اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تحدث المخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ عن حرب غزة للمرة الأولى منذ بدء الحرب، حيث تغير موقف سبيلبرغ المؤيد لـ "إسرائيل" بتوجيه انتقاد لقتل الأطفال في غزة، مع تحدث الممثل يهودي الديانة عن تصاعد معاداة السامية.

المخرج البالغ من العمر 77 عاماً تحدث عن الحرب على غزة، وذلك خلال خطاب أدلى به في حفل تكريم مؤسسة USC Shoah Foundation، وهي منظمة غير ربحية أسسها، وتقوم بتوثيق المقابلات مع الناجين والشهود من "الهولوكوست" في ألمانيا النازية.

في الخطاب الذي تجاوز 9 دقائق، والذي تحدث فيه عن معاداة السامية والمحرقة النازية، أشار أيضاً بشكلٍ صريح ومباشر إلى حرب غزة، فيما بدا تغيراً واضحاً في موقف المخرج الذي يعد من أشد المؤيدين ل"إسرائيل" في هوليوود. 

ذ قال سبيلبرغ إنه بالإمكان أن يغضب ضد ما سماه "الأعمال الشنيعة التي ارتكبها الإرهابيون"، مشيراً إلى عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول 2023، وتابع: "وندين أيضاً قتل النساء والأطفال الأبرياء في غزة".

كما تحدث عن "تكرار أخطاء الماضي"، بالقول نصاً: "أولئك الذين لا يستطيعون تذكر الماضي محكوم عليهم بتكراره. إنني أشعر بقلق متزايد من أنه قد يُحكم علينا بتكرار التاريخ، وأن نضطر مرة أخرى إلى النضال من أجل الحق في أن نكون يهوداً".

مضيفاً أن "أصداء التاريخ لا لبس فيها في مناخنا الحالي"، ويقصد الحرب الإسرائيلية على غزة، وقال إن ذلك أدى إلى "صعود وجهات النظر المتطرفة وخلق بيئة خطرة".

معتبراً أن "التعصب المتطرف يقود المجتمع إلى عدم الاحتفال بالاختلافات، بل يتآمر بدلاً من ذلك لشيطنة أولئك الذين يختلفون عنهم أو الآخر".

ثم أشار صراحة إلى التحيز ضد العرب والمسلمين عندما تحدث عن التحيز ضد الطلاب اليهود في الحرم الجامعي، وقال إن "50% من الطلاب قالوا إنهم تعرضوا لبعض التمييز لأنهم يهود، ويحدث هذا جنباً إلى جنب مع معاداة المسلمين والعرب والسيخ".

وأضاف: "إن خلقنا لـ(الآخر) وتجريد أي مجموعة من إنسانيتها على أساس اختلافاتها هو أساس الفاشية"، خلال حديثه بالمؤسسة التي أنشأها عام 1994، وذلك بعد عام من إصدار فيلمه Schindler's List الحائز على جائزة الأوسكار.

جاء هذا الجزء من خطابه خلال كلمته الاحتفائية بعمل مؤسسته التي توثق أعمال المحرقة النازية ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.

يعتبر هذا التصريح عن غزة هو الأول من سبيلبرغ الذي تجنب ذكرها طوال الأشهر الستة الماضية، في حين أظهر دعمه لإسرائيل.

على سبيل المثال؛ نُقل عن سبيلبرغ، وهو أحد أبرز الشخصيات اليهودية في هوليوود، حديثه عن عملية 7 تشرين الأول في تصريحات أدلى بها في كانون الأول 2023، إذ أصدرت مؤسسته USC بياناً أدانت فيه عملية حماس، ونقلت شهادات إسرائيليين واعتبرت أن الهجوم عليهم "هجمات إرهابية مروعة ومعادية للسامية".

حينها؛ نقل البيان تصريحات قال فيها: لم أتخيل أبداً أنني سأرى مثل هذه الهمجية التي لا توصف ضد اليهود في إسرائيل في حياتي"، ودان ما وصفه بـ"تصاعد معاداة السامية بعد 7 تشرين الأول"، وأنها "أعادت فتح الجراح القديمة".

لكن ذكر غزة في خطابه الأخير الذي أدلى به في 25 آذار 2024، وانتشر مصوراً بعد ذلك، يعتبر تغيراً في موقفه المؤيد "لإسرائيل".

كذلك أشارت صحيفة The Guardian البريطانية إلى أن سبيلبرغ لم يوقع على الرسالة المفتوحة التي تنتقد خطاب قبول جائزة الأوسكار لمخرج فيلم The Zone of Interest جوناثان جليزر، والذي وقع عليه 450 يهودياً عاملاً بالمجال من مؤيدي "إسرائيل".

جاء ذلك على خلفية كلمة للمخرج البريطاني -يهودي الديانة أيضاً- انتقد فيها "إسرائيل"، حيث قال: "لقد اتخذنا كل خياراتنا لتعكسنا وتواجهنا في الوقت الحاضر، لا أريد أن أقول انظروا ماذا فعلوا حينها، بل انظروا ماذا نفعل الآن".

معتبراً أن فيلمه عن عائلة عاشت في عهد ألمانيا النازية هو مثال لإظهار "كيف يمكن أن يوصل التجريد من الإنسانية إلى أسواء حالاته. لقد شكل ذلك كل ماضينا وحاضرنا".

"في الوقت الحالي، نقف هنا كرجال يدحضون يهوديتهم والمحرقة التي اختطفها الاحتلال الذي أدى إلى صراع مع العديد من الأبرياء، سواء ضحايا 7 تشرين الأول في "إسرائيل" أم الهجوم المستمر على غزة؛ الكل ضحايا هذا التجريد من الإنسانية"، واختتم: "كيف يمكننا أن نقاوم؟". (يقصد مقاومة التجريد من الإنسانية). وهو ما أنهى به كلمته التي أثارت استفزاز كثير من اليهود العاملين بهوليوود.


الأكثر قراءة

استفزازت «اسرائيل» في الجنوب هدفها مدة اطول من 60 يوماً مصدر ديبلوماسي فرنسي: نتنياهو مصاب بالدوار السياسي ولا عودة للحرب في لبنان وصول مُوفدي اميركا وفرنسا في لجنة مراقبة وقف اطاق النار