اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا جديد في السياسة الداخلية، «وملء الفراغ» بحراك سفراء اللجنة الخماسية الذين سيتحركون مجددا مطلع الاسبوع المقبل، لن ينتج رئيسا في المدى المنظور، فيما يتواصل داخليا «حرق الاسماء». اما خروج بعض الاصوات المنتقدة لاستراتيجية حزب الله على الجبهة الجنوبية، بعد ساعات على خطاب الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله الذي تحدث عن مرحلة قاسية من «عض الاصابع»، فهي تصريحات»لزوم ما لا يلزم»، وغير ذات صلة بالواقع. «فالكابوس» الذي يعيشه كيان الاحتلال، بحسب وصف مسؤولي مستوطنات الشمال بالامس، بعد كلام السيد نصرالله،يخلق معضلة «لا تطاق» برايهم، وهم قالوا صراحة انهم يصدقونه ولا يصدقون قيادتهم السياسية والعسكرية في ظل اقرار بالعجز عن مواجهة قواعد الاشتباك الجديدة التي يتحكم بها حزب الله.

«هواجس» وعلامات استفهام

وفيما ازدادت «الهواجس» بالامس لدى بعض حلفاء السعودية في بيروت اثر زيارة لافتة لوزير الخارجية السوري فيصل المقداد الى الرياض، ستكون القوى المعارضة لاستراتيجية حزب الله الردعية امام الاسئلة الصعبة، وعلامات الاستفهام في الفترة المقبلة، حين يعود «الكباش» الجدي حول الثروة الغازية في البحر، خصوصا بعد اعلان كيان العدو عن اكتشاف حقل جديد في «كاريش»، فيما «الغاز» اللبناني ممنوع من الخروج من باطن الارض، بتوطؤ دولي-اقليمي، فما هي وسائل الضغط التي يمتلكونها؟ وهل سيعارضون المقاومة اذا ما استنتجت انه حان الوقت لتنفيذ معادلة لا «غاز في كاريش دون الغاز في قانا»؟

«النفاق» الاميركي

في هذا الوقت، وصفت مصادر سياسية بارزة كلام مساعدة وزير الخارجية الأميركي باربارا ليف بالامس، حول ضرورة نزع سلاح حزب الله، بانه شعارات فارغة، ومجرد نفاق اميركي يضاف الى نفاق المواقف حول غزة، فاتهامها حزب الله بانه يقود لبنان إلى وضع خطير، وان بلادها تتطلع إلى أن تحتكر الدولة اللبنانية السلاح ويكون حزب الله حزبا سياسيا، لا يتماشى مع الرسائل التي سبق وحملها معه المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين الى بيروت في جولاته المكوكية الثلاث، فهو كان واقعيا، ومتواضعا، في طروحته المنسجمة مع الواقع الميداني، حيث لم يات على ذكر ملف السلاح من قريب او بعيد، وهو حتى لم يذكر في زيارته الاخيرة نطاق الكيلومترات المقترحة من قبل واشنطن واسرائيل، لانسحاب مفترض لقوات «الرضوان» عن الحدود!

«بيع الاوهام»

ولهذا فان محاولة ليف بيع «الاوهام» يؤكد بان واشنطن غير جدية في وقف «جنون» رئيس حكومة الاحتلال بينيامين نتانياهو وجيشه الذي لا يزال يتلقى المساعدات العسكرية الاميركية ليل نهار، فيما تتطالب ليف «بسذاجة»  إيران بوقف تسليح حزب الله، وانصار الله. واذ لفتت الى ان لإدارتها قنوات تواصل مع إيران ودعتها لتفادي التصعيد، كشفت مصادر دبلوماسية، بان «الرسالة» الايرانية الاخيرة التي نقلت عبر الطرف العماني، كانت واضحة لجهة ان طهران لا تريد التصعيد، لكنها رفضت تقديم اي ضمانة حيال التطورات المستقبلية على كافة الجبهات المشتعلة، اذا استمر العدوان على غزة، وتوسع ليشمل رفح! وقالت للاميركيين عليكم تحمل المسؤولية.

حل متكامل لا ترتيبات!

وفي سياق متصل، اكد وزير الخارجية عبدالله بوحبيب خلال زيارته الرابطة المارونية امس تمسك لبنان بحل شامل وليس فقط بترتيبات امنية، وقال ان « في ما يتعلق بالقرار 1701، لبنان يطالب بحل متكامل لاستقرار الجنوب، والتطبيق الكامل لقرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701 ويشمل انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والجزء المحتل من بلدة الغجر، ودعم الجيش اللبناني، وزيادة عديده وعتاده كي يتمكن من تعزيز انتشاره في الجنوب.

   حرب دون «خطوط حمراء»

في هذا الوقت، وفيما اكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ان اي توسعة للحرب ستكون دون «خطوط حمراء» لدى المقاومة، «وسيكتشف العالم  عندها ان اسرائيل ليس في موقع تتمكن فيه من تحدي المقاومة»، شكك المحللون الاسرائيليون بعد خطاب السيد نصرالله في قدرة الجيش الاسرائيلي على «ردع» حزب الله واجباره على التراجع عن جبهة الدعم في الشمال، وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن وحود نقاط ضعف جوهرية، وقالت أن الجيش بحاجة الى تعزيزات للجنود الذين يقاتلون على الحدود مع لبنان، إضافة إلى توفير ملاجئ جماعية لعشرات الآلاف من الإسرائيليين.

خطر انقطاع الكهرباء

وذكرت قناة «كان» العبرية أن وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين عقد مناقشة طارئة تحضيراً لسيناريو إمكانية انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في إسرائيل في حال اندلاع حرب شاملة مع حزب الله، وسط «تقديرات بإمكان انقطاع التيار الكهربائي عن 60% من أنحاء البلاد لمدة لا تقل عن 24 - 48 ساعة»، مشيرة إلى أن «شركة الكهرباء زادت من احتياطاتها من الفحم والوقود البديل استعداداً لذلك، كما تواصل المسؤولون المختصون مع نظرائهم الأوكرانيين لأخذ دروس من التجربة الأوكرانية في الحرب مع روسيا.!

نصرالله يستخف باسرائيل

وتعليقا على كلام السيد نصرالله، رأى رئيس «المجلس الإقليمي» في الجليل الغربي، ورئيس «منتدى خط المواجهة»، موشيه دافيدوفيتش، ان نصر الله يستخف بحكومة «إسرائيل»، وقال «أن سبب استخفافه هو أنه يعرف ما يقول. وأكد دافيدوفيتش أن الإسرائيليين في الشمال منكسرون ومجهدون، مشيراً إلى أن السيد نصر الله يفهم ذلك ويمس هذه النقاط المؤلمة، مضيفاً « أنا أصدق  نصرالله الذي يعرف ما سيحصل وكيف سيحصل أكثر من حكومتي، وهذا مؤلم. وأكد دافيدوفيتش أنه كرئيس سلطة محلية لم يحصل على إجابات على الإطلاق، من حكومة مفترض أن تقدم إجابات في مواضيع التعليم والمجتمع والسكان والصحة النفسية. وانتقد دافيدوفيتش غياب الخطط، مذكراً بأنّ سكان مستوطنات الشمال مر عليهم خمسة أشهر ونصف وهم خارج منازلهم، ولا يعرفون إلى أي مدرسة سيرسلون أبناءهم، ولا يعرفون شيئاً بخصوص أعمالهم التي توقفت، ولا بخصوص المؤسسات الصحية.

تكلفة باهظة للحرب

من جهته، اكد العقيد (احتياط) في جيش الاحتلال الإسرائيلي، رونين كوهين، إن إسرائيل قادرة على شن حرب في الجبهة الشمالية لكن التكلفة ستكون باهظة للغاية، وقال: لست متأكداً من أن القيادة العليا مستعدة لشن حرب في الشمال، ولست متأكداً من أننا في وضع القدرة الحقيقية على التعامل مع مثل هذه الحرب، نحن قادرون ولكن التكلفة ستكون باهظة للغاية. أضاف» بالطبع الأميركيون هم آخر من يريد الحرب في الشمال، ونحن نعتمد عليهم من حيث التسليح، والقيادة العليا تفضل التوصل إلى اتفاق».

حكومة «الجنون»

من جهتها سخرت صحيفة «هآرتس» مما اسمته تغريدة وزير الأمن القومي في حكومة الجنون الحالية ايتامار بن غفير، وطلبه طلباً استفزازياً من وزير الدفاع يوآف غالانت، بشن حرب شاملة ضد حزب الله فوراً. وقالت،»هذه الأقوال كتبت وكأنه ليس للوزراء مسؤولية جماعية عن سياسة الحكومة، وكأن القرار النهائي في يد وزير الدفاع وليس في يد رئيس الحكومة»؟!

  «ايام قتال» عنيفة؟

ولفتت الى انه كما في الجنوب، لا يوجد انجازات في الشمال كافية لتهدئة الجمهور الإسرائيلي. واذا كانت إسرائيل تأمل إصلاح الانطباع، بواسطة تصعيد لعدة «أيام قتال» عنيفة، يتم فيها زيادة الهجمات وزيادة نطاق الأهداف التي يتم قصفها. لكن لا تأكيد على أن هذه العملية ستحقق الهدف منها وستجبر حزب الله على التراجع. في الوقت نفسه، تزداد احتمالية أن هذه الأمور قد تخرج عن السيطرة، إلى درجة الوصول إلى مواجهة شاملة؟!

«الروليت الروسية»؟!

وتعليقاً على ما تشهده مستوطنات الجليل من قصف من جانب حزب الله، قال رئيس مستوطنة «مرغليوت» إيتان دافيدي «أننا نعيش نوعًا ما في لعبة روليت روسية.. لا يجب أن تكون هذه هي المعادلة التي بإمكان إسرائيل أن تحيا بها.. هذا يذكّرني بنفسي قبل 8 سنوات أو 10 سنوات أو 15 سنة، عندما قلتُ إننا هنا ونتمسك بالأرض، لن نغادر وسنزرع حتى آخر سنتيمتر، ولكن للأسف لم نعد في هذا المكان».

الخيارات الصعبة!

وأضاف دافيدي نعلم أنه لدينا قتال في الجنوب، ونعلم أن جبهتيْن أمر صعب، لكن علينا أن نزيل هذا التهديد، الذي يسمى حزب الله، عن مستوطنات السياج، لكننا نعلم ايضا، أن هذا الأمر لن يكون سهلًا، نحن لسنا مغفلين، وغير منفصلين عن الواقع، نحن نعلم، لكن ليس لدينا خيار وإلا لن نتمكن من إعادة هذه المنطقة إلى هذه الأرض.

الاثمان باهظة في الشمال!

بدوره راى محلل الشؤون العسكرية أمير بوحبوط بان الاثمان في الشمال باهظة، وقال هذه «الأثمان تتجلى في الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا أو أصيبوا، وكذلك في تشويش نسيج الحياة والضرر الاقتصادي وتدمير البنى التحتية المدنية والعسكرية والأمنية.

  كيف ينتهي «الكابوس»؟

 من جهتها، وصفت وسائل إعلام إسرائيلية الحالة التي يعيشها سكان المستوطنات الشمالية، بالقول إنهم «منهكون ويدفعون أثماناً باهظة من جراء القتال مع حزب الله. ووفق ما نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، فإن المستوطنين في الشمال «مكتئبون»، ويطرحون تساؤلاً: «ماذا نفعل لإنهاء كابوس صواريخ حزب الله. ووفقا للصحيفة، منذ تشرين الأول، انهار مجتمع الشمال، وأُغلقت وظائف عديدة، وتشتت السكان النازحون إلى مستوطنات متفرقة. وقال أحد المستوطنين للصحيفة، إنّه يجب أن يخرج أحد من قيادة إسرائيل ويتحدث للسكان، متابعاً أن الحكومة نسيت سكان مستوطنات الشمال، واعتادت على عيشهم تحت الحرب. وأضاف أنّ «الشعور بالعجز يرافق جميع سكان مستوطنات الجليل، الذين لم يتخيلوا أبداً أن هذا الواقع سيستمر أكثر من خمسة أشهر.

 انهيار السياحة الاسرائيلية

من جهتها، تحدثت القناة «12» الإسرائيلية عن انهيار في قطاع السياحة في المنطقة الشمالية الحدودية مع لبنان قُبيل «عيد الفصح» اليهودي. وقالت إنه «مع اقتراب عيد الفصح كان يُفترض أن تكون هذه فترة الذروة في السياحة في إسرائيل بشكل خاص في الشمال، لا سيّما بعد شتاء كهذا، ولكن كلّما اقتربنا من العيد وابتعدنا عن اتفاقات مع حزب الله، يبدو أنّ أصحاب الغُرف المفروشة للإيجار والفنادق يُدركون أنّه في هذا الموسم الخصب سيبقون مُغلقين. وأشارت إلى أنه «بسبب الوضع الأمنيّ في الشمال، اضطُرّت فنادق إلى إغلاق أبوابها لأنّ أغلبيّة الإسرائيليّين لا يأتون ولا نيّة لديهم للمجيء، في ظل وجود الدبابات والآليات المُصفّحة، وجنود الجيش في محيط الفندق»، واصفة الوضع بأنه «شعور مُخيف.

