اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تعهد حلف شمال الأطلسي (ناتو) في الذكرى 75 لتأسيسه بتعزيز قوته، وشدد على أهمية العلاقة بين جناحيه الأميركي والأوروبي، في حين قالت روسيا إن العلاقات مع الحلف مستمرة في التدهور، في وقت اكدت فيه الخارجية الروسية أن لا نية لدى موسكو للدخول في «صراع عسكري» مع حلف شمال الأطلسي، أو الدول الأعضاء فيه، تزامنا مع اعلان مسؤولون أوكرانيون إن روسيا شنت هجوما بالمسيّرات على مدينة خاركيف استهدف بنايات سكنية ومنشأة للطاقة في المنطقة المحيطة، وهو ما أدى لمقتل 4 أشخاص وانقطاع التيار الكهربائي عن نحو 350 ألف ساكن.

ففي اليوم الثاني لاجتماعهم ببروكسل، احتفل الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ ووزراء خارجية الدول الأعضاء بذكرى التوقيع في واشنطن في الرابع من نيسان من عام 1949 على معاهدة شمال الأطلسي التي أسست حلفا سياسيا وعسكريا عبر المحيط. وقال ستولتنبرغ إن الحلف لا يعزز أوروبا فحسب، وإنما أيضا يزيد أميركا الشمالية قوة، مشيرا إلى أن كل طرف في حاجة للطرف الآخر من أجل ضمان الأمن المشترك. وكان ستولتنبرغ قال للصحفيين في بروكسل «سنواصل تعزيز تحالفنا.. وسنواصل العمل مع شركائنا في جميع أنحاء العالم من أجل السلام والأمن». وبالإضافة إلى تعزيز مناقشة القضايا المرتبطة بتعزيز قوة الحلف الأطلسي، بحث اجتماع بروكسل زيادة الدعم لأوكرانيا في حربها مع روسيا.

واجتمع وزراء خارجية الحلف مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، وكانوا اتفقوا أمس على البدء في التخطيط للقيام بدور أكبر في تنسيق المساعدات العسكرية لكييف.

وقال كوليبا إنه سيضغط على نظرائه في الناتو لتوفير المزيد من أنظمة باتريوت للدفاع الجوي للتعامل مع الهجمات الصاروخية الروسية المتكررة.

وذكر دبلوماسيون أن الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ اقترح إنشاء صندوق بقيمة 100 مليار يورو (نحو 108 مليارات دولار) لدعم الجيش الأوكراني على مدى 5 سنوات.

وقال ستولتنبرغ إنه يعتقد أن الدعم لأوكرانيا يجب أن يكون أقل اعتمادا على العروض الطوعية قصيرة الأمد وأكثر اعتمادا على التزامات الناتو طويلة الأمد.

من جهتها أكّدت وزارة الخارجية الروسية، أنّه ليس لدى موسكو، أيّ نية للدخول في «صراع عسكري» مع حلف شمال الأطلسي «الناتو»، أو الدول الأعضاء فيه.هذا التأكيد جاء على لسان نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، الذي قال في حديثه لوكالة «سبوتنيك»، إنّ بلاده لا تنوي الدخول في صراع مع «الناتو» أو الدول الأعضاء فيه.

في المقابل، شدّد على أنّ أيّ تهديد أمني لروسيا من قبل حلف شمال الأطلسي «لن يمر من دون رد».

وتحدّث غروشكو عن تدهور العلاقات بين موسكو والحلف «بشكلٍ متوقّع ومتعمّد»، لافتاً إلى انخفاض جميع قنوات الحوار إلى مستوى متدنٍ للغاية من قبل واشنطن وبروكسل.

وأوضح أنّه عندما تصف وثائق «الناتو» العقائدية روسيا بأنّها «التهديد الأكثر أهمية ومباشرة»، فمن غير المجدي الحديث عن أيّ طرائق محددة لاتفاقات افتراضية مع الغرب. وأشار إلى أن روسيا طرحت مراراً وتكراراً أمام الحلف والدول الأعضاء فيه، «مسألة إنشاء أساس متين للعلاقات القائمة على مبدأ عدم تجزئة الأمن».

  كذلك، لفت إلى أنّ الدول الأعضاء، قرّرت في نيسان 2014، إنهاء جميع أشكال التعاون العملي بين الناتو وروسيا على الصعيدين المدني والعسكري.

وقبل أيام، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنّ «روسيا لا تخطط لخوض حرب مع حلف شمال الأطلسي الناتو»، ووصف بوتين التصريحات التي تزعم أنّ روسيا لديها نوايا بمهاجمة أوروبا بعد أوكرانيا، بأنّها «لا معنى لها ومحض هراء مطلق». ولكن شدّد بوتين على أنّه في حال زوّد الغرب أوكرانيا بمقاتلات «أف-16»، فسوف تسقطها القوات الروسية.وقال مسؤولون أوكرانيون اليوم الخميس إن روسيا شنت هجوما بالمسيّرات على مدينة خاركيف استهدف بنايات سكنية ومنشأة للطاقة في المنطقة المحيطة، وهو ما أدى لمقتل 4 أشخاص وانقطاع التيار الكهربائي عن نحو 350 ألف ساكن.وقال حاكم خاركيف، أوليه سينيهوبوف إن 3 من عمال الإنقاذ قُتلوا في ضربة روسية بعدما وصلوا إلى بناية سكنية تعرضت لهجوم سابق، وأكد أن 12 شخصا أصيبوا؛ 3 منهم في حالة حرجة.

وقال سينيهوبوف إن روسيا استخدمت 15 طائرة مسيّرة على الأقل في الهجمات التي شنتها على خاركيف، وإن بعض تلك المسيّرات استهدفت أيضا محطة للكهرباء في المنطقة في مواصلة للضغوط على شبكة الطاقة التي تعرضت لهجمات متكررة وضربات جوية في الأسابيع القليلة الماضية.

وجاء في بيان أصدرته الشركة المشغلة لشبكات الكهرباء في المدينة أنه «في خاركيف وأماكن في المنطقة هناك نحو 350 ألف شخص دون كهرباء».

من جهته ذكر مكتب الادعاء العام في خاركيف أن الهجوم ألحق أضرارا ببنايات سكنية ومتاجر ومنشأة طبية وسيارات.

وتعد خاركيف ثاني أكبر مدن أوكرانيا وتقع على بعد نحو 30 كيلومترا عن الحدود الروسية، كما تعد من أكثر المدن الأوكرانية عرضة للقصف الروسي.

ويكثف المسؤولون الأوكرانيون الدعوات لحلفائهم الغربيين لتقديم المزيد من الذخائر والدفاعات الجوية، بما في ذلك أنظمة باتريوت الأميركية الحديثة، لمواجهة الهجمات الروسية بالمسيّرات والصواريخ.

غير أن المساعدات الأميركية لأوكرانيا بدأت تنخفض بسبب معارضة المعسكر الجمهوري المؤيد للرئيس السابق دونالد ترامب، والذي يعرقل حزمة مساعدات بقيمة 60 مليار دولار لأوكرانيا كان قد تعهّد بها الرئيس جو بايدن. 

الأكثر قراءة

زلزال قضائي: توقيف رياض سلامة... ماذا في المعلومات ولماذا الآن؟ الضغط الدولي غير كافٍ في احتواء إجرام نتنياهو تعزيزات الى الضفة الغربية... وخشية من تكرار سيناريو غزة