اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


الأم هي ربيع الحياة الذي ينبض بالحب والحنان. من شفتيها عرفتُ الحنان، وفي عينيها قرأت العطاء. وعلى شاطئها عرفتُ الراحة والاطمئنان، وشعرت بالهدوء والسلوان، هي صانعة تاريخها فلنقف أمام مودتها اجلالا وتقديراً. من هي صاحبة فكرة عيد الأم؟

انها أنّا جارفس وكانت تسكن قرية صغيرة في أميركا. كانت فتاة فقيرة الا ان قلبها غني بالحب والعاطفة. قالت يوماً لجيرانها "سأقيم عيدا لأمي"، ومن يريد ان يشاركني فليحمل قرنفلة بيضاء وليسرّ معي وكانت المفاجأة ان رأت كل اهل قريتها، صغيرهم وكبيرهم، يأتي حاملا قرنفلة. واذا بهذه القرنفلات تعم كل العالم سنة بعد سنة واخذت الفكرة تمتد من قرية الى قرية ومن بلد الى بلد. في البداية، استجيب لطلب السيدة جارفس رسمياً في ولاية بنسلفانيا الاميركية حيث كانت تقيم، ثم أعلن الرئيس ولسون سنة 1914 تكريس العيد رسميا في جميع أنحاء الولايات المتحدة الاميركية وسئلت رئيسة الهيئة الوطنية للطفل اللبناني الدكتورة نور سلمان حول من هي صاحبة الفكرة في لبنان؟ فأجابت: انتقلت الفكرة من ولاية بنسلفانيا الاميركية الى مصر، ودوّنها في جريدة أخبار اليوم الصحافي علي أمين وأرسل وفداً من مصر الى لبنان، وكان في استقبالهم آنذاك السيدات نازل العابد، نجيبة الخطيب، زاهية سلمان وليندا مطر. ثم اقرت الجامعة عام 1960 بأن 21 آذار هو عيد الأم و22 آذار عيد الطفل. ثم تبنت القرار لجنة الأمهات في لبنان بأن اللجنة تتضمن عشرة فروع في كافة المناطق اللبنانية. ومضات سريعة: وقد غابت والدتي في ذكرى الاستقلال في الثاني والعشرين من تشرين الثاني 1995، مأسوفاً على صباها ورصانتها وحبها الفياض، أقسى غربة هي غياب الام، وكلما خلوت الى ذاتي، أحس ان أمي هي أعمق فيّ من ذاتي. بعدك يا امي ساراك في كل أم، سأحب جميع الأمهات، سأذرف دموعاً مُرة على كل أم ترحل. أمي في حضورك وغيابك أنت ملاكي الساهر عليّ وملازمي في منامي ويقظتي، انه ظل الله فيّ وأنت في متناول العين والروح. رباه صن أمي في غيابها، يقول جبران خليل جبران: انما من فقد أمه فقد صدراً يسند اليه رأسه ويداً تباركه وعينا تحرسه.

في عيدك أجمل تحية وباقة ورد ملوّنة الى جميع أمهات العالم.

الأكثر قراءة

بكركي ترفض «دفن الديمقراطية وخلق السوابق» وبري يعتبر بيان «الخماسية» يُـكمل مبادرته شرف الدين يكشف لـ«الديار» عن لوائح للنازحين تنتظر موافقة الامن الوطني السوري تكثيف معاد للإغتيالات من الجنوب الى البقاع... والمقاومة مستمرة بالعمليات الردعية