اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

منذ عام 1943 وحتى عام 1989 اي منذ ذكرى الميثاق الوطني عند اعلان الاستقلال وذكرى اقرار اتفاق الطائف في المملكة العربية السعودية، مرّ لبنان بازمات دستورية كبيرة منها باردة ومنها ساخنة، عندما نتحدث عن السخونة نقول انها كانت ملتصقة بالحروب والدم وسقوط عشرات الالاف من اللبنانيين شهداء وجرحى.

بعد اتفاق الطائف ارتاح لبنان الى حد ما دستوريا واصبحت السلطة التشريعية اوضح والسلطة التنفيذية عملها اوضح كذلك موقع رئاسة الجمهورية بات فعالا في مجالات معينة وان تم سحب بعض صلاحياته، الا ان رئيس الجمهورية يبقى بهيبته وعمله قويا جدا برغم سحب بعض المواد الدستورية من صلاحياته.

اليوم نحن امام القوة المضافة للبنان والمقصود بالقوة المضافة هي قوة حزب الله، ووفق تقارير اجنبية خاصة مركز الدراسات العسكري البريطاني، فان الميزانية العسكرية للقوى المسلحة كلها في لبنان وخاصة مقاومة حزب الله تقدر بـ 50 مليار دولار من جيش لبناني وقوى امن داخلي واجهزة امنية وقوات حزب الله واسلحته الصاروخية وما يملكه من اسلحة اخرى اضافة الى عناصر بشرية تقدر بما فوق 100 الف مقاتل، وليس من السهل ان تتمكن دولة مثل لبنان من امتلاك قوة عسكرية ميزانيتها 50 مليار دولار دون ان تكون محددة بشكل واضح ودقيق.

السؤال هو هل قوة حزب الله هي قوة مضافة لقوة لبنان ام قوة حزب الله هي معطلة للاستثمار الاقتصادي في لبنان؟ والجواب ان الدول الكبرى القوية بالاستثمار والاقتصاد والمال تمتلك كلها قوى عسكرية هامة لتحمي نفسها ولا شيء يمنع ان تكون هذه القوة العسكرية الكبرى اللبنانية على مختلف اوجهها قوة تحمي اقتصاد لبنان بكل نواحيه المالية والزراعية والصناعية والتكنولوجية والسياحية.

لكن لا شك انه يجب ان يخفف حزب الله من مظاهره الداخلية على الساحة اللبنانية ويعطي صورة لمناظر من قرى لبنانية سياحية او لمواطنين لبنانيين من كل الطوائف اشتركوا فيما بينهم وهكذا يكون حزب الله هو الحزب الرابح بهذا الموقف.

منذ 76 سنة اصيبت المنطقة بنكبة واحتل الصهيونيون فلسطين بدعم بريطاني وجيش الارهابيين من هاغانا وغيرها وطردوا الشعب الفلسطيني من ارضه وحصلت جريمة بحق شعب كامل عندما تمت ازاحته من ارضه واحتلال قراه وبلداته ومدنه، ولم يتحرك العالم ابدا تجاه هذه الجريمة كما لا يتحرك حاليا ازاء الجريمة الكبرى عندما نرى ان المجرزة الاسرائيلية الصهيونية وصلت الى 73 الف شهيد والى 72 الف جريح عدا عن المفقودين نتيجة القتال الدائر بين الجيش الصهيوني وحركة المقاومة وخاصة كتائب القسام.

في لبنان هناك انقسام بشأن قوة حزب الله وهذه القوة هي قوة ايجابية جدا لكن المطلوب ان يكون هنالك سياسة دفاعية لبنانية تحدد كيفية توزيع القوى والدور الذي تقوم به كل القوى التي قررت الدفاع عن لبنان، وبالتالي من اجل اقامة سياسة دفاعية يجب اجراء حوار جدي قبل اجراء حوار بشأن رئيس الجمهورية وانتخابه سواء في حوار قبل الجلسات المتتالية او عبر جلسات متتالية لا قيمة لها.

من واجب الشعب اللبناني ان لا يطرح قوة حزب الله كنقطة خلاف لان ذلك يبعد وحدة الشعب اللبناني بل عليه دعم حزب الله في قتاله ضد اسرائيل الدولة الحاقدة القاتلة، وامس سمعنا مرجعا دينيا صهيونيا كبيرا يقول اقتلوا الاطفال الفلسطينيين لانهم في المستقبل مشاريع مقاتلين سيقتلون شبابنا الصهيونيين كما قال اقتلوا النساء لان النساء هم مصنع الارهاب ومنهم تتوالد اجيال تلو اجيال من العرب ولم يقل من الفلسطينيين وهذه الاجيال قال المرجع الصهيوني ستنتقم من شبابنا.

وباية لهجة يمكن مقارعة هذا الكلام الحاقد سوى ان يقوم حزب الله بمؤازرة واسناد غزة وهو عمل وطني قومي ضروري، ومنذ متى كان لبنان قادرا على شل شمال فلسطين المحتلة كلها وتهجير اكثر من 200 الف مستوطن صهيوني من شمال فلسطين المحتلة والقيام يوميا باكثر من 10 عمليات قصف صواريخ البركان وصواريخ الكاتيوشا والصواريخ المضادة للدروع ضد المراكز الصهيونية على الحدود الجنوبية الشمالية مع فلسطين المحتلة.

وقد حاول الفاتيكان وهو الذي يحمل رسالة السيد المسيح عليه السلام ان يتدخل قائلا: يجب ان تلتزموا رسالة السيد يسوع المسيح عندما قال احبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم وقامت وسائل اعلام صهيونية اعلامية بمهاجمة الفاتيكان حتى اضطر الى اعلان الصمت.

اما الشعوب الاسلامية حتى المحيطة بفلسطين المحتلة وتحت الضغط الاميركي وتحت الضغط الصهيوني فهي لا تتحرك ابدا لتنصر اخوتها في فلسطين المحتلة، واذ بنا امام عالم يشهد مجزرة صهيونية لم يحصل مثيل لها في تاريخ البشرية لان الذي يحصل هو في منطقة محددة وصغيرة اما في الحرب العالمية الاولى والثانية فكانت تحصل في ملايين الكيلومترات اما اليوم فقطاع غزة مساحته 360 كيلومترا مربعا والمجازر تجري فيه.

هذه الاعمال التي تقوم بها الصهيونية هي جرائم حرب جرائم ابادة جماعية حرب تجويع حرب منع الادوية وحرب تدمير المستشفيات وحرب منع معالجة الجرحى كي يموتوا شهداء، فكيف نسكت في لبنان ولا نقوم بواجبنا القومي والوطني لنقول للعدو الاسرائيلي اننا اقوياء لا بل اننا اقوياء اكثر منه باستثناء قصف الطائرات الحربية، لكن على المستوى البري فان مقاومة حزب الله قادرة على مقارعة القوات البرية الاسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة وهذه القوة المضادة من حزب الله اذا تم احكام تنظيمها ضمن سياسة دفاعية تشمل وفاقا وطنيا حقيقيا، فان لبنان يمكن ان ينهض اقتصاديا واستثماريا وماليا ومن كل النواحي لان هنالك قوة قادرة على حمايته بعدما كانت اسرائيل تستبيح لبنان واقتصاده واراضيه وكل بنيته التحتية من المطار الى كل الاماكن التي كانت تقوم بقصفها دون اي رادع.

لاول مرة يجري الحديث عن دولة فلسطينية مستقلة وهذا ناتج عن صمود المقاومة وقتالها البطولي ولاول مرة يجري الحديث عن دولة فلسطينية مستقلة لان مقاومة حزب الله في جنوب لبنان على حدود فلسطين المحتلة هي مقاومة بطولية رادعة تدمر كل يوم مراكز للجيش الاسرائيلي ندا للند.

لذلك يجب حصول اجماع وطني على دعم القوة المضافة للبنان وعلى السعي لسياسة دفاعية واحدة يتم الاتفاق عليها على اساس وحدة وطنية.

الأكثر قراءة

«حبس انفاس» بانتظار نتائج الانتخابات الأميركيّة والردّ الإيراني صمود المقاومة براً يضع حكومة العدو أمام خيارات «أحلاها مرّ» قائد الجيش «مُستاء» ويكشف معطيات عن الإنزال: تعرّضنا للتشويش