اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بسيناريو مُحبط لجماهيره كالعادة غادر برشلونة دوري أبطال أوروبا، بينما كان متقدمًا في أول نصف ساعة من مباراة إياب دور الـ8 على باريس سان جيرمان بأربعة أهداف مقابل هدفين في مجموع المواجهتين.

الخروج جاء بسبب مجموعة من القرارات الكارثية التي وجد برشلونة عناصره يأخذونها في ظرف دقائق قليلة، واجتمعت كلها لتشكيل واحدة من أسوأ سيناريوهات خروج النادي الكاتالوني في العشرية الأخيرة.

قرار تمريرة أراوخو

المشكلة الأولى والأكبر والتي نتجت عنها سلسلة من القرارات الخاطئة مثل التفاعل الكيميائي كان قرار كسر أراوخو لخطين من خطوط باريس سان جيرمان هما الهجوم والوسط بتمريرة واحدة ليبدأ هجمة جديدة.

ذلك القرار السخيف منطقا ووقتا كان بداية السقوط المروع للنادي الكاتالوني، فكرة أراوخو لم تصل لأي عنصر في برشلونة، بل قطعها باريس سان جيرمان وبدأ مرتدة خطيرة.

سخافة منطق ذلك القرار تتلخص في أن أراوخو ليس أفضل من يخرج الكرات من الخلف، ما بالك بإخراجها لتكسر خطا أو خطين من خطوط المنافس، وسخافته توقيتًا تأتي لأن الفريق الكاتالوني كان متقدمًا في النتيجة ولا داعي للتسرع بمثل تلك التمريرات، في حين أن استهلاك الوقت بالتمرير القصير سيكون أفضل.

قرار التدخل بهذا الشكل

وليصلح أراوخو الخطأ الفادح الذي وقع فيه قرر النجم الأوروغوياني أن يتدخل بشكل سيئ للغاية ويعرقل برادلي باركولا والذي كان منفردا بمرمى برشلونة.

أراوخو كان يعلم تمام العلم أن جزاء تلك المخالفة هي الطرد المباشر، مع ذلك استمر في محاولة العرقلة، على أمل أن يتغاضى الحكم عن القرار الأوضح لوجود زميله باو كوبارسي على حدود المنطقة، كما حاول أن يبرر للحكم بعد البطاقة، لكن تبريره لم يكن كافيا ليتراجع قاضي الملعب عن قراره.

السيناريوهات البديلة أمام أراوخو كانت الاستمرار في الركض بخط مستقيم ليضايق باركولا على أمل أن يغلق تير شتيغن وباو كوبارسي زوايا التسديد قريبا ويتعرض لاعب باريس لبعض الضغط فيهدر الكرة.

أسوأ سيناريو ممكن كان تسجيل باركولا من تلك الكرة، واستمرار برشلونة في المباراة بـ11 لاعبا أمام جماهيرهم، ووقتها سيكون النادي الكتالوني متقدما في النتيجة وفرصه في الفوز أفضل.

لكن معالجة أراوخو لقراره الخاطئ بآخر أسوأ منه تسبب بشكل مباشر في لعب برشلونة لأكثر من ساعة من عمر اللقاء منقوصًا من أفضل عناصره الدفاعية.

قرار تبديل يامال

لم تتوقف سلسلة القرارات السيئة هنا عند دخول أراوخو بذلك الشكل على باركولا وحصوله على بطاقة حمراء مباشرة، فقد كان رد فعل تشافي هيرنانديز، المدير الفني لبرشلونة، أسوأ بكثير.

ضع نفسك كمحب لكرة القدم مكان تشافي، فريقك أصبح منقوصا وخوض ساعة دفاعية بشكل كامل أصبح سيناريو مفروضا عليك، من يجب عليك أن تتخلى عنه في الملعب؟ مهاجم سريع ويجيد المراوغة والتحولات الهجومية؟ أم آخر بطيء كان دوره في أول نصف ساعة بمثابة محطة لنقل اللعب للأمام وهو دور لن يستطيع القيام به بوجود ذلك النقص العددي؟ أم ربما لاعب وسط لم يكن في أفضل أوقاته؟!

أيًا ما كانت الإجابة لن تكون المهاجم السريع الذي يجيد التحولات والذي صنع لتوه الهدف الأول، لكن تشافي ومساعده وشقيقه أوسكار وكل من كانوا على مقاعد البدلاء لم يروا ذلك فأخرجوا لامين يامال، اللاعب الوحيد الذي كان يستطيع نقل برشلونة لنصف ملعب باريس سان جيرمان وتشكيل خطورة على مرماهم.

أخطاء ليفاندوفسكي

الأمور لم تتوقف عند تلك الدقيقة الـ34 التي تم فيها التبديل المشؤوم على جماهير النادي الكتالوني، لكنه استمر لما بعد ذلك من قرارات سيئة من نجوم برشلونة وعلى رأسهم روبرت ليفاندوفسكي.

يكفيه فقط الكرة التي جاءت في آخر 5 دقائق وقرر بدلا من تمريرها لفيران توريس الخالي من الرقابة أن يسددها من خارج منطقة الجزاء دون رؤية واضحة للمرمى.

الخلاصة

ربما يكون برشلونة قد غادر دوري أبطال أوروبا بالفعل، لكن لا يجب أن تكون تلك هي نهاية لهذا الجيل، فقد كان الخروج بسبب قلة واضحة في الخبرات، انعكست على صناعة القرار لدى معظم العناصر، وفي مقدمتهم رونالد أراوخو وتشافي هيرنانديز.

تشافي سيغادر وربما يستعين برشلونة بعنصر خبرة فيما هو قادم، لكن هذا لن يكفي، فسيتوجب على هذا الشخص أن ينقل خبرته لهؤلاء الشباب الذين قدموا بالفعل أكثر مما هو متوقع منهم في تلك النسخة من دوري أبطال أوروبا.

"دمرنا أنفسنا".. غوندوغان يعدد أسباب خروج برشلونة

الى ذلك، يرى إلكاي غندوغان، لاعب وسط برشلونة، إن فريقه يتحمل وحده مسؤولية خروجه أمام باريس سان جيرمان.

وقال غوندوغان لشبكة "تي.إن.تي سبورتس": "أشعر بخيبة أمل وإحباط كبيرين.. كنا نسيطر تماما على المباراة وتقدمنا بهدف قبل أن ندمر أنفسنا".

وأقر الدولي الألماني بأن البطاقة الحمراء غيرت مجرى المباراة، ليضيف: "هذا هو دوري أبطال أوروبا، بغض النظر عن المنافس.. في مثل هذه المواجهات المهمة مع اللعب بـ10 لاعبين في وقت مبكر جدا.. يصبح الأمر مستحيلا وتودع المسابقة للأسف".

وبعد الهزيمة الثلاثاء، وبخ تشافي هرنانديز مدرب برشلونة، الحكم إشتفان كوفاتش، وقال إن أداءه كلف الفريق الإسباني خسارة مكانه في الدور قبل النهائي.

وأشهر كوفاتش البطاقة الحمراء لأراوخو وتشافي، كما تلقى 5 من لاعبي برشلونة بطاقات صفراء.

واتفق غوندوغان مع رأي مدربه بشأن الحكم، قائلا إنه "كان يجب أن يحصل على ركلة جزاء بعد تدخل من فيتينيا لاعب باريس سان جيرمان داخل المنطقة".

وأضاف اللاعب الألماني: "لم أشاهد معظم اللقطات المثيرة في الإعادة حