اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


الاتحاد الاوروبي بين الصدمة والخوف عبر عن الهجوم الارهابي في ضواحي مدينة موسكو، عاصمة روسيا الاتحادية. حيث وصل عدد الضحايا الى اكثر من 150 بينهم العشرات من الاطفال والنساء.

هجوم جاء بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الروسية بأيام وتقدم بدأت الوحدات الروسية تحققه في اكثر من محور في شرق اوكرانيا والذي ترافقمع اختراق كبير للدفاعات الجوية الاميركية "باتريوت" حيث تم تدمير اكثر من 3 بطاريات هي الاكثر تقدماً تكنولوجيا في اكثر من منطقة، وختمه كلام الرئيس الفرنسي بتهديد مباشر لروسيا.

الاكيد ان 3 مسارات جهزت للعمل الارهابي في موسكو... من انقلاب بريغوزين وقيادته لمجموعة "فاغنر" الى ردود فعل ترافقت مع موت نافالني في سجنه في سيبيريا، وصولاً الى تهديد اسرائيلي مباشر لسياسة الرئيس بوتين في شرق المتوسط، والاهم استضافت روسيا لمصالحة فلسطينية - فلسطينية.

امام المسارات الثلاثة يبرز خطوات عملية اتخذتها روسيا الاتحادية في شرق المتوسط، كما في توازنات المرحلة التالية في اوكرانيا. والواضح ان تبني تنظيم داعش للعملية وعبر تطبيق الانستغرام له دلالات وتأكيدات ان الصراع في شرق المتوسط والخليج هو احد الاسباب المباشرة للهجوم، كما ان الصراع على توازنات الطاقة، من مصادرها وتحديداً الغاز وصولاً الى الممرات البحرية وخطوط الامداد وصولاً الى شبكات النقل هي المستهدفة في العمل "الاستخباري" والذي استهدف الامن القومي الروسي، في رسالة "امنية" للرئيس فلاديمير بوتين مفادها " ننقل المعركة الى عقر الدار".

هي "حرب بديلة" لحرب"الجبهات الخاسرة" افتتحتها جهات دولية غربية في اطار "حرب استنزاف" في محاولة "حوار بالدم" لتأخير اي انجاز لموسكو في اوكرانيا اولا، وفي البلقان ثانياً حيث التوجهات لتوسع الحرب بين ارمينيا واذربيجان وثالثاً، في ظل تحولات بدأت طلائعها تظهر في تعليق انضمام السعودية الى مجموعة البريكس وصولاً الى تبدل في مواقف تركيا الاطلسية من معظم القضايا، من اوكرانيا والقوقاز الى البلقان وشرق المتوسط والخليج، هي اربعة مسارح تؤشر الى تقاطع اطلسي فيها، لحصار روسيا في الداخل ولعدم السماح لها التوسع الى البحار للمنافسة ، وبالتالي هي حرب اطلسية على روسيا لاضعاف اي مستقبل للصين في اسواق الطاقة والممرات البحرية وحركة التجارة العالمية.

ان يتزامن هجوم "كروكوس" وفشل التصويت في مجلس الامن الدولي امام قرار مشبوه تقدمت به الولايات المتحدة واعترضت عليه كل من روسيا والصين. بين تقاطع المصالح التركية والاسرائيلية والبريطانية، سترتفع وتيرة المواجهة مع روسيا. واذا كان 4 مسلحين يمثلون بالشكل التيارات الاسلامية المتطرفة بمضمون "النازيون الجدد" والذين نفذوا في مجمعات واماكن عامة اوروبية هجمات مماثلة، بخلفية اطلاق النار المباشر على المدنيين وتفجير المباني واحراقها بشكل استعراضي وفق اسلوب سينمائي اصبحت بصماته معروفة ويشكل تحدياً لرؤية الامن القومي الروسية، في شرق المتوسط وتحديداً في شمال سوريا حيث تشكل مجموعات مهاجري آسيا الوسطى وامتداداتهم في تركيا، التحدي الاول لروسيا في شرق المتوسط وفي سورية تحديداً.

واذا كان لقائد كتيبة الامام البخاري، صلاح الدين الاوزبكي علاقة بالهجوم، او لمقاتلي "ولاية خراسان " الموجودين في سوريا والمبايعين لتنظيم "داعش" وقد درجت العادة ان يتم تجنيد عناصر اسلامية تكون الغطاء لاجهزة مخابرات غربية او اسرائيلية لتنفيذ اجندات سياسية واقتصادية، فان الهجوم في موسكو اعطى الضؤ الاخضر للرئيس بوتين للسنوات المقبلة لحسم امور عالقة.

هو "توقيت مريب"، وقد جاء الهجوم الارهابي عقب فوز الرئيس فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية، من"هجوم مسرح موسكو" في العام 2002 حيث احتجز "شيشانيون متطرفون" رهائن في المسرح وكان المهاجمون يحملون احزمة ناسفة. وبعد 22 عاماً يستهدف مسرح ومجمع تجاري في اسلوب العمليات الخاصة حيث لم يتم احتجاز رهائن ولا وجود لاحزمة ناسفة انما اطلاق نار مباشر على الابرياء بمشهد شبيه لوحدة خاصة متخصصة في الاقتحام والاشتباك والانسحاب، هي رسالة الى الرئيس بوتين وصلت بالدم، والرد عليها بالدم آتِ...

                                                                باحث في الشؤون الامنية 

الأكثر قراءة

نتائج زيارة هوكشتاين لاسرائيل: تقدم وايجابية ومجازر وتدمير؟! نتانياهو يراهن على الوقت لفرض هدنة مؤقتة مرفوضة لبنانيا الجيش الاسرائيلي منهك... ولا بحث بتجريد المقاومة من سلاحها