند وجود ضوضاء في الخلفية.

- الحاجة إلى رفع مستوى الصوت في التلفزيون أو الراديو بشكل ملحوظ.

- الشعور بأن الآخرين يتحدثون همسا أو بتلعثم.

- صعوبة تمييز الأصوات عن بعضها بعضا.

- طنين الأذن (طنين أو صفير أو هسهسة في الأذن).

التأثيرات

كما انها لا تقتصر تأثيرات مشاكل السمع على صعوبة الاستماع فحسب، بل تمتد لتشمل مختلف جوانب حياة الفرد، بما في ذلك:

- العلاقات الاجتماعية: قد تؤدي مشاكل السمع إلى العزلة الاجتماعية بسبب صعوبة التواصل والمشاركة في المحادثات.

- الصحة العقلية: يرتبط ضعف السمع بزيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب والقلق.

- الأداء الوظيفي والتعليمي: قد يعاني الأفراد الذين يعانون من مشاكل السمع من صعوبات في العمل أو الدراسة بسبب تشتت الانتباه أو عدم فهم التعليمات.

- سلامة الأفراد: قد لا يتمكن الأشخاص الذين يعانون من ضعف السماع من سماع إنذارات السلامة أو تحذيرات المرور، مما يعرضهم للخطر.

العلاج

ولحسن الحظ، تتوافر العديد من الطرق لتشخيص وعلاج مشاكل السماع، مما يساعد الأفراد على استعادة القدرة على السمع وتحسين نوعية حياتهم. تتضمن هذه الطرق:

- فحص السمع الذي يساعد على تحديد نوع ودرجة ضعف السمع.

- النظافة السليمة للأذنين، فإزالة شمع الأذن بانتظام يمنع تراكمه الذي قد يعيق السمع.

-الأجهزة التعويضية للسمع، فتساعد هذه الأجهزة على تكبير الأصوات الهادئة وتحسين جودة السمع.

- العلاج الجراحي، ففي بعض الحالات، قد تكون الجراحة ضرورية لعلاج مشاكل السمع التوصيلية.

- زرع القوقعة: يعتبر زرع القوقعة خيارًا للأشخاص الذين يعانون من فقدان حسي عصبي شديد.

إنّ مشاكل السمع هي تحدٍ كبير، لكنها ليست نهاية المطاف. من خلال التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن للأفراد الذين يعانون من ضعف السمع استعادة القدرة على سماع الأصوات المحيطة بهم، والاندماج بشكل أكبر في الحياة الاجتماعية والعملية. 

الأكثر قراءة

لبنان في «عين العاصفة» ورسائل الردع بلغت «كاريش» السلطة تدرس خطّة خروج من الأزمة عمادها شطب الودائع؟