اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في مثل هذا التاريخ منذ اقل من 8 عقود ومن "خرم الابرة"، رسم مقاوم مسيحي "معادلة الردع الاولى" مع العدو في مدينة القدس، انطون جميل سليم سائق القنصل الاميركي العام في القدس. حيث كان القنصل الاميركي يتردد دائما الى دار الوكالة اليهودية للاتصال بالمسؤولين فيها. وفي 11 آذار 1948 جهز سيارة القنصل بالمتفجرات ودخل بها دار الوكالة اليهودية في القدس، لتنفجر وتدمر القسم الشمالي ويتصدع المبنى وتحترق معظم الملفات والسجلات، هذا ودمر الانفجار مبنى صحيفة " جيروزالم بوست".

تستمر المجازر الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني وتستمر المناورات على اكثر من جبهة، فالتفاوض عبر منصة قطر عاد ليحتل مساحة في المشهد في ظل تفويض تام من محور المقاومة في المنطقة لحركة حماس.

فقد كشف نداف إيال في يديعوت احرونوت خطة اعدتها الاجهزة الامنية الاسرائيلية، ويشرف على الخطة رئيس المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج، وتتضمن تشكيل قوة من 7000 عنصر من حركة فتح، يتم تدريبهم في الاردن بموافقة "اسرائيل"، وهذه القوة الفلسطينية تكون بقيادة الجنرال الاميركي "مايك بنزل" وهي غير تابعة للسلطة الفلسطينية وليست جزءأً من الاجهزة الامنية الفلسطينية. وفي تكامل لهذا التوجه، كشف موقع انتلجنس اونلاين، ان الامارات العربية المتحدة قامت بتكليف ضابط سابق في القوات الخاصة الفرنسية بتدريب حوالى 5000 وهم جزء من وحدة نخبة جديدة اجنبية تعمل لصالح الامارات العربية " فيلق النخبة الاماراتي" تخطط لنشره في اليمن والصومال.

اما في المقابل، تستمر المقاومة على امتداد جغرافية "شرق المتوسط " وصولاً البحر الاحمر بتثبيت معادلات جديدة تترافق وتنافس مصري – قطري للخروج بتسوية عنوانها "هدنة" مضمونها "مكاسب استثمارية".

في لبنان، وزير الخارجية عبدالله بوحبيب وفريق الخارجية اللبنانية جهز ملف "المفاوضات غير المباشرة" مع الجانب الاسرائيلي، اوراق ذات طابع قانوني وديبلوماسي على مذكرات ورسائل موفدين دوليين، حضروا الى لبنان لضمان "امن اسرائيل".

بين اقتراح العودة الى استئناف التفاوض الثلاثي في نقطة الناقورة الحدودية واستمرار المواجهات بالنقطة بين المقاومة في لبنان والجانب الاسرائيلي، حيث تقضي الالية بوقف الانتهاكات الاسرائيلية للبر والبحر والاجواء اللبنانية كشرط مسبق للعودة للتفاوض حول نقاط عالقة في القرار 1701 واليات تطبيقه.

من "خرم الابرة"، المقاومة في لبنان تحقق معادلة "ردع" مع العدو الاسرائيلي على الجبهة الجنوبية، في وقت يعمل نتنياهو الى المناورة وعدم الالتزام بربط "التهدئة في غزة" بأي تسوية على "الجبهة الشمالية"، لذلك رؤية "خرم الابرة" التي تعمل عليه المقاومة بحاجة الى ضمانات دولية وتعهدات بعيدة المدى وهذا ما قد يحتاج الى اشهر طويلة لتنفيذه، وربما الى جدية اميركية.

جدية اميركية، بجسر جوي عسكري وامداد بالقذائف والصواريخ الدقيقة، جدية اميركية في القاء المساعدات جواً مقابل حصار بري واقفال كامل للمعابر ومجاعة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، جدية اميركية في تتناقض تصريحات اميركية بين السماح بعملية "رفح" و"بعد استعراضي انساني"..

وهكذا، جاء كلام المتحدث بإسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض حيث اشار الى "تفاؤل حذر" وشعور ان محادثات الهدنة تسير في الاتجاه الصحيح. فالمقترح الذي سلمته حركة حماس لوسطاء في مصر وقطر يتضمن مراحل 3، وقد كشف يارون ابراهام في القناة 12 الاسرائيلية تفاصيله.

بالتزامن مع "مقترح المقاومة"، لبنان الرسمي سلم "مقترح الاجابة" للجانب الفرنسي، فتم تفعيل عمل اللجنة الخماسية في لبنان والتي ستلتقي برئيس مجلس النواب اللبناني اولاً، لكن هذا المسار تنقل مصادر انه لن يستمر في ظل 3 مؤشرات تحكمه:

- مكتب نتنياهو اعتبر موقف حماس الجديد يستند الى "مطالب غير واقعية".

- رأي جهاز الشاباك الذي يعتبر رد حماس يهدف لكسب المزيد من الوقت لجر "اسرائيل" الى المفاوضات.

- موافقة نتنياهو على خطط "عملية رفح".

في المقابل، تتحضر المقاومة في المنطقة للانتقال الى المرحلة الثانية من المواجهة وفق المؤشرات التالية:

- العراق واليمن اعلنوا الانتقال الى المرحلة الثانية من الاستهداف وحصار "الكيان" المطارات والمرافئ ، وتحضيرات لاستهداف مصالح حيوية في المنطقة.

- الجولان دخل معركة التحرير، كما مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

- تم تفعيل الدفاع الجوي وارتفع استخدام المسيرات في وقت تستعد المقاومة لتدمير منظومات الدفاع الجوي الاسرائيلية حتى عمق 20 كلم، وقد اشار عضو كنيست سابق " ليس هناك قبة حديدية للدفاع عن سكان الشمال والوسط".

خلاصة المشهد، استعدادات لتوسيع المعارك في مقابل كلام رافيف دروكير "صفقة قاسية لكننا مجبرون على فعلها"... لقد اصبح مؤكداً ان الجمهور الاسرائيلي محبط من كذب مسؤوليه.

                                                                  باحث في الشؤون الامنية

الأكثر قراءة

نتائج زيارة هوكشتاين لاسرائيل: تقدم وايجابية ومجازر وتدمير؟! نتانياهو يراهن على الوقت لفرض هدنة مؤقتة مرفوضة لبنانيا الجيش الاسرائيلي منهك... ولا بحث بتجريد المقاومة من سلاحها