اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


للمرأة في المجتمع دور كمرآة لتسليط الضوء على اليوم العالمي للمرأة، من خلال الحد من العنف ضد النساء اللواتي يعتبرن كرمز وأداة للتعبير عن الجمال والهوية الشخصية. فالنظرة المجتمعية المجحفة بحق الانثى لا تزال تؤثر في تصوراتها عن نفسها ومكانتها في المجتمع. وتساهم التوعية والتثقيف في الحد من العنف ضد النساء والنظر اليهن بدونية. فالمرأة نصف المجتمع، وان صلحت صلح وان فسدت فسد، لذلك لا بد من المساواة بين الجنسين وتعزيز حقوق النساء وتوعيتهن وتمكينهن.

المرأة بين القيادة وريادة الاعمال

تعد المرآة منذ القدم عنواناً للجمال والأناقة والهوية الشخصية، ومع تطور المجتمعات أصبح لديها دور أكبر في تشكيل المجتمع وتحديد هويته. إلا أن هذا الموقف غالبا ما يتعرض لتحديات، منها العنف ضد النساء الذي يزعزع حقوقهن وكرامتهن. ويأتي اليوم العالمي للمرأة، والذي يصادف 8 آذار من كل عام، كفرصة لتسليط الضوء على وجودها في المجتمع والعمل على تعزيز حقوقها ومساواتها.

فالمرآة هي المحرِّك الأساسي للتغيير والتطوير في المجتمعات، وليست فقط رمزا للجمال، بل تمتلك أيضا القدرة على حصد الإنجازات، وتقديم إسهامات قيمة في مختلف الميادين. ومن خلال تمثيلها في الحياة العامة والسياسية والاقتصادية، تعكس المرآة حقيقة المجتمع وتلعب دورا هاما في تحقيق التنمية المستدامة.

العراقيل

على الرغم من التقدم الذي تحقق في مجال حقوق الانسان، لا تزال هناك تحديات تلاحق المرأة في مختلف أنحاء العالم، منها العنف ضد النساء، الذي بات وباء عالميا منتشرا، ويهدد حقوق المرأة وكرامتها ويعيق تطور المجتمعات.

ومن هنا، يأتي دور التوعية والتثقيف في تسليط الضوء على هذه الظاهرة والعمل على محاربتها والحد من تفشيها. ويسعى اليوم العالمي للمرأة إلى ترسيخ الوعي بقضايا المرأة ودورها في المجتمع، وتشجيع المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات فعالة لدعم حقوق النساء والفتيات.

النجاح عابر لكل الحقبات

وفي الإطار، قالت طبيبة التجميل غادة قصير لـ "الديار": "سأتحدث عن المرأة في مجالنا نحن كأطباء، فالمرأة الطبيبة كانت تعاني من انعدام ثقة الرجل والمرأة بقدراتها على حد سواء، وهذا الامر استغرق وقتا طويلا حتى وصلنا الى حقبة اعتبرها مرحلة النجاح". موضحة "ان المرأة الطبيبة أصبحت لا تعالج المرأة فقط وانما الرجل أيضا، وهذا دليل على الثبات والعزيمة والاستمرارية والنجاح والمداومة في عملها الذي تزاوله. لكن للأسف لا نزال في مجتمعاتنا في فترة اثبات الذات. بيْد ان الواقع والمنطق يؤكدان على ان نجاح المرأة هو معادل لتقدم الرجل والاسرة".

نساء مُناضلات

وتحدثت "الديار" مع سيدات لبنانيات من مناطق مختلفة، يعملن ويضحين من اجل العائلة والابناء، ولا يتوانين عن تقديم الدعم والمساندة لأزواجهن في هذه الأيام الصعبة.

وفي هذا المجال، قالت السيدة سامية من منطقة البترون لـ "الديار": "انا ربة منزل أعتني بعائلتي واحاول تأمين مستقبل أفضل لأطفالي واعمل في مهنة تطريز الملابس، واساعد زوجي في تغطية النفقات اليومية والضرورية".

وقالت ريم من دير عمار "انا طالبة احارب من أجل تحقيق حلمي بالتعليم العالي، على الرغم من التحديات الاقتصادية، كما اعطي دورسا خصوصية لبعض الطلاب لأتمكن من تأمين بدل النقل الى الجامعة ومصروفي اليومي، فوالدي رجل متقاعد والمعاش التقاعدي لا يكفينا لأكثر من 5 أيام".

