على ما يبدو أن الحرب دخلت مرحلة عض الأصابع، بحيث كل طرف يمتلك نقاط قوة، فالمقاومة القوية في الميدان تريد ترجمة ذلك في المفاوضات، و"الإسرائيلي" يريد بالمفاوضات تحقيق ما لم يستطع تحقيقَه في الميدان وإلا يَستكمل عدوانَه على غزة، أما الأميركي فهو يريد استمرار المفاوضات والحرب معاً، رغم تعقيدات الأولى وعدم القدرة على تحقيق أهداف الثانية...
بين رفض حماس للورقة "الإسرائيلية" بالفعل، ورفض "إسرائيل" لورقة المقاومة، تعود أميركا وتقدِّم مقترحاً للحل من أجل استمرار المفاوضات، لكن في الواقع هو مقترح "إسرائيلي" يُقدّمه الأميركي باعتبار أن واشنطن لم تكن يوماً وسيطاً، فقد انتقلت من مرحلة إدارة الحرب من الخلف في الحروب السابقة، الى مرحلة إدارة الحرب من الواجهة في العدوان الصهيوني على غزة حالياً.
يُظهِر مضمون المُقترَح الأميركي تنازلاً بالتفاصيل وليس بالمبدأ، وتحديداً بالبند الذي يتعلّق بالأسرى، بحيث أنه يتضمّن رفع عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرَج عنهم إلى 700 بعد أن كان 400 ، كما يتضمن الإفراج عن 100 أسير فلسطيني من المحكوم عليهم مؤبَّد، ورغم ذلك فهو لا يُعالِج المشكلة الأساسية التي ليس لها علاقة بالأعداد، وإنما بتحديد أسماء الأسرى الفلسطينيين، وهنا تكمن "العقدة". فـ"إسرائيل" لا تريد تحديد أسماء، وحماس تريد تسمية الأسرى الفلسطينيين التي تريد أن يُفرَج عنهم في صفقة التبادل.
وفي ظل تعقيدات المشهد الناتج عن تعقيدات الحل من جهة، وعدم توحيد الرؤى حتى داخل الحلف الواحد أي الأميركي- "الإسرائيلي" من جهة ثانية، جاء تبنّي مجلس الأمن الدولي لقرار وقف فوري لإطلاق النار في غزة دون أي "فيتو" أميركي، والإكتفاء بالإمتناع عن التصويت ليُعقِّد المشهد أكثر ويزيد التأزم بين الطرفين، وهذا ما ظهر بردة الفعل "الإسرائيلية". فصحيح أن القرار ليس مُلزِماً وليس وقفاً دائماً لإطلاق النار، إلا أنه رسالة من إدارة بايدن لنتنياهو لزيادة الضغط عليه، فالخلاف بينهما ليس على أهداف الحرب ولا على استمرارها من عدمه، إنما الخلاف على نقطة مُحدَّدة ألا وهي: مَن سيتسلَّم قطاع غزة بعد الحرب؟
الأميركي يُريد سلطة شبيهة بالسلطة الفلسطينية تتولى إدارته مع ضمان الأمن "الإسرائيلي"، بمعنى يرغب بعنوان فلسطيني مستقل ولو صوَرياً. و"الإسرائيلي" يريد إدارة القطاع بشكل مباشر مع بعض الفعاليات في غزة، بمعنى لا سيادة غير السيادة "الإسرائيلية" على الأرض الفلسطينية.
خلافٌ بلغ ذروته اليوم ووصل الى حدود اتهام نتنياهو لأميركا بالتراجع عن مواقفها الثابتة، لكن في الحقيقة فإن بايدن يريد منه تنفيذ دور الكيان المطلوب منه أميركياً. مع العلم أن رفع مستوى الضغط الأميركي على نتنياهو مُرفَق بتعهد واشنطن لـ "تل أبيب" أن إمدادات السلاح ستبقى موجودة...
يتم قراءة الآن
-
ضغوط لإجهاض تفاهم سلام مع «الثنائي» حكومياً؟! حرد أرمني ــ سني... «التيار» مُهمّش و«القوات» ترفع السقف المبعوثة الأميركيّة تحمل الى بيروت نتائج لقاء تـرامب ــ نتانـــياهو
-
متى تفكيك سوريا...؟!
-
الحكومة قريبة ... "من يرضى يتمثل ومن يُعارض يخرج" سلام لسائليه : "حطوا السنة بضهري"... وهذا تصوّره للتمثيل المسيحي "القوات" تترقب... و"الإعتدال الوطني " ينتظر لقاء البعريني مع سلام اليوم
-
ما هي حقيقة التطمينات الأميركيّة لإكمال الإنسحاب الإسرائيلي قبل ١٨ شباط ؟
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
22:13
ترامب: - الفلسطينيون ليس لديهم بديل سوى مغادرة غزة
-
22:13
ترامب: لا أدعم بالضرورة استيطان الإسرائيليين في غزة
-
22:13
ترامب: أريد أن أرى الأردن ومصر تستقبلان فلسطينيين من غزة
-
22:05
ترامب: - لدينا الحق في منع بيع النفط الإيراني إلى دول أخرى
-
22:04
ترامب: - مستعد لإجراء محادثات مع الرئيس الإيراني
-
22:00
ترامب: لدينا الحق في منع بيع النفط الإيراني إلى دول أخرى