منطقة «اشباح»؟

 ويخلص التقرير في الختام إلى أنّ «السياحة في الشمال غير موجودة تقريباً حالياً، حيث أنّ أماكن عديدة تحوّلت إلى مناطق أشباح، إضافةً إلى ضائقة السكّان وأصحاب الأعمال الآخذة في الاشتداد، خصوصاً وأنّه حتى الآن من غير المعلوم متى وكيف سيتمكّنون من العودة إلى نشاطهم، بعد ان تحول الشمال الى احدى اكثر المناطق خطورة في اسرائيل اذ لحق ضرر هائل اصاب نحو 500 منزل وبنى تحتية مختلفة.

الوضع الميداني

ميدانيا، تجددت الغارات الإسرائيلية، واستهدف الطيران الحربي برعشيت في القطاع الغربي، وثلاث غارات على بلدة كونين، إضافة إلى غارة على أحد المنازل في الناقورة، واخرى على يارون ووادي حامول.بالتوازي مع خرق جدار الصوت فوق مدينة صيدا وقصف مدفعي على أطراف طيرحرفا عين الزرقا. وعثر على صاروخ إسرائيلي سقط ليلاً في محيط مجمع الإمام الرضا في بلدة ميس الجبل ولم ينفجر.

في المقابل، اطلقت المقاومة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في إصبع الجليل، سبقه دوي صفارات الإنذار في بلدة كفار بلوم في إصبع الجليل. وأعلن حزب الله عن استهداف موقعي السماقة ورويسات العلم في تلال كفرشوبا وعن مهاجمة مجموعة من جنود الاحتلال في موقع المالكية بالقذائف المدفعية وإيقاع إصابات في صفوفهم.

حرب الغاز؟

في هذا الوقت، ينبأ الاكتشاف الجديد للغاز في حقل «كاريش»، بان ملف استخراج  الغاز المعلق من «حقل قانا» سيعود الى الواجهة من جديد في توقيت قد يكون مرتبطا بتطور الوضع الميداني والعسكري على الجبهة الجنوبية. ووفقا لمصادر مطلعة، فان إعلان شركة إنرجيان اليونانية - الإسرائيلية عن اكتشاف ثانٍ في حقل «كاريش» المتاخم للمياه اللبنانية، يكشف بوضوح عملية الغش الموصوفة التي مارستها شركة توتل الفرنسية على لبنان، وتؤكد ان اعلانها عدم وجود غاز تجاري في حقل «قانا»، جزء من الضغط الاقتصادي-السياسي على لبنان لانه لم يعد بالامكان «بلع» وجود موارد في كامل قاع بحر شرق المتوسط، الا قبالة سواحل لبنان، ولذلك، لن يطول الامر حتى يعود هذا الملف الى الواجهة، حيث من غير المستبعد ان تعود الى الواجهة معادلة «لا غاز في كاريش دون الغاز في قانا»! وهو امر سيطرح بجدية كبيرة مع هوكشتاين عند عودته المقبلة الى لبنان.

«حرق اسماء» رئاسية

على خط الاستحقاق الرئاسي، تحرك جديد للجنة الخماسية في الأفق التي ستعاود زيارتها إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري الأسبوع المقبل ثم تزور البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي فالرئيس السابق ميشال عون ثم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وحزب الكتائب، والحزب التقدمي الاشتراكي. ووفقا لصادر سياسية بارزة، فان كل الأنباء  التي تتحدث عن محاولات لتسويق الخيار الثالث، ستواجه بكلام مشابه من «الثنائي» حول عدم القبول باي شروط مسبقة،وتمسك بمرشهم الرئاسي، اما عن طرح اسم سفير لبنان السابق في الفاتيكان العميد جورج خوري، الذي كان مديراً للمخابرات في الجيش، فليس الا مزيدا من حرق الاسماء، وتضييع للوقت «وملء لفراغ» الحالي، بانتظار تبلور المشهد العسكري في غزة والجنوب.