اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تبدأ منظومة المناعة المصممة لحماية الجسم من التهديدات الخارجية في بعض الأحيان في مهاجمة أعضاء وأنسجة الجسم نفسه. ويشير يفغيني ناسونوف عضو أكاديمية العلوم الروسية في حديث صحفي إلى أنه من الصعب تشخيص أمراض المناعة الذاتية، لأن أعراضها هي ألم في العضلات والمفاصل والتعب والاكتئاب وعدم انتظام ضربات القلب وضيق التنفس، وجميعها من سمات أمراض وحالات أخرى بما فيها التعب بعد الإصابة بمرض فيروسي.

وبالإضافة إلى ذلك هناك اتجاهات سلبية أخرى - كالتشخيص المتأخر والإفراط في التشخيص، ولا يعرف أيها أسوأ. فمن ناحية، يمكن إنقاذ المريض من مرض المناعة الذاتية في فترة مبكرة جدا، ولكن الشخص حينها يشعر بصحة جيدة تماما وليس بحاجة لمراجعة الطبيب. ولكن وجود مشكلة لديه لا تكشفها سوى الأجسام المضادة الذاتية في دمه.

ومن ناحية أخرى، إن وجود مثل هذه الأجسام المضادة لا يعني أن الشخص يحتاج إلى علاج عاجل. لأن هناك مرضى يعيشون لفترة طويلة مع ارتفاع أعداد الأجسام المضادة الذاتية ولا يصابون بالمرض. كما أن البدء الفوري بالعلاج محفوف بالمضاعفات، لأن الأدوية الموصوفة بشكل غير مناسب يمكن أن تؤدي إلى آثار جانبية خطيرة. ناهيك عن أن هذه الأدوية باهظة الثمن.

ولكن يمكن تشخيص أمراض المناعة الذاتية عن طريق إخضاع الأشخاص الذين أحد أقاربهم عانى من أمراض المناعة الذاتية للفحص، لأنهم ضمن مجموعة الخطر لأن احتمال إصابتهم بنفس المرض أو غيره أعلى بمقدار 3-4 مرات. ويجب أن يكون هؤلاء تحت إشراف طبي دائم.

يحدث خلل في منظومة المناعة عندما تفشل في أداء وظيفتها بشكل صحيح، مما قد يؤدي إلى نتائج عكسية. يمكن أن يُصنف هذا الخلل إلى نوعين رئيسيين:

- أمراض المناعة الذاتية: حيث يهاجم جهاز المناعة خلايا وأنسجة الجسم السليمة، معتقدًا أنها أجسام غريبة. تشمل أمراض المناعة الذاتية العديد من الحالات مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة الحمراء وداء السكري من النوع الأول.

- نقص المناعة: حيث يصبح جهاز المناعة ضعيفًا للغاية، مما يجعل الجسم عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض. تشمل حالات نقص المناعة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) والتهاب المفاصل الروماتويدي. هذا وتختلف أعراض خلل في منظومة المناعة حسب نوع الخلل، ولكن تشمل بعض الأعراض الشائعة ما يلي: التعب المزمن، الحمى التهابات متكررة، آلام المفاصل والعضلات، تغيرات في الوزن، تساقط الشعر، جفاف الجلد، والتهابات الأمعاء. كما أنها لا تزال الأسباب الدقيقة لخلل في منظومة المناعة غير معروفة، ولكن يُعتقد أن العوامل التالية تلعب دورًا في ذلك: العوامل الوراثية، العوامل البيئية، العدوى، الأدوية، والتوتر.

إلى ذلك، يعتمد علاج خلل في منظومة المناعة على نوع الخلل، وتشمل بعض خيارات العلاج ما يلي:

- الأدوية: مثل مضادات الالتهاب ومضادات المناعة.

- العلاج بالهرمونات

- العلاج بالأجسام المضادة

- العلاج بالخلايا الجذعية

- تغيير نمط الحياة

تعتمد توقعات خلل في منظومة المناعة على نوع الخلل وشدته، بشكل عام، يمكن علاج بعض أنواع خلل في منظومة المناعة بنجاح، بينما تتطلب أنواع أخرى علاجًا طويل الأمد.

الأكثر قراءة

لبنان في «عين العاصفة» ورسائل الردع بلغت «كاريش» السلطة تدرس خطّة خروج من الأزمة عمادها شطب الودائع؟