اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن أوكرانيا تمر «بلحظة حرجة» في حربها مع روسيا وتحتاج إلى مزيد من الدعم الغربي العاجل، معربا عن أسفه للجمود الذي يشهده الكونغرس حول حزمة مساعدات عسكرية إلى كييف بمليارات الدولارات، تزامنا مع تاكيد رئيس الوفد الروسي إلى مباحثات فيينا حول الأمن والتسلح قسطنطين غافريلوف انفتاح روسيا على أي اتصالات مع «الناتو» مبنية على الندّية، واحترام مصالح روسيا، في وقت كشف فيه رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين أن المعلومات التي زودت بها واشنطن الجانب الروسي لم تسمح بتحديد نطاق البحث عن منفذي الهجوم الإرهابي على مجمع «كروكوس».

فقد قال بلينكن للصحفيين خلال زيارة لفرنسا «من الضروري جدا تزويد الأوكرانيين بما يحتاجون إليه للدفاع عن أنفسهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالذخائر والدفاعات الجوية». وأضاف «هذا سبب آخر وراء ضرورة الموافقة بأسرع ما يمكن على طلب الميزانية التكميلية الذي قدمه الرئيس بايدن إلى الكونجرس».

وحث بايدن مجلس النواب الأمريكي الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري على إقرار حزمة المساعدات العسكرية والمالية، لكن رئيس المجلس مايك جونسون أرجأ التصويت عدة أشهر، مشيرا إلى أولويات محلية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه إذا لم تحصل كييف على المساعدات، فسيكون على الجيش الأوكراني أن يتراجع «خطوات صغيرة». وزار بلينكن مع وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو مصنع أسلحة تابع لشركة نكستر يزود أوكرانيا بمدافع الهاوتزر.

الى ذلك أكد رئيس الوفد الروسي إلى مباحثات فيينا حول الأمن والتسلح قسطنطين غافريلوف انفتاح روسيا على أي اتصالات مع «الناتو» مبنية على الندّية، واحترام مصالح روسيا. وقال غافريلوف في حديث لوكالة «نوفوستي» بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس حلف «الناتو»: «الجانب الروسي منفتح على أي اتصالات إذا كانت مبنية على المساواة وتأخذ بالمصالح الروسية في عين الاعتبار. وفي هذا المجال موقفنا مبدئي وثابت». وأضاف: «استنادا إلى نتائج هذا العمل والوضع الحقيقي «على الأرض» سنحدد كيفية مواصلة بناء العلاقات مع جيراننا الغربيين. حتى الآن جعلت التصرفات العدوانية للحلف تجاه بلادنا مواصلة العمل معه مستحيلة». كما أكد أن روسيا ستواصل عمليتها العسكرية في أوكرانيا حتى تحقيق كافة أهدافها.

وامس كشف رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين أن المعلومات التي زودت بها واشنطن الجانب الروسي لم تسمح بتحديد نطاق البحث عن منفذي الهجوم الإرهابي على مجمع «كروكوس». وأضاف ناريشيكين ردا على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة وإيران قد حذرتا فعلا من الهجوم: «في الواقع، تلقت أجهزة الاستخبارات، جهاز الأمن الفيدرالي معلومات من الولايات المتحدة حول احتمال وقوع هجوم إرهابي، لكن هذه المعلومات كانت عامة جدا».

وكانت تقارير غربية قد أشارت إلى أن أجهزة الأمن الأوروبية والأميركية أخفت عن الجانب الروسي معلومات حول هجوم «كروكوس» الإرهابي، «منعا لكشف مصادر معلوماتها وأساليبها الاستخبارية» لروسيا.

في غضون ذلك، حذر مسؤول بالبنك الدولي من احتمال إفلاس أوكرانيا مشددا على أن المالية العامة لكييف في حالة «كارثية»، والبلاد تعتمد على المساعدات الخارجية بشكل كبير. وقال المسؤول في تصريحات لوكالة «تاس» إن أوكرانيا قد تتعرض للإفلاس في العام المقبل ما لم تتفق الدول الغربية على شطب أو إعادة هيكلة الديون الأوكرانية».

وتعتمد كييف على المساعدات المالية من الغرب بشكل كبير، لكن الدعم الأجنبي تضاءل في الأشهر الأخيرة، إذ لا تزال حزمة المساعدات الأمريكية البالغة 60 مليار دولار عالقة في الكونغرس.

وفي نهاية العام الماضي، منحت وكالة «فيتش» أوكرانيا تصنيفا ائتمانيا متدنيا، حيث سلطت الضوء على المخاطر العالية للاقتصاد الأوكراني.

ومن العوامل الأخرى التي دفعت الوكالة لمنح أوكرانيا هذا التصنيف، عجز الميزانية وارتفاع الدين العام، وحالة عدم اليقين بشأن استمرار المساعدات الخارجية، وخاصة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وتتضمن ميزانية أوكرانيا للعام 2024 نفقات بقيمة 86 مليار دولار، وإيرادات عند 45 مليار دولار، أي أن عجز الميزانية الأوكرانية يبلغ 41 مليار دولار. وتتلقى أوكرانيا دعما ماليا من الغرب وفي المستقبل ستواجه كييف صعوبة في تحقيق اكتفاء مالي.

الأكثر قراءة

محادثة هامة وخطيرة ... "نيويورك تايمز": مؤامرة غامضة استدعت مكالمة نادرة من موسكو إلى البنتاغون