اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تعود "اللجنة الخماسية" الى التحرّك مجدّداً في الأسبوع المقبل، على مستوى وزراء خارجية الدول الخمس المعنية بها ربما، بهدف دفع الأمور الى التوافق على انتخاب رئيس الجمهورية، على أن تزور القيادات السياسية المؤثّرة في الحياة السياسية في لبنان من مسيحية وغير مسيحية. غير أنّ المؤشّرات لا تدلّ على أنّ موفدي هذه اللجنة يحملون معهم "خارطة طريق" جديدة أو طرحاً معيّناً يؤدّي الى توافق جميع الكتل النيابية على انتخاب رئيس الجمهورية المقبل.

مصادر سياسية مطّلعة أشارت الى أنّ زيارة اللجنة الخماسية، للقيادات السياسية على مستوى عالٍ، في حال حصولها خلال الأيام المقبلة، من دون حمل أي حلّ أو مخرج للأزمة الرئاسية القائمة لن يؤدّي الى حلحلتها بالسرعة المطلوبة. فأي رئيس للجمهورية سيُنتخب، بحسب المواصفات التي تتحدّث عنها "الخماسية"، لا يجب أن يكون مستفزّاً لأي أحد، وليس محسوباً بالتالي على أي فريق سياسي. وهذا الأمر ستبحثه مع مختلف الأفرقاء السياسيين بمن فيهم كتلة "الوفاء للمقاومة". علماً بأنّ "الخماسية" تعلم بأنّ أي رئيس سيُنتخب لا بدّ وأن يكون "حزب الله" موافقاً عليه، أو مطمئناً له على الأقلّ، انطلاقاً من مقولته أنّه "لا يريد رئيساً يطعن بظهر المقاومة".

وعُلم من بعض السياسيين الذين التقتهم "الخماسية" أخيراً، على ما أضافت، أنّ الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، وأعضاء "الخماسية" أبلغوا المعنيين في لبنان أنّهم مع "الخيار الثالث"، أو أي "خيار جديد" إذا كان "الثالث" يثير حساسية لدى البعض، لا سيما في ظلّ انسداد الأفق مع عدم وجود أكثرية نيابية يمكنها الإتيان برئيس الجمهورية. وكشفت أنّ الموقف الفرنسي أصبح أكثر انسجاماً مع مواقف أعضاء "الخماسية" الباقين، وربما هذا ما جرى إبلاغه لرئيس "تيّار المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية خلال زيارته الأخيرة الى باريس والتي يعود منها الى بيروت الثلاثاء المقبل.

من هنا، فما تجد "الخماسية" أنّه يجب أخذه في الاعتبار أنّ أي خيار جديد لرئيس الجمهورية المقبل، أكان الخيار الثالث أو الرابع أو غير ذلك، لا بدّ من أن يكون مطمئناً لجميع الكتل النيابية، وليس فقط لحزب الله، لكي يتمكّن رئيس الجمهورية المقبل من إدارة شؤون البلاد وإنقاذها من الوضع السيىء الذي تمرّ به. فالتوافق من شأنه إزالة العقبات من أمام أي رئيس منتخب، في حين أنّ عدمه سيبقي الأمور على حالها من التعطيل السياسي والجمود الذي لن يوصل الى انتخاب الرئيس.

وذكرت المصادر نفسها أنّه إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية تُشجّع لبنان على المضي في مسألة ترسيم حدوده البريّة مع "إسرائيل" في المرحلة المقبلة، من خلال المفاوضات التي يجريها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، فإنّ هذا الأمر لا بدّ وأن يخلق أوضاعاً جديدة، من شأنها أن تعيد النظر في المعطيات السابقة، بما فيها دور "حزب الله" العسكري والاستراتيجي وسلاحه. فاليوم العدو الإسرائيلي هو الذي فرض الحرب على لبنان، ويقوم الحزب بالدفاع عن المواطنين والأرض والسيادة والحدود اللبنانية، في مواجهة ما يقوم به "الإسرائيلي" من تنفيذ مخطّط الأرض المحروقة الذي يقضي فيه على أي من مقوّمات الحياة بما فيها الأراضي الزراعية المنتجة، بهدف إقامة شريط عازل على الحدود بمسافة 5 كيلومترات، وخصوصاً أنّ الدمار الحاصل غير قابل للترميم. غير أنّ الحزب يتصدّى له، ويعمل على توازن القوى للحدّ من تمادي العدو.

وتكمن الخطورة هنا، على ما تابعت، بما حصل من تهجير لأكثر من 120 ألف جنوبي، فضلاً عن تدمير آلاف المنازل والمنشآت، سيما أنّ "الإسرائيلي" يستفيد من الأوضاع المتناقضة للتصعيد من اعتداءاته على غزّة، وفي جنوب لبنان. وفي المقابل، لا يلتزم بالقرارات الدولية من القرار 425 الى القرار 1701. فيستمرّ في احتلال الأراضي اللبنانية، ولا ينسحب منها، بل يستمر في اعتداءاته على السيادة اللبنانية. في المقابل، تبقى ضربات "حزب الله" ضمن قواعد الإشتباك المتفق عليها ضمناً. وهذا الأمر تُدركه "الخماسية" لهذا تُحذّر دولها من توسيع دائرة الحرب، ومن التصعيد وتُحاول الضغط على "الإسرائيلي" لعدم المضي في ضرباته غير المدروسة.

وتقول المصادر عينها، بأنّه ثمّة تسوية كبرى يتمّ التحضير لها بعد حرب غزّة، لا بدّ من معرفة اين سيكون لبنان منها. وهذا ما ستطرحه "الخماسية" على القوى السياسية والكتل النيابية التي ستلتقيها، وبالتالي معرفة ما سيكون عليه دور كلّ فريق سياسي ولا سيما دور "حزب الله" في لبنان والمنطقة. ولفتت الى أنّ التفاهم الإيراني- الأميركي هو بداية لمرحلة مقبلة في المنطقة، ومن ضمنها لبنان، غير أنّه مع الأسف، جرى تجميده بعض الشيء بفعل حرب غزّة، كما في ظلّ التحضيرات للإنتخابات الرئاسية الأميركية في الوقت الحالي.

إلّا أن التفاهمات لا بدّ وأن تتواصل من أجل هذه التسوية التي من شأنها حلّ ملفات عديدة في منطقة الشرق الأوسط، ومن ضمنها الأزمة الرئاسية. علماً بأنّ "الخماسية" تودّ معرفة إذا ما كان "حزب الله" يودّ توظيف ما يقوم به على الجبهة الجنوبية في لملف الرئاسي أم لا، على ما أكّدت، وهذا ما سيتمّ طرحه خلال لقاء أعضاء اللجنة مع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد خلال الأيام المقبلة، ليُبنى على الشيء مقتضاه.