اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بعد الضجة التي أثارها تصريح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بشأن عدم استبعاد إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا، كشفت الاستخبارات الخارجية الروسية عن حصولها على معلومات تؤكد إعداد فرنسا قوة عسكرية من ألفي عنصر لإرسالها إلى أوكرانيا، في وقت أكد فيه الرئيس فلاديمير بوتين أن جميع محاولات مجموعات كييف التخريبية ومرتزقتها وغيرهم من الخونة الحثالة لاختراق حدود روسيا باءت بالفشل، وأنه تم تعزيز حرس الحدود وتزويده بأسلحة متطورة.

فقد قال بوتين خلال اجتماعه مع أعضاء مجلس الأمن الروس « جميع محاولات اقتحام حدودنا من قبل المجموعات التخريبية والإرهابية من وحدات العدو والمرتزقة الأجانب والحثالة الذين يستخدمونهم بنشاط باءت بالفشل». وأشاد بوتين بما تم تحقيقه لتعزيز حدود البلاد، ولا سيما تلك المحاذية لمنطقة العملية العسكرية الخاصة.

وشكر بوتين أفراد جهاز الأمن الفدرالي على مفاءتهم العالية وشجاعتهم، وقال: «لقد وفروا الأمن في المواقف الصعبة وعملوا على تغطية حدود البلاد، وحققوا نتائج جديدة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف. أود أن أشكر أفراد جهاز الأمن الفدرالي على الاحترافية والشجاعة، وما فعلوه من أجل وطننا خلال هذه الفترة الصعبة». وحثّ بوتين الأمن الفيدرالي على مواصلة ملاحقة الخونة والقصاص منهم فردا فردا، دون إسقاط العقوبات عنهم بالتقادم.

من جهته اعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف أن تصريحات الغرب حول روسيا تدهش بتناقضاتها، مؤكدا أن أسباب ذلك قد تعود إلى غباء أصحابها، أو صفاقتهم. وكتب مدفيديف على «تلغرام» اليوم: «تصريحات البلهاء الغربيين تدهش بتناقضاتها، ففي كل تصريح جديد تناقض جديد. لا يمكن تفسير السبب... ربما يكون نابعا عن عدم نضوج طفولي، أو غباء مستفحل أو صفاقة شديدة».

وذكر مدفيديف تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يهدد بإنزال قوات فرنسية في القرم الروسية، وفي الوقت ذاته تعهد بالرد فورا على فلاديمير بوتين إذا اتصل به، وقال: «ماكرون شجاع ورزين». وأشار مدفيديف إلى تصريحات برلين حول أن السلطات الألمانية لن «تعتبر فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا بعد الآن لكنها ستتفاوض معه»، وكذلك تصريحات المسؤولين الأميركيين الذين يعترفون بصراحة بإدارة حرب هجينة ضد روسيا، ويعلنون في الوقت نفسه استعدادهم لاستئناف الحوار معها حول الأسلحة الهجومية الاستراتيجية النووية.

في غضون ذلك، صرّح مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، أن لدى روسيا معلومات تفيد بأن فرنسا تقوم بإعداد وحدة عسكرية لإرسالها إلى أوكرانيا. ورأى ناريشكين أنّ القيادة الحالية في فرنسا لا تهتمّ بوفاة الفرنسيين العاديين، ولا بمخاوف الجنرالات، مضيفاً أنه في المرحلة الأولى ستضمّ الفرقة نحو ألفي عنصر.

من جهتها، أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، أن روما ترى أن إرسال قوات من الناتو إلى أوكرانيا سيؤدي إلى التصعيد، وأكدت أنه لا يمكن السماح بمثل هذا التطور للوضع. وقالت ميلوني في تصريح صحفي قبيل قمة الاتحاد الأوروبي: «في ما يتعلق بالمقترح الفرنسي بشأن التدخل المباشر المحتمل (في أوكرانيا)، فإن موقفنا واضح وسأكرره هنا: نحن لا نؤيد هذه الفرضية التي تؤدي إلى تصعيد يجب تجنبه بأي ثمن». كما أعربت ميلوني عن أملها في أن يشارك البرلمان هذا الموقف.

وفي وقت سابق قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إن الناتو لا ينبغي أن يرسل قوات إلى أوكرانيا، لأن هذا يهدد بحرب عالمية ثالثة.وأوضح أنه لا ينبغي على الناتو أن يدخل في في أوكرانيا، معربا عن أمله في «ألا يذهب أي طرف للقتال»، موضحا أنه «في حال الدخول في حرب مع روسيا، هناك خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة».

وكان أكد متحدث الكرملين دميتري بيسكوف أن محاولات «الناتو» لتوسيع وجوده في القوقاز واضحة للعيان، ولن تضيف أي استقرار في المنطقة. وقال بيسكوف في تصريحات صحفية: «التطلعات العامة لحلف شمال الأطلسي لتعزيز وجوده في القوقاز معروفة لنا جيدا، وواضحة للعيان ومن المستبعد أن تنجح محاولات «الناتو» لتوسيع نفوذه ووجوده بطريقة أو بأخرى بتعزيز الاستقرار في القوقاز».

وأضاف: «نراقب عن كثب، لكننا نعتزم التركيز بشكل أساسي على علاقاتنا الثنائية وأدوات التعاون بين بلادنا ودول المنطقة».

ويزور ينس ستولتنبيرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي يريفان بعد زيارته لجورجيا، وقبلها أذربيجان الأحد الماضي. 

الأكثر قراءة

ضغوط قصوى على «إسرائيل» لمنعها من اجتياح رفح عون في قطر لإعادة تحريك المساعدة الشهريّة للجيش الأمن العام يستنفر بمواجهة السوريين المخالفين