اما السيدة البقاعية زينب فقالت: "انا سائقة تاكسي أتحدى الصورة النمطية السائدة في المجتمع، لان هذه الوظيفة مرتبطة بالرجال حصرا. وأسعى الى توفير لقمة العيش لأسرتي".

وقالت ليلى من بيروت "انا صاحبة مشروع صغير أتطلع الى تحقيق النجاح، رغم المصاعب الاقتصادية والمنافسة الشديدة، واعمل في قطاع التسويق ولدي منتجات للعناية بالبشرة".

فاطمة من طرابلس قالت: "انا اعمل كمربية، وأسعى الى تقديم الحب والرعاية للأطفال الذين أعتني بهم كما لو كانوا أطفالي".

وقالت سارة من بلدة الماري: "انا شابة أواجه صعوبات في الحصول على وظيفة تناسب اختصاصي الجامعي ومهاراتي، وأكافح لأحسّن فرصي في الحصول على عمل".

نورا ابنة راشيا قالت: "انا موظفة أعمل بجهد في مجالي كمهندسة ديكور، لكي اتقدم مهنيا وأثبت مكانتي في المجتمع، واساعد عائلتي في تحمل تكاليف الأعباء المعيشية".

إشارة الى ان "الديار" تقصدت عرض هذه النماذج التي تعكس تحديات وإنجازات النساء العاديات في حياتهن اليومية، باعتبارهن مصدر إلهام للعديد من الناس.

يعجب الرجال بالمرأة القوية

على مقلب متصل، يحكي التاريخ العديد من القصص عن الرجال الذين يقدرون ويحترمون النساء القويات ويدعمونهن في تحقيق أهدافهن. وهؤلاء يمثلون نماذج إيجابية للتعاون والتضامن بين الجنسين. فمثلا:

- نيلسون مانديلا الزعيم السابق لجنوب إفريقيا، كان من أبرز الشخصيات التي دافعت عن حقوق المرأة وعملت على تعزيز مكانتها في المجتمع، وكان يعتبر المرأة شريكا لا غنى عنه في بناء مستقبل أفضل.

- الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما كان يرى زوجته ميشيل شريكة له في كل المجالات، وكان داعما قويا لقضايا المرأة وحقوقها، ويعتبر أن تمكين المرأة يعود بالنفع على المجتمع ككل.

- مؤسس شركة مايكروسوفت وزوجته ميليندا كانا يدعمان تمتين النساء وتعليمهن وتقويتهن اقتصادياً، لان ذلك يوطد من تنمية المجتمع وازدهاره.

وهنا لا بد من الإشارة الى ان قصص هؤلاء الرجال تبرز كمثال يحتذى به في كيفية تقدير واحترام النساء القويات، ودعمهن في تحقيق طموحاتهن.

التفاعل الإيجابي للرجال

في موازاة ذلك قال محمد ويعمل موظفاً في أحد المصارف اللبنانية لـ "الديار": "أرى أن يوم المرأة العالمي هو وقت للتفكير في التحديات التي تواجه الانثى في مجتمعاتنا، وكيف يمكننا جميعا المساهمة في خلق بيئة أكثر تكافؤاً وعدالة.

وقال جان ويعمل في مختبر: "أعتقد أن يوم المرأة العالمي هو فرصة للاعتراف بالقدرات والإنجازات المهمة التي تحققها المرأة في جميع المجالات، ويجب علينا دعمها وتشجيعها على المضي قدما".

اما يوسف وهو طالب جامعي فقال: "أرى أن يوم المرأة العالمي هو وقت للتأمل في النجاحات التي أنجزتها المرأة وتنفيذ المساواة والعدالة، ويجب علينا العمل معا كرجال ونساء لبناء مستقبل أفضل للجميع".

الجدير ذكره ان هذه الآراء تعكس تنوع الرؤى والتفاعل الإيجابي للرجال مع يوم المرأة العالمي، وكيفية تقديرهم لدور النساء في المجتمع والعالم.

الأكثر قراءة

اكثر من حجمه