اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد، في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، والقى عظة قال فيها: "ان المسؤولون السياسيّون في لبنان بحاجة إلى المصالحة بعضهم مع بعض، من خلال تنقية ذاكرتهم والضمائر وطيّ صفحة الماضي، وإذكاء الثقة فيما بينهم. إذا فعلوا عاشوا بفرح، وتعاونوا بثقة، ووضعوا خير لبنان واللبنانيّن فوق كلّ اعتبار". واشار الى إنّ "الممارسة السياسيّة اليوم تناقض بكلّ أسف هذه المبادئ، ولهذا السبب يبقى التوتّر، والسعي الدؤوب وراء المصالح الشخصيّة والفئويّة على حساب الخير العام".

واكد ان المصالحة والسلام، المضمومين إلى نبل الإداء، هما المخرج الوحيد من أزمة انتخاب رئيس للجمهوريّة. إنّنا نبارك ونشكر كلّ مسعى لانتخاب الرئيس بروح المصالحة والسلام. ونخصّ بالذكر لجنة السفراء الخمسة وتجمّع المعتدلين. فبانتخاب الرئيس تكتسب المؤسّسات الدستوريّة، وعلى رأسها المجلس النيابيّ والحكومة، شرعيّة الممارسة وفقًا للدستور. وما دامت الجمهوريّة اللبنانيّة من دون رئيس، تتكاثر الفوضى، وتتفكّك أوصال الدولة، وتستباح مخالفة القوانين، ويطغى ظلم القادرين والنافذين وفائض القوّة".

وتابع " في هذا الجوّ المحموم في العالم وعندنا في المنطقة حيث تطغى لغة الأسلحة والحروب، نقول إلى حكّام الدول وإلى من في يدهم أسلحة متطوّرة: لا تنظروا إلى أسلحتكم وتظنّون أنّكم بها أقوياء، بل انظروا إلى قلوبكم، فتدركوا أنّكم ضعفاء في إنسانيّتكم، بل عديمو الإنسانيّة. كونوا كبارًا بمحبّة قلوبكم. ويا لهول وعار ما يجري في قطاع غزّة من جرائم؟ إنّنا ندين بشدّة المجازر التي تُرتكب هناك ضد الشعب الفلسطينيّ على يد "الإسرائيليّين" الأثيمة: يقتلون عمدًا العشرات من المنتظرين المساعدات الغذائيّة، وهم يتضوّرون جوعًا. وآخرون يموتون جوعًا على الطرقات تحت أنظارهم، وآخرون يُقتلون عمدًا وهم على طرقات التشريد من بيوتهم المهدّمة، والهرب تحت نيران المدافع والصواريخ. فيا للإجرام الوحشيّ".

اضاف : "نحن في لبنان يجب ألّا ينزلق أحدٌ بوطننا إلى الحرب والقتل والدمار والتهجير والتشريد من دون فائدة، ولقضايا لا دخل للبنانيّين عامّةً بها ولأهلنا في الجنوب اللبنانيّ. رسالة لبنان أن يكون أرض سلام، ورائد سلام بحكم تكوينه وتنوّعه الثقافيّ والدينيّ، وبحكم تاريخه ونظامه السياسيّ وميثاق عيشه المشترك، وليدرك اللبنانيّون، مسؤولين وشعبًا أنّ "السلام ثمرة العدالة"، و"يولد من الحبّ". ولهذا السبب السلام يُبنى كلّ يوم. فليكن هذا الواجب المشرّف من أولى مسؤوليّاتنا في العائلة والمجتمع والدولة".

وختم الراعي: "نصلّي، إلى الله كي يحرّك ضمير كلّ إنسان، الذي هو صوته في أعماق الإنسان. فيدرك الجميع خطاياهم، ويتوبوا عنها، ويتصالحوا مع الله ومع ذواتهم ومع الناس".

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.

الأكثر قراءة

هل هو القضاء والقدر فقط ؟