في صفوف الشخصيات الكبيرة في الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة، حديث عن ان مفاوضات غير مباشرة جرت بين الولايات المتحدة وايران في سلطنة عمان، وتلخصت على حل بشأن الوضع في جنوب لبنان وعلى جبهة فلسطين المحتلة. وان الرئيس الاميركي المنتخب الجديد ترامب اعطى ضوءا اصفر، بتنسيق مع الرئيس الاميركي بايدن، للموفد الرئاسي هوكشتاين، كي يذهب بمهمة الى لبنان والى الكيان الصهوني، لايجاد حل للحرب على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، كما كان قد وعد الرئيس المنتخب ترامب، لانه سيسعى لحل الحرب خلال ايام. واذا نظرنا الى مهمة الموفد الرئاسي الاميركي هوكشتاين في بيروت، وعقد اكثر من جلسة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون، نرى ان تقدما قد حصل باتجاه تسوية ترتكز على تكريس القرار 1701 فيما العدو الاسرائيلي ما زال يطالب بشرط، هو حق التدخل له في حال قام حزب الله بخرق منطقة شمال الليطاني باتجاه الحدود مع فلسطين. وهذا الامر لن يحصل، وكل ما سيحصل هو رفع مستوى القوات الدولية في جنوب لبنان كي تكون بقيادة جنرال اميركي ومساعده جنرال فرنسي، ومشاركة قوية من المانيا بريطانيا، وقوات فرنسية لضبط الوضع وتنفيذ القرار 1701 الذي استمر منذ عام 2006 الى عام 2023.
لم يستطع العدو الاسرائيلي تنفيذ ردعه الا بالقيام بغارات وحشية وتدمير بلدات وقرى في الجنوب، وتدمير حتى في قلب بيروت، الى ان وصل الامر الى خارج الضاحية الجنوبية والى زقاق البلاط ومنطقة راس النبع، وهما منطقتان مدنيتان بامتياز. كما استعمل اجهزة الكترونية باستعمال احدث الطائرات الاميركية، وهي من طراز اف 35 واف 15 المستحدثة التي اصبحت بقيمة طائرات اف 35 وطائرات اف 16، اضافة الى استعمال الصواريخ الموجهة بالليزر. وزاد برنامج ذكاء اصطناعي للقيام باغتيالات همجية ووحشية استهدفت اكثر ما استهدفت، مدنيين، وان كانت استهدفت رؤوسا في المقاومة. لكن المقاومة لديها قيادات كثيرة يمكن ان تستلم مراكز القيادة، وهي فعلت ذلك. وطبعا لا يمكن التعويض عن سماحة السيد حسن نصرالله، لان قائدا مثله لا يأتي الا كل 200 سنة واكثر. لكن المقاومة قامت بالتعويض ميدانيا، ووضع الجيش الاسرائيلي كل ثقله لاحتلال بلدة الخيام ففشل فشلا ذريعا، كذلك بلدة شمع وبلدة بنت جبيل التي قصفها قصفا وحشيا ودمر اثارا فيها، وقام بغارات جوية على الاثار من بعلبك الى مناطق اخرى، وكلها اثار لا تقدر بثمن، الى ان اصدرت منظمة الاونيسكو قرارا بحماية 34 منطقة اثرية في لبنان حماية مطلقة.
هوكشتاين سيذهب اليوم الى اسرائيل ويجتمع مع وزير الامن القومي، ثم يجتمع مع رئيس وزراء العدو الاسرائيلي نتنياهو ويدرس الصيغة التي اقرها مع الرئيس نبيه بري ومع الرئيس نجيب ميقاتي، وعليها ملاحظات من حزب الله. لكنها لم تعد ملاحظات اساسية تعوق وقف اطلاق النار، بل هي ملاحظات سيادية لا تسمح لاسرائيل بالتدخل ان حصل اي خرق في منطقة جنوب الليطاني باتجاه الحدود مع فلسطين المحتلة. وسيكون حزب الله جاهزا للرد على اي خرق اسرائيلي في هذا المجال. كما ان التسوية الكبرى ستكون على حساب انتشار الجيش اللبناني وعدد 15 الف جندي في كل منطقة من حدود فلسطين المحتلة الى نهر الليطاني. وهذا الامر سيادي بامتياز عندما ينتشر الجيش اللبناني على الارض اللبنانية ويفرض سيادته، ولو شاركت الى جانبه قوات دولية.
فلسطين منذ 1947 اصيبت بنكسة كبرى، لكن صوتها لن يسكت. وفي القرن العشرين ايضا اصيب بنكسة سنة 1949، غير ان الصوت الفلسطيني وصوت الشعب الفلسطيني لن يسكت، وبقي مقاوما ورافضا ويريد شخصيته القومية وسيادته على ارضه. وما زال حتى هذه اللحظة، ومهما فعلت حكومة نتنياهو ومهما دار الزمان، فان فلسطين باقية في الضمائر والوجدان. وقتال غزة وقتال جنوب لبنان، سيسجله التاريخ على انه معركة من المعارك في سبيل فلسطين وفي سبيل ردع العدو الاسرائيلي عن كبريائه وعن غدره وعن كراهيته وعن وحشيته وعن ارتكابه جرائم ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب.
المجاهدون المقاومون من قبل حزب الله، اقوى بكثير من الجيش الاسرائيلي. وهذا ما اثبتوه ميدانيا وعلى خط الميدان الذي رسموه بدمائهم وقوتهم وجبروتهم وقدرتهم القتالية، ورفضوا التراجع مترا واحدا، واوقعوا خسائر كبيرة في صفوف الجيش الاسرائيلي. وما كانت تل ابيب العاصمة الادارية والمالية والوزارية تقريبا للكيان الصهيوني، الا محطة اهداف لصواريخ المقاومة الذكية والبالستية، والتي تستطيع الوصول الى نقاط محددة بالامتار، وهذا ما حصل. فاصيبت تل ابيب بالصواريخ، ولم تستطع كل اجهزة الدفاع الجوي الاسرائيلية ان تسقط هذه الصواريخ باستثناء القليل منها، بل كانت الصواريخ تصل الى تل ابيب، واصابت ابنية كثيرة، واحرقت منها الكثير. وكانت صفارات الانذار علامة الخوف والشؤم لدى الشعب الصهيوني الذي كان يركض فورا الى الملاجىء فور سماع صفارات الانذار.
مهما دامت اسرائيل ومهما ارتكبت جرائم، فان الحق القومي للشعب الفلسطيني والشعوب التي تدعم الشعب الفلسطيني لن يتراجع ابدا امام الوحشية الاسرائيلية، وامام كل اسلحتها الجوية. واما في الميدان، فنحن اقوى منها، وسنكون اقوى منها في المستقبل.
شارل أيوب
يتم قراءة الآن
-
جنيفر لوبيز... آموس هوكشتاين
-
تفاؤل حذر يحيط بالموقف اللبناني: عقبات التفاصيل تنتظر الحسم من بيروت إلى تل أبيب: المقاومة تُعيد صياغة الردع فاتح 110 والمُسيّرات الانقضاضية: رسائل تُسقط رهانات الاحتلال
-
الاجواء ضبابية والكرة في الملعب الاسرائيلي ونتنياهو: لهدنة لـ٦٠ يوما قاسم: نقاتل ونفاوض... اسرائيل فشلت باهداء هوكشتاين احتلال الخيام هوكشتاين طرح مراقبة دولية للحدود بين لبنان وسوريا بمشاركة الجيش
-
هوكشتاين حضر للتفاوض حول وقف الحرب ولم يُعلن التوقيت جنبلاط يهتم بالمهجّرين في لقاءاته مع مرجعيّات روحية درزيّة
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
08:51
قائد الجيش اللبناني جوزيف عون: حماية الوطن والحفاظ عليه مسؤولية مشتركة لكل اللبنانيين
-
08:51
قائد الجيش: الوحدة الوطنية والسلم الأهلي على رأس أولويات الجيش وهما الخط الأحمر الذي لن يُسمح لأحد بتجاوزه
-
08:51
قائد الجيش: الجيش يواصل تنفيذ مهامه على كامل أراضينا ويتصدى لكل محاولات زعزعة الأمن والاستقرار
-
08:47
وسائل إعلام "إسرائيلية": صفارات الإنذار تدوي في مستوطنات المطلة و"كريات شمونة" و"كفار يوفال" و"كفار غلعادي" في الجليل المحتل
-
08:46
مدفعية العدو إستهدفت منطقة "الغرب" في أطراف راشيا الفخار
-
غارة عنيفة على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت