الميناء العائم الأميركي
هو طعم جديد ومشروعيّة احتلال

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الميناء العائم ظاهره إغاثة وباطنه تشريع لقتل الفلسطينين من البحر بعد ان تم قتلهم من الجو والارض، كما ستكون مشروعية احتلال اميركي لغزة وللتغطية على القتلى الاميركيين الذين يقاتلون الى جانب جيش العدو الاسرائيلي ويشاركون بشكل مباشر او غير مباشر بارتكاب المجازر والحصار.

الم تكن المساعدات عبر الانزال الجوي العشوائي يخفي بطياته شرعية للحصار الاسرائيلي على غزة؟

إذا، لماذا ميناء قبرصي باشراف "اسرائيلي" يتصل بميناء عائم اميركي يحتاج الى شهرين من تجويع الفلسطينين ويبعد حوالي 400 كلم عن ساحل قطاع غزة مع تواجد قوة عسكرية اميركية على الارض؟ مع العلم انه يمكن ادخال المعونات عبر مسافة كيلومتر واحد من الحدود المصرية، وبما ان لدينا حوالي 14 كلم حدود طولية بين مصر وغزة يعني ايضا أنه يمكن فتح ممرات أخرى اكبر واوسع.

اين الذين يدّعون القربى من العدو الاسرائيلي في معوناتهم؟ التي فيها الكثير من الاعلانات والبروباغندا مثل الوعود منذ اكثر من شهرين من إحدى الدول المطبعة بتركيب محطات التحلية لغزة ولم تنجز، بنفس الوقت التي بلغت فيه مساعدات الدول المطبعة الى أوكرانيا، متحدية بذلك روسيا دون خوف، اكثر من مليار دولار خلال الحرب على غزة، بينما معوناتها لغزة كانت زهيدة ووفق الشروط "الاسرائيلية" والتوجيهات الاميركية.

الاميركي لا يريد توسيع المعابر او حتى السماح بإعطاء شرعية خاصة لمعبر رفح لإدخال المعونات، فهو لديه استراتيجيته الخاصة التي يمررها من خلال احداث لا تترابط مع مخططاته حاليا من أجل تضليلنا عما يجري، انها عملية المحافظة على اتفاقية كامب ديفيد بين مصر والعدو الاسرائيلي برعاية ومتابعة اميركية، ولمن لا يعلم ان الاتفاقية تنص على تقسيم سيناء الى ثلاث مناطق نفوذ أ و ب وج داخلها حيث أن المنطقة الغربية (أ) تحت سيطرة الجيش المصري والمنطقة الوسطى (ب) تحت سيطرة قوات الأمن المصرية ودون جيش، أما المنطقة الشرقية (ج) المحاذية للحدود المصرية مع غزة بطول 14 كلم ومع العدو الاسرائيلي بطول 200 كلم كلها تحت وصاية القوات المتعددة الجنسيات الغربية بقيادة الولايات المتحدة الاميركية.

هل ستستطيع اميركا حماية اتفاقية كامب دايفيد من الانهيار؟ بعد كل ما اظهرته اميركا من انحياز معادي لشعوب المنطقة، لا يمكن الا ان تكون مصر في طليعة المغيثين لفلسطين عاجلا ام آجلا.

وعليه، فإن أميركا هي من تساند العدو بكل انواع الاسلحة التقليدية وغير التقليدية، وبالاسلحة المحرمة دوليا مع اسلحة الدمار الشامل، وتقوم بحماية الكيان بحربها ضد اليمن، لانه يطالب برفع الظلم والحصار عن غزة، وهي تقوم اي اميركا بتأمين الطرق البحرية لايصال المعونات العسكرية وغيرها عن طريق البحر الاحمر للعدو الاسرائيلي، كما وانها تحاول الضغط على دول التطبيع العربي للقبول بانهاء القضية الفلسطينية وتحويلها لقضية مع حماس وليست قضية أمة. كما ان الولايات المتحدة تحاول توسيع رقعة التطبيع ومسار الاتفاقيات الابراهيمية عبر الحرب الجبرية على الدول، وهي تقاتل كل محور المقاومة وتحاول تدميره من اجل الكيان الاسرائيلي، بالاضافة الى انها تستخدم حق النقض الفيتو في الامم المتحدة من اجل حماية "اسرائيل".

وبما أن اميركا لديها 19 قاعدة ثابتة داخل الكيان الاسرائيلي، فإنها تجاوره بالاسطول السادس في المتوسط والخامس في البحر الاحمر، وهي ترابض معه في قوات الامن والمهام الخاصة في شمال الارض المحتلة لحمايته من حزب الله وقوة الرضوان. إذا، من الذي يقاتل ويلبس ثوب المساعدة عبر ادخال طعم الاغاثة بميناء عائم وخلال شهرين؟، وقد يكون قد مات معظم الشعب الفلسطيني من الجوع.

هل هي تقوم بعملية تنفيس اي احتقان ربما ينتج خلال شهر رمضان من شعور الناس بالجوع مع اهلنا في غزة والانتفاضة من اجل فلسطين تبدأ من الضفة ولا تنتهي بحدود الارض؟.

كل ما يحصل في غزة هي حرب جبرية اميركية بامتياز تستخدم فيها ربيبتها "اسرائيل" وخدامها المطبعين والمطبلين للاستعباد والشذوذ تحت شعار الحرية وحقوق الانسان. ولولا الدعم الاميركي والخذلان التطبيعي لتم تحرير فلسطين خلال هذه الحرب. ان استراتيجية اليوم التالي للحرب على غزة هو اعلان هزيمة العدو وبداية تحرير فلسطين.