روسيا تعلن القضاء على خليّة سرّية... الكرملين يتهم واشنطن بتحريف تصريحات بوتين "النوويّة"

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أعلنت روسيا القضاء على خلية سرية تابعة لفيلق المتطوعين الروسي في مدينة سان بطرسبورغ، خططت لتنفيذ هجمات على مرافق البنية التحتية، فيما اتهمت الكرملين واشنطن بتحريف تصريحات بوتين "النوويّة".

وفي التفاصيل، أعلن الأمن الفدرالي الروسي، أنّ "أجهزتنا كشفت في مدينة سان بطرسبورغ، نشاط خليّة تابعة لتنظيم "الفيلق التطوّعي الرّوسي" الأوكراني، خطّط عناصرها بتوجيه من استخبارات كييف، لتسميم المشاركين بالعمليّة العسكريّة الرّوسيّة في أوكرانيا بمواد كيميائيّة شديدة السّمية، حاولوا دسّها في شحنة من الأطعمة والمستلزمات الّتي تجمع بمبادرات تطوعيّة من المواطنين".

وأوضح في بيان، أنّ "المجموعة الإجراميّة ضمّت أربعة من سكان المدينة من معتنقي الإيديولوجيّة النّازيّة"، لافتًا إلى أنّ "عناصر الخليّة حاولوا تنفيذ هجمات إرهابيّة على مرافق البنية التحتية الحيويّة في بطرسبورغ ومقاطعة لينينغراد".

الكرملين

الى ذلك، قال الكرملين إن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة مع وسائل إعلام رسمية بشأن الأسلحة النووية، لا تشكل تهديدا باستخدامها، واتهم الولايات المتحدة بتعمد إخراج التصريحات عن سياقها.

وقال بوتين في التصريحات التي نشرت "إن روسيا مستعدة من الناحية الفنية لحرب نووية، وإذا أرسلت الولايات المتحدة قوات إلى أوكرانيا فإن ذلك سيعتبر تصعيدا كبيرا للصراع."

وتعليقا على تصريحات بوتين، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير للصحفيين "إن واشنطن تفهم أن الرئيس الروسي كان يعيد التأكيد على العقيدة النووية لموسكو، لكنها اتهمت روسيا بنشر خطاب نووي "متهور وغير مسؤول" على مدى الصراع الأوكراني.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "إن بوتين كان يجيب فقط على أسئلة أحد الصحفيين ويعيد التأكيد على الظروف المعروفة جيدا التي ستضطر فيها روسيا نظريا إلى استخدام الأسلحة النووية"، لافتا "أيضا إلى حقيقة أن بوتين قال في المقابلة نفسها إن فكرة استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في أوكرانيا لم تخطر قط بباله".

وردا على سؤال حول تعليقات البيت الأبيض، قال بيسكوف "كان هذا تعمدا لإخراج شيء ما عن سياقه. لم يوجه بوتين أي تهديدات بشأن استخدام الأسلحة النووية في هذه المقابلة. كان الرئيس يتحدث فقط عن الأسباب التي قد تجعل استخدام الأسلحة النووية أمرا لا مفر منه"، مضيفا "هذه هي الأسباب الواردة في وثائقنا ذات الصلة والمعروفة في جميع أنحاء العالم. علاوة على ذلك، لم ينتبه الجميع في الغرب عمدا إلى قوله انه لم يخطر قط بباله استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في أوكرانيا، على الرغم من الأوضاع المختلفة التي تطورت أثناء القتال".

وقال بيسكوف "هذا تشويه متعمد للسياق، وعدم رغبة في الاستماع إلى الرئيس بوتين".

أميركا: لم نرَ أيّ مؤشر على أن روسيا

تستعدّ لاستخدام سلاح نووي في أوكرانيا

وكانت أشارت المتحدّثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، إلى "أنّنا لم نرَ أي أسباب تدفعنا لتعديل وضعنا النّووي، ولا أيّ مؤشّر على أنّ روسيا تستعدّ لاستخدام سلاح نووي في أوكرانيا، وذلك ردًّا على سؤال بعد إعلان الرّئيس الرّوسي فلاديمير بوتين استعداده لنشر أسلحة نووية بحال تعرضّت سيادة موسكو للتّهديد.

ورجّحت، في تصريحات للصّحافيّين المسافرين مع الرّئيس الأميركي جو بايدن، في زيارة انتخابيّة إلى ميلووكي، أنّ بوتين كان "يعيد ذكر العقيدة النّوويّة الرّوسيّة"، بعد أن سُئل خلال مقابلة حول استخدام الأسلحة، مركّزةً على أنّ "مع ذلك، كان الخطاب النّووي الرّوسي متهوّرًا وغير مسؤول طوال هذا النّزاع".

وشدّدت جان بيير على أنّ "روسيا هي الّتي غزت أوكرانيا بوحشيّة دون استفزاز أو مبرّر، وسنواصل دعم أوكرانيا في دفاعها عن شعبها وأراضيها من العدوان الروسي".

بوتين: للمشاركة في الانتخابات الرئاسية

من جانبه، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "إن إقامة وحدة تعمل بالطاقة النووية في الفضاء هي أولوية بالنسبة لبلاده."

وكان الرئيس الروسي دعا مواطنيه للمشاركة في عمليات التصويت بالانتخابات الرئاسية التي ستنطلق اليوم 15 آذار لمدة 3 أيام.

وحثّ بوتين، في كلمة مصورة بثها التلفزيون الروسي الرسمي، مواطني بلاده على المشاركة في الانتخابات للتعبير عن وطنيتهم، مذكرا بـ "التحديات التي تمر بها روسيا في ظل الحرب".

وقال بوتين مخاطبا شعبه "تعلمون أن بلدنا يمر بفترة صعبة وأن هناك تحديات معقدة نواجهها على كل المستويات تقريبا"، مؤكدا "أن التصدي لتلك التحديات بنجاح يتطلب من الشعب الروسي الاتحاد والثقة بالنفس. وشدد على أن المشاركة "تعبير عن المشاعر الوطنية".

وأشاد الرئيس الروسي بكون الاقتراع سيجري هذا العام في 4 مناطق في أوكرانيا سيطرت عليها موسكو العام الماضي، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي أعلنت موسكو ضمها في العام 2014.

وقال بوتين: "إن قوات الجيش ستشارك في العملية الانتخابية في الجبهات التي تقاتل فيها".

ويتنافس 4 مرشحين في الانتخابات الرئاسية الروسية، ويعد بوتين الذي يتولى السلطة منذ أكثر من عقدين من الزمن، المرشح الأوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية الروسية في غياب أي معارضة جادة له.

ويتوقع المراقبون أن تفضي الانتخابات لبقاء بوتين في السلطة لمدة 6 سنوات أخرى، أي حتى عام 2030.