اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كثرت التكهنات قبل الضربة عن حجمها ومكانها. كان يمكن لإيران أن ترد بشكل متماثل ضد مصالح «إسرائيلية» في الخارج أو أهداف بحرية «إسرائيلية» أو مواقع تعد خارج السيادة «الإسرائيلية» المباشرة، لكنها اختارت الرد المباشر في رسائل مباشرة أيضا. في غضون ذلك، أنهى مجلس الحرب «الإسرائيلي» اجتماعه المخصص لمناقشة رد محتمل على الهجوم الإيراني الذي استهدف «إسرائيل» قبل يومين، في ظل تقارير تتوقع ردا «إسرائيليا» قريبا.

وفيما لم يصدر بيان عن الاجتماع، قالت وسائل إعلام «إسرائيلية» إن مجلس الحرب سيعقد اجتماعا آخر اليوم ، لمواصلة بحث خيارات الرد على إيران، وتحدثت المصادر عن التوجه لتبني خيار هجوم محدود على منشأة داخل إيران.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن مسؤولين غربيين توقعهم أن يأتي الرد «الإسرائيلي» على إيران بشكل سريع.

من جانبها، ذكرت صحيفة «إسرائيل اليوم» إن رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب لقاء زعماء المعارضة، لإطلاعهم على المستجدات بشأن الهجوم الإيراني. وقال المتحدث باسم الحكومة آفي هيمان لـ»إم إس إن بي سي» إن «إسرائيل» تحتفظ بحقها في الدفاع عن النفس بعد هجوم إيران.

كما نقلت شبكة «سي إن إن» عن مسؤولين «إسرائيليين» أن مجلس الحرب مصمم على الرد على هجوم إيران، وأن أعضاءه يناقشون توقيته ونطاقه، مشيرين إلى أن مجلس الحرب يدرس كذلك خيارات ديبلوماسية لزيادة عزلة إيران دوليا. وذكر الشبكة أن العضو بمجلس الحرب بيني غانتس دفع باتجاه رد أسرع على هجوم إيران، وأن نتنياهو أحجم حتى الآن عن اتخاذ القرار.

ونقلت «سي إن إن» عن مصدر لم تذكره، أن غانتس يعتقد أنه كلما تأخرت «إسرائيل» في ردها على الهجوم الإيراني، أصبح من الصعب حشد الدعم الدولي لذلك.

رد عسكري

من جانبها، ذكرت «هيئة البث الإسرائيلية» أن ردا عسكريا إسرائيليا على الهجوم الإيراني أُلغي بعد محادثة بين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن، في حين نقلت شبكة «إن بي سي» الأميركية عن مسؤول «إسرائيلي» في مكتب نتنياهو، أن «إسرائيل» ستتشاور مع جميع شركائها بشأن الرد على إيران، لكن القرار في النهاية يعود لها. وأضاف المسؤول «الإسرائيلي» أنه لا يمكن «لإسرائيل» أن تسمح بهجوم كبير كهذا عليها من دون أن ترد، وأن الأمر متروك لمجلس الحرب ليقرر.

وقالت الشبكة إن كبار المسؤولين الأميركيين يشعرون بالقلق من أن «إسرائيل» قد ترد بشكل متسرع على الهجمات الإيرانية وتثير صراعا إقليميا أوسع قد تنجر إليه واشنطن. ونقلت عن مصادر مطلعة أن الرئيس الأميركي جو بايدن أعرب سرا عن قلقه من أن يحاول نتنياهو جر واشنطن إلى صراع أوسع. كما نقلت عن مسؤول كبير بالإدارة الأميركية أن بايدن أبلغ نتنياهو في مكالمة هاتفية بأن الولايات المتحدة لن تشارك في عمليات هجومية ضد إيران، وأنه ينبغي على «اسرائيل» ألا تشن ردا انتقاميا ضد إيران.

طهران تتوعد

على الجانب الآخر، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان «في حال اعتداء الكيان الصهيوني، فإن رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيكون فوريا وواسع النطاق وبأقصى حد».

