اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لليوم الـ 186 من العدوان على غزة، واصل الاحتلال ارتكاب المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين، يأتي ذلك في حين تواصل المقاومة الفلسطينية التصدي للاحتلال في ميدان المعارك.وأظهرت صور استهداف كتائب القسام جنودا وآليات إسرائيلية من النقطة صفر، في منطقة الزنّة، شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. في هذه الأثناء، بدأت مشاهد الدمار والمأساة تتكشف في خان يونس بعد انسحاب الاحتلال من المدينة.

وعلى صعيد التفاوض، تتباين التسريبات والمواقف بشأن قرب التوصل لصفقة تبادل أسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) و»إسرائيل»، في حين يعرض الوسطاء مقترح صفقة جديدة من 3 مراحل. ورغم الضغوط الأميركية والدولية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شدد على أنه ماض في اجتياح رفح (جنوب قطاع غزة).

فقد اعلنت حركة حماس أنها «تسلمت الموقف الإسرائيلي بعد جهود الوسطاء في مصر وقطر وأميركا» خلال جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة. وذكرت في بيانها: «مع حرص حماس على التوصل إلى اتفاق يضع حداً للعدوان، إلا أن موقف إسرائيل لا يزال متعنتاً ولم يستجب لأي من مطالب شعبنا ومقاومتنا».

كذلك، ذكرت حماس أن قيادة الحركة، رغم التعنت الإسرائيلي، «تدرس المقترح المقدم بكل مسؤولية وطنية، وستبلغ الوسطاء ردّها حال الانتهاء من ذلك».

وكانت «القناة 12» الإسرائيلية قد أفادت بأن الوفد الإسرائيلي إلى العاصمة المصرية القاهرة، برئاسة رئيس «الموساد» ديفيد برنياع، في طريقه للعودة إلى كيان الاحتلال.

وذكرت أنّ الأحد الماضي «شهد وضع خطة أميركية شاملة مقبولة من الوسطاء، وأجريَ نقاش حثيث بشأنها بين المشاركين، بمن فيهم رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA»، مضيفةً أنهم في «إسرائيل» يقولون إنها خطة جدية، وينتظرون الرد عليها.

وفي وقت سابق، أكد  مصدر قيادي في الفصائل الفلسطينية أنّ «كل المحاولات والأوراق والجهود التي يبذلها الوسطاء لإنجاز اتفاق وصفقة تبادل واجهها الاحتلال بالتعنت والإفشال». أضاف المصدر أنّ «وفد قيادة المقاومة ذهب إلى المفاوضات في القاهرة متسلحاً بالموقف الوطني المجمع عليه فلسطينياً»، مضيفاً أنّ «المطالب الفلسطينية واضحة، ولا اتفاق ولا صفقة تبادل دون تحقيقها».

من جهته قال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، إن صفقة تبادل الأسرى صعبة لكنها لا تزال ممكنة، وذلك عقب لقائه في واشنطن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن. وأوضح زعيم المعارضة الإسرائيلية أنه عقد «اجتماعا مثمرا» مع بلينكن في واشنطن بشأن قضايا مستقبلية تتعلق بالحاجة إلى حل أزمة غزة، «وإطلاق سراح الرهائن».

وأكد لبيد، في تصريحاته، أن المعارضة ستعطي موافقتها للحكومة الإسرائيلية لإبرام الصفقة إذا لزم الأمر، حسب تعبيره. وقال «إنها صفقة صعبة.. قد لا تروق لنا، لكن يمكن إبرامها، ومن ثم يتعين إبرامها».وأضاف أن «صفقة الرهائن لا تزال ممكنة وأن هناك عناصر سياسية في إسرائيل تعمل على ذلك».

وأكد في الوقت ذاته أن «القضاء على ما تبقى من (حركة المقاومة الإسلامية) حماس لا يزال أولوية كي لا يتكرر ما وقع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول» الماضي.

وتابع بقوله للصحفيين من أمام مقر وزارة الخارجية «إذا لزم الأمر، ستوفر المعارضة الإسرائيلية شبكة أمان للحكومة لإتمام صفقة الرهائن لأنه يتعين علينا إعادتهم».

واجتمع لبيد مع مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان في زيارته لواشنطن أيضا، في الوقت الذي يواجه فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضغوطا في الداخل والخارج فيما يتعلق بالحرب على قطاع غزة.

وطالبت عائلات الأسرى حكومته ببذل جهود أكبر لإعادة الأسرى الذين أسرتهم حماس في هجوم السابع من تشرين الأول.

وتأتي زيارة لبيد لواشنطن بعد أيام من حث الرئيس الأميركي جو بايدن نتنياهو على إعطاء صلاحيات لمفاوضيه تمكنهم من التوصل إلى اتفاق.

وحذّر بايدن نتنياهو للمرة الأولى من أن الدعم الأميركي قد يتوقف على بذل «إسرائيل» مزيدا من الجهود لتحسين الوضع الإنساني في غزة وحماية المدنيين.

وردا على سؤال عن التحذير الأميركي، قال لبيد إن بايدن «قلق بشكل واضح من الوضع الإنساني في غزة».

ميدانيا، وضمن تصدّيها المتواصل لقوات الاحتلال الإسرائيلي في ملحمة «طوفان الأقصى»، ومواصلةً لضرب قوات «جيش» الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، دكّها مقرّ قيادة لواء «ناحال» الإسرائيلي، والذي يعمل في محور «نتساريم»، بقذائف «الهاون» من العيار الثقيل. 

بدورها، أكدت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنّها قصفت حشداً لجنود الاحتلال في تجمّع «رعيم» الاستيطاني، برشقةٍ صاروخية.

وفي غضون ذلك، نشر الإعلام الحربي للسرايا مشاهد توثّق استهداف آلية عسكرية إسرائيلية، من نوع «ميركافا 4»، بالإضافة إلى قصف الحشود العسكرية التابعة للاحتلال، عند محاور التصدي للتقدم، في مدينة غزة.

وفي إطار التعاون بين مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية، قصفت كتائب شهداء الأقصى موقع «كفار عزة» العسكري الإسرائيلي، برشقة صاروخية، بالاشتراك مع كتائب المقاومة الوطنية، قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

ووفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، لم يبقَ في قطاع غزة فعلياً إلا لواء «ناحال» و»الفرقة 162»، اللذان يتوليان مهمة تأمين ممر «نتساريم»، في محاولة لمنع سكان غزة من العودة إلى مناطق الشمال.

وامس تعرضت مناطق عدة في قطاع غزة لغارات إسرائيلية ، سقط فيها شهداء وجرحى، بينما تواصل المقاومة الفلسطينية مواجهة الاحتلال واستهداف وحداته القتالية في مناطق متفرقة من القطاع.

وقال المتحدث الرسمي بإسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القُدرة إن حجم القتل والدمار الذي تسببت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة هائل ويفوق الوصف وحتى الخيال.

وأضاف القدوة أن 90% من المباني والمنشآت والأبراج السكنية والمنازل في القطاع مُسح بشكل كامل.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أنه خلال الساعات الـ24 الأخيرة، وصل إلى المستشفيات 32 شهيدا، و47 مصابا، بينما لايزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم.

وبذلك يرتفع العدد الإجمالي لضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة، منذ السابع من تشرين الأول إلى 33 ألفا و207 شهداء، و75 ألفا و933 جريحا.

انتشال جثامين

وبعد انسحاب القوات الإسرائيلية من خان يونس، أفيد عن انتشال جثامين 84 شهيدا من مناطق متفرقة في المدينة منذ صباح الاثنين.

وقد شيع أهالي خان يونس عشرات الشهداء الذين انتُشلت جثامينهم بعد انسحاب قوات الاحتلال من المناطق الشرقية للمدينة.

كما أفيد عن انتشال جثامين 3 شهداء من شرق بني سهيلا في خان يونس ونقلها إلى مستشفى غزة الأوروبي. وأكد عدد من الأهالي أن أبناءهم تغيبوا عن منازلهم منذ أكثر من شهر، ليجدوا جثثهم بعد انسحاب قوات الاحتلال من المنطقة.

في السياق ذاته، انتشلت طواقم وزارة الصحة الفلسطينية جثامين 30 شهيدا من مجمع الشفاء الطبي، بحضور وفد من الأمم المتحدة.

وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال نفذت إعدامات ميدانية في حق عشرات الفلسطينيين ودفنتهم في حفر في باحات المستشفى، بينما تواجه الطواقم الطبية معوقات كبيرة بسبب النقص الكبير في الإمكانيات.

بدوره، وصف مدير «مستشفى كمال عدوان»، الدكتور حسام أبو صفية الوضع في المستشفى بالصعب، نظرا لوضع المرضى هناك.

وأضاف الدكتور أبو صفية، أن العجز عن توفير مادة الأكسجين في المستشفى الذي يقع في بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة، يهدد حياة مئات المرضى فيه وفي باقي المراكز الصحية والمستشفيات، باعتبار أن «مستشفى كمال عدوان» هو المزود الرئيسي لها بمادة الأكسجين.

من جهتها أعلنت حركة الجهاد الإسلامي، اعتقال جيش الاحتلال الإسرائيلي الناطق الإعلامي باسم الحركة في قطاع غزة طارق سلمي وتعرضه للتنكيل. وقالت الحركة، في منشور عبر منصة تليغرام، «ندين إقدام جيش العدو على اعتقال طارق سلمي الناطق الإعلامي باسم الحركة، والتنكيل به». وحملت الحركة، إسرائيل «المسؤولية كاملة عن سلامته».

ولم توضح الحركة حيثيات اعتقال سلمي أو تاريخ اعتقاله، فيما لم يصدر عن إسرائيل أي تعقيب على الأمر.

واشنطن

سياسيا أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، أنّ الولايات المتحدة أوضحت لـ «إسرائيل» أنّ أي تحرك عسكري في اتجاه رفح «سيترك تداعياتٍ جديةً»، مشدداً على أنّ بلاده «لا ترغب في رؤية أي عمل عسكري في اتجاه المدينة، تحت أي ظرف».

وأضاف ميلر أنّ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، سيُجري مشاوراتٍ معمقةً خلال الأيام المقبلة، من أجل البحث في هذه المسألة، على نحو «يتّسق مع الشروط الأميركية المعلنة»، على حدّ قوله.

وأعربت الوزارة عن اعتقادها أنّ «إسرائيل غير قادرة على ترحيل نحو 1.5 مليون فلسطيني من رفح»، مؤكدةً أنّ واشنطن «لم تطّلع على موعد لاجتياح إسرائيلي للمدينة، ولا ترى علامات على وجود عملية برية كبرى وشيكة فيها».

وأقرّ المتحدث باسم الخارجية الأميركية بأنّ الخطوات، التي اتُّخذت، «غير كاملة بعدُ»، وبأنّه «كان يجب تطبيقها منذ زمن»، مؤكداً أنّها يجب أن تكون «نقطة انطلاق لمسار أشمل وأكثر أمناً».

وفي ردّه على سؤال بشأن تأخر توقيت التحرك الأميركي، أشار ميلر إلى وجود «حالة من الإحباط» بين المسؤولين في واشنطن، الذين رأوا أنّ التدابير الإسرائيلية المطبَّقة سابقاً «لم تكن كافيةً لتحييد المدنيين».

وتطرّق ميلر، في حديثه، إلى المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، موضحاً أنّ فريق المفاوضات الإسرائيلي «يتمتّع بتفويض رسمي كي يُجري المحادثات، والذهاب إلى أبعد مما سبق».

وأوضح أيضاً أن «لا صحة للتقارير بشأن رسالة إيران المتداولة، فيما يتعلق بربط ردّها على الهجوم (على قنصليتها في دمشق) بالتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة».

وجدّد المسؤول الأميركي التعبير عن قلق واشنطن من «اتّساع رقعة الصراع»، متحدثاً عن كون بلاده «لا تزال في حالة تقويم لطبيعة المبنى المستهدف في دمشق، كونه بعثةً ديبلوماسيةً أو لا»، في محاولة لتخفيف مسؤولية الاحتلال عن استهداف القنصلية.

كما لفت ميلر إلى أنّ بلينكن «كرّر رؤية الولايات المتحدة بشأن ضرورة عودة الفلسطينيين إلى شمالي قطاع غزة، مع الإقرار بحجم الضرر الذي لحق بمنازل السكان والبنى التحتية هناك». وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية إنّ الولايات المتحدة «أبلغت إسرائيل مراراً أهمية عمل وكالة الأونروا في القطاع، وضرورة استمراريته».

وأكد أنّ الأهم هو «التوصل إلى وقف إطلاق النار»، مشيراً، في الوقت نفسه، إلى أنّ تقويم واشنطن يفيد بـ»عدم انتهاك إسرائيل القانون الإنساني»، على الرغم من استشهاد أكثر من 33 ألف فلسطيني حتى الآن، من جراء حرب الإبادة التي يشّنها الاحتلال على القطاع.

القادة الثلاثة

وامس قال قادة الأردن ومصر وفرنسا، الملك عبد الله الثاني، والرئيسان عبد الفتاح السيسي وإيمانويل ماكرون، إن الخسائر البشرية بغزة «لا تطاق»، مؤكدين «الحاجة الملحة» لوقف «فوري» لإطلاق النار في غزة والإفراج عن «جميع الرهائن»، محذرين إسرائيل من «عواقب خطيرة» لهجومها المحتمل على رفح.

وكتب القادة الثلاثة، في مقالة رأي نشرتها أربع صحف يومية هي «لوموند» الفرنسية و»واشنطن بوست» الأميركية و»الرأي» الأردنية والأهرام «المصرية»، أن «الحرب في غزة والمعاناة الإنسانية الكارثية التي تتسبب فيها يجب أن تنتهي الآن».

وجاء في المقالة «قبل 10 أيام، اضطلع أخيرا مجلس الأمن بمسؤوليته من خلال المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، في خطوة حاسمة يجب تنفيذها بالكامل دون مزيد من التأخير».

وأضافوا أنه «وعلى ضوء الخسائر البشرية التي لا تطاق، ندعو إلى التنفيذ الفوري وغير المشروط لقرار مجلس الأمن رقم 2728، كما نشدد على الحاجة الملحة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة».

فرنسا

قال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه إنه يجب ممارسة ضغوط وربما فرض عقوبات على إسرائيل كي تفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة.

وقال سيجورنيه لإذاعة «آر إف آي» وقناة فرانس 24 التلفزيونية «يجب أن تكون هناك وسائل ضغط، وهناك وسائل متعددة تصل إلى العقوبات للسماح بعبور المساعدات الإنسانية من نقاط التفتيش». وأضاف «فرنسا من أوائل الدول التي اقترحت أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين الذين يرتكبون أعمال عنف في الضفة الغربية، وسنستمر إذا لزم الأمر حتى نتمكن من إدخال المساعدات الإنسانية».

تركيا

أعلنت تركيا تقييد تصدير بعض منتجاتها إلى «إسرائيل» اعتبارا من امس، مشترطة الوقف الفوري للحرب على قطاع غزة لرفع تلك القيود، الأمر الذي اعتبرته تل أبيب تضحية بمصالح تركيا الاقتصادية من أجل حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وقالت وزارة التجارة التركية في بيان لها «إن قرار تقييد الصادرات إلى إسرائيل يشمل 54 منتجا، منها الإسمنت وحديد الإنشاءات والفولاذ المسطح والرخام والسيراميك». 

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران