اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

نفّذت إيران هجوما بمسيّرات وصواريخ على "إسرائيل"، مساء السبت إلى فجر الأحد، هو أوّل هجوم مباشر من هذا النوع تشنّه طهران ضدّ تل أبيب، بعد حوالي أسبوعين على قصف القنصليّة الإيرانيّة في دمشق.

وأكّد الحرس الثوري الإيراني شنّ هجوم "بمسيّرات وصواريخ" على "إسرائيل" ردا على القصف الذي استهدف القنصليّة الإيرانيّة في دمشق الأسبوع الماضيوتسبّب باستشهاد 16 شخصا بينهم عناصر وقياديّان في الحرس الثوري الإيراني.

في الوقت نفسه، نفّذ حلفاء لإيران في المنطقة هجمات ضدّ "إسرائيل"، حزب الله عبر صواريخ كاتيوشا أطلِقت في اتّجاه هضبة الجولان، والحوثيّون في اليمن عبر مسيّرات في اتّجاه الأراضي الإسرائيليّة.

وندّدت دول عدّة بالهجوم، وتخوّفت من خطورة التصعيد. ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة الأحد بناءً على طلب "إسرائيل"، للبحث في الهجوم.

وأعلن مسؤول أميركي في وزارة الدفاع أنّ القوّات الأميركيّة في الشرق الأوسط أسقطت مسيّرات أطلقتها إيران على "إسرائيل"، من دون تفاصيل إضافيّة، بينما طلبت إيران من واشنطن عدم التدخّل في النزاع بينها وبين "إسرائيل".

"نزاع بين إيران والنظام الإسرائيلي"

وقالت البعثة الإيرانيّة لدى الأمم المتحدة في رسالة عبر منصّة "إكس"، "هذا نزاع بين إيران والنظام الإسرائيلي، ويجب على الولايات المتحدة البقاء في منأى عنه".

وقالت إنّ "العمل العسكري الإيراني نُفّذ على أساس المادّة 51 من ميثاق الأمم المتحدة المتعلّق بالدفاع عن النفس، وكان ردا على عدوان النظام الصهيوني على مقارّنا الدبلوماسيّة في دمشق".

وأضافت أنّ "المسألة يمكن اعتبارها منتهية. لكن إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر، فإنّ ردّ إيران سيكون أشدّ خطورة بكثير".

وسمع دويّ انفجارات فجرا في أجواء القدس، وفق صحافيّين في وكالة "فرانس برس"، وانطلقت صفارات الإنذار في المدينة.

كما أطلِقت صفارات الإنذار في شمال "إسرائيل" وفي منطقة النقب في جنوب البلاد.

وأفادت وكالة الأنباء الإيرانيّة الرسميّة "إرنا" بأنّ أكبر قاعدة جوّية في النقب في جنوب "إسرائيل" تعرّضت لأضرار جسيمة بعدما أصابتها صواريخ إيرانيّة ليل السبت الأحد.

وقال التلفزيون الرسمي الإيراني إنّه "وفقاً للمعلومات الواردة، فإنّ نصف الصواريخ التي أُطلِقت قد أصابت هدفها بنجاح".

"هجوم واسع بمسيرات وصواريخ"

وكان التلفزيون الإيراني تحدّث عن "هجوم واسع بمسيّرات وصواريخ" على "إسرائيل".

ونقل عن الحرس الثوري أنّ العملية التي سمّيت "الوعد الصادق" جاءت "ردا على الجرائم العديدة التي ارتكبها النظام الصهيوني، خصوصا الهجوم على الفرع القنصلي لسفارة جمهوريّة إيران الإسلاميّة في دمشق واستشهاد مجموعة من القادة والمستشارين العسكريّين لبلادنا في سوريا".

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانيّة الرسميّة "إرنا" أنّ "الحرس الثوري أطلق عشرات الصواريخ البالستيّة على أهداف محدّدة ضد إسرائيل".

في المقابل، أعلن متحدّث باسم الجيش الإسرائيلي فجر الأحد أنّ إيران أطلقت أكثر من 200 مسيّرة وصاروخ باتّجاه إسرائيل، مضيفا أنّه تمّ اعتراض "الغالبيّة العظمى" منها.

وقال المتحدّث باسم الجيش دانيال هغاري، في كلمة متلفزة: "أطلق النظام في إيران سربا كثيفاً مكونا من 200 طائرة مسيّرة فتّاكة وصواريخ بالستيّة وصواريخ كروز"، مشيراً إلى أن "عددا من الصواريخ الإيرانيّة سقط في الأراضي الإسرائيليّة، ما أدّى إلى حدوث أضرار طفيفة في قاعدة عسكريّة، لكن من دون وقوع ضحايا". وأصيبت "فتاة صغيرة بجروح".

وأغلقت "إسرائيل" كما عدد من دول المنطقة خلال الهجوم، مجالها الجوي.

فقد نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إيران أطلقت، خلال هجومها الذي استمر 5 ساعات، 185 طائرة بدون طيار "مسيرة" و36 صاروخ كروز و110 صواريخ أرض أرض.

وأكدت وسائل إعلام "إسرائيلية" هذه الأرقام وقالت "إيران أطلقت 185 طائرة مسيرة و110 صواريخ أرض-أرض و36 صاروخ كروز في هجومها على إسرائيل".

دفاع وهجوم

وجمع رئيس الوزراء الإسرائيلي معاونيه وحكومة الحرب في مكان سرّي آمن، وفق ما قال مكتبه.

وقال نتنياهو مساء السبت إن "إسرائيل" استعدّت لـ"احتمال تعرّضها لهجوم مباشر من إيران"، و"مستعدة لمواجهة أيّ سيناريو دفاعياً كان أو هجومياً".

وأعلن حزب الله الذي يخوض مواجهات يومية مع "إسرائيل" منذ أكثر من ستة أشهر، ليل السبت إلى الأحد، أنه أطلق "عشرات من صواريخ الكاتيوشا" على ثكنة إسرائيلية في الجولان، بينما دوّت صفارات الإنذار في شمال "إسرائيل".

وأفادت وكالة "أمبري" البريطانية للأمن البحري بأنّها تلقّت تقارير مفادها أنّ "الحوثيين أطلقوا طائرات من دون طيّار باتجاه إسرائيل".

ولفتت إلى أنّ عمليّة الإطلاق من جانب المتمرّدين المدعومين من طهران تمّت "بالتنسيق مع إيران"، مشيرة إلى أنّ "الموانئ الإسرائيليّة تُعتبر أهدافاً محتملة" للهجوم.

وكانت قوة بحرية تابعة للحرس الثوري الإيراني اعترضت السبت سفينة حاويات تحمل اسم "ام سي اس أريز" مرتبطة بإسرائيل قرب مضيق هرمز وعلى متنها 25 بحارا. ونقلتها الى إيران.

ودعا البيت الأبيض إيران إلى الإفراج فورا عن ناقلة الحاويات وطاقمها.

ودعا وزير الخارجية "الإسرائيلي" يسرائيل كاتس الاتحاد الأوروبي الى إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة "المنظمات الإرهابية"، بعد احتجاز السفينة.

وقطع الرئيس الأميركي جو بايدن عطلة نهاية أسبوع خارج واشنطن وعاد إلى البيت الأبيض لإجراء مشاورات عاجلة مع فريقه للأمن القومي "بشأن التطورات في الشرق الأوسط".

وقال بايدن عبر منصة "إكس" إنّ "التزامنا ثابت (دفاعا عن) أمن إسرائيل في وجه تهديدات إيران ووكلائها".

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو وبايدن تحادثا هاتفيا الليلة.

واعتبرت باريس أن هجوم إيران "يتجاوز عتبة جديدة" في زعزعة الاستقرار.

وندد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بالهجوم الإيراني "المتهور"، مؤكداً أن بريطانيا "ستواصل الدفاع عن أمن اسرائيل".

وأعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عبر منصة "إكس"، أن الاتحاد "يدين بشدة" هجوم إيران، منددا بـ"تصعيد غير مسبوق" و"تهديد خطير للأمن الإقليمي".

ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "بشدة التصعيد الخطير" المتمثل في الهجوم الإيراني على إسرائيل.

وأكدت مصر عبر وزارة خارجيتها أنها على "اتصال مباشر بكل أطراف النزاع لمحاولة احتواء الوضع"، مع تحذيرها من "خطر توسع إقليمي للنزاع".

وقال متحدّث باسم البعثة الدبلوماسيّة المالطيّة إلى الأمم المتحدة التي تتولّى رئاسة مجلس الأمن في أبريل إن المجلس سيعقد اجتماعا الأحد (20,00 بتوقيت غرينتش).

وفي رسالة وجّهها إلى المجلس، دعا سفير "إسرائيل" لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان إلى عقد اجتماع "على الفور لإدانة إيران بشكل لا لبس فيه لهذا الانتهاك الخطير"، داعياً المجلس إلى "العمل على تصنيف" الحرس الثوري الإيراني "منظّمة إرهابية".

وارتفعت وتيرة التوتر والعداء بين إيران وإسرائيل، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس التي تدعمها طهران، في السابع من أكتوبر.

وخلّفت ستّة أشهر من الحرب آلاف القتلى والجرحى ودمارا واسعا وأزمة إنسانية خطيرة في قطاع غزة أوصلت سكّانه إلى حافّة الجوع. كما تسببت بمواجهات وتوترات في المنطقة.

وتجري منذ أيام جولة جديدة من المفاوضات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر للتوصل إلى هدنة في الحرب يتم بموجبها وقف إطلاق النار والإفراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

نقلت "سكاي نيوز عربية " عن وسائل إعلام أميركية و"إسرائيلية" أن إيران أطلقت على "إسرائيل" ما يزيد على 330 مسيرة وصاروخا، خلال "الرد الإيراني" على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق في وقت سابق.


الأكثر قراءة

«اسرائيل» تواصل التهويل: انسحاب حزب الله او الحرب الشاملة تعديلات بالشكل لا بمضمون «الورقة الفرنسية» لا بروفيه وامتحان موحد لـ«الثانوية»