وبحث عبد اللهيان مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيف بوريل خلال اتصال هاتفي القضايا الإقليمية والدولية المهمة، وخاصة على القنصلية الإيرانية في دمشق فضلا عن الأزمة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة.

وأشار عبد اللهيان إلى الاعتداءات «الإسرائيلية» المتكررة واعتبرها «انتهاكا واضحا لاتفاقية فيينا، وتجاوز الخط الأحمر للجمهورية الإسلامية الإيرانية». وأضاف» أمام التقاعس الدبلوماسي للأمم المتحدة ومجلس الأمن عن إصدار بيان واحد يدين هذا العمل، لم يكن أمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خيار سوى معاقبة الكيان الصهيوني في إطار الدفاع المشروع».

وقال مندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة أمير سعيد إرافاني «إن «إسرائيل» تدرك ما سيكون رد طهران الثاني، محذرا «تل أبيب» من خطورة أي رد ضدها». وقال إرافاني في تصريح لقناة «سكاي نيوز» الأميركية، بعد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، تعليقا على تصريحات «إسرائيل» بالرد على هجوم إيران «أعتقد أن هذا مجرد تهديد وكلام فارغ. إنهم يعلمون ردَّنا الثاني بالمثل. إنهم يدركون أن الرد التالي سيكون أشد حسمًا». وأعرب عن اعتقاده بأن «هناك نتائج وصلت الأطراف إليها» بهذا الشأن، مضيفا «على إسرائيل ألا ترد عسكريا».

مجلس الامن

في غضون ذلك، قال ممثل إيران في الأمم المتحدة أمير سعيد إرافاني، إن قوات بلده شنت ضربات على أهداف عسكرية «إسرائيلية» في إطار «حقها في الدفاع عن النفس»، في حين دعا السفير «الإسرائيلي» لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان مجلس الأمن الدولي إلى فرض «كل العقوبات الممكنة» على طهران .

وجاء حديث المندوبين خلال جلسة طارئة ومفتوحة لمجلس الأمن الدولي، لبحث الرد الإيراني على «إسرائيل»، حيث حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الشرق الأوسط «على حافة الهاوية».

إدانات ودعوات للتهدئة

وتصدرت الإدانات للرد الإيراني على «إسرائيل» والدعوات للتهدئة ومنع التصعيد بالمنطقة كلمات الدول الأعضاء في جلسة مجلس الأمن.

وقال روبرت وود نائب المندوبة الأميركية إن «من واجب مجلس الأمن ألا يترك تصرفات إيران تمر دون رد»، مشيرا إلى أن واشنطن ستتخذ تدابير إضافية لمحاسبة إيران في الأمم المتحدة بالتشاور مع الدول الأعضاء. وأكد أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى التصعيد، «وكانت أفعالنا ذات طبيعة دفاعية بحتة».

أما المندوب الروسي فقال إن «ما نشهده اليوم بمجلس الأمن عرض للنفاق والمعايير المزدوجة ويكاد يكون مخجلا». وأضاف أن «ما حدث أمس لم يأت من فراغ وجاء نتيجة لعدم تحرك المجلس ردا على هجوم إسرائيل». وقال مندوب الجزائر في الأمم المتحدة إن «الشرق الأوسط يمر بظرف دقيق يحتم على الجميع الخضوع للقانون الدولي». وأضاف «نحن أمام مفترق طرق إما الالتزام بالقانون الدولي وإما الدخول في فوضى».

كما دانت ممثلة بريطانيا في الأمم المتحدة باربرا وودوارد الهجوم الإيراني على «إسرائيل»، وعدته متهورا «لأنه هدد حياة آلاف المدنيين».

ودانت ممثلة فرنسا في الأمم المتحدة ناتالي برودهرست الهجوم الإيراني، ووصفته بـ «غير المسبوق».

وأهاب ممثل اليابان في الأمم المتحدة إشيكان كيميهيرو بـ «جميع الأطراف إدانة التصعيد وممارسة أقصى درجات ضبط النفس بالشرق الأوسط».

حافة الهاوية

من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن بشكل عاجل إلى تهدئة الوضع في الشرق الأوسط، مؤكدا أن المنطقة «على حافة الهاوية، وشعوب المنطقة تواجه خطرا حقيقيا لصراع مدمر واسع النطاق». وأضاف أن الوقت حان لنزع الفتيل وخفض التصعيد وممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وقال غوتيريش «لدينا مسؤولية مشتركة للعمل من أجل السلام، فلا المنطقة ولا العالم يستطيعان تحمل حرب أخرى».

في غضون ذلك، حثت بريطانيا وألمانيا «إسرائيل» على عدم الرد على الهجوم الإيراني الذي اعتبرت برلين أن «إسرائيل» حققت «نصرا دفاعيا خلاله»، بينما دعت فرنسا لتجنب التصعيد في المنطقة. لكن إيران توعدت برد سريع وفوري حال تعرضها «لاعتداء إسرائيلي».

وفي لندن، حث وزير الخارجية ديفيد كاميرون «إسرائيل» على عدم الرد بعد هجوم شنته إيران بطائرات مسيرة وصواريخ، وقال إن خطوة طهران «فشلت بالكامل تقريبا» وإن التركيز يجب أن ينصب على التوصل لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

وقال كاميرون في تصريحات تلفزيونية «إذا كنت في «إسرائيل هذا الصباح فستفكر بشكل سليم بأن لديك الحق الكامل للرد على ذلك وهو حقهم بالفعل. لكن نحثهم على أنه لا ينبغي عليهم التصعيد». وتابع قائلا «شكل ذلك بعدة طرق هزيمة مزدوجة لإيران. الهجوم كان فاشلا بالكامل تقريبا وأظهروا للعالم أنهم أصحاب التأثير الشرير في المنطقة.. لذلك نأمل ألا يكون هناك رد انتقامي».

من جانبها، جددت ألمانيا إدانتها للهجوم الإيراني على «إسرائيل»، ودعت طهران إلى الوقف الفوري لجميع ما وصفته بأعمال العنف ضدها. جاء ذلك في اتصال هاتفي بين وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، ونظيرها الإيراني حسين عبد اللهيان، وفق بيان نشرته الخارجية الألمانية مساء أمس. وأكد البيان على إدانة برلين للهجوم الإيراني على «إسرائيل « بأشد العبارات، وأضاف أن بيربوك دعت أيضا إيران إلى الإفراج عن سفينة الشحن «MSC Aries» والإسهام في وقف التصعيد، كما أعربت عن تأييد بلادها لتوسيع العقوبات ضد إيران، وتضامنها الكامل مع «إسرائيل».

من جهته، دعا المستشار الألماني أولاف شولتس» إسرائيل» إلى المساهمة في وقف التصعيد، وقال في شنغهاي إن الصد الناجح إلى حد كبير لحوالي 300 طائرة بدون طيار وصاروخ هو «نجاح ربما لا ينبغي إهداره» وأضاف «لذلك فإن نصيحتنا هي المساهمة في وقف التصعيد». كما حذر شولتس إيران مرة أخرى، مضيفا أن الهجوم الأول على الإطلاق على الأراضي الإسرائيلية كان بمثابة «تصعيد سيئ لم يكن ينبغي أن يحدث، ولا يمكن لإيران أن تستمر في التعامل مع هذا الأمر بهذه الطريقة».

أمن المنطقة

وفي باريس، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستبذل كل ما بوسعها لتجنب المزيد من التصعيد في الصراع بين «إسرائيل» وإيران بالشرق الأوسط، مؤكدا أن طائرات فرنسية شاركت في اعتراض بعض الصواريخ والمسيّرات التي أطلقتها إيران نحو «إسرائيل» في أجواء الأردن. 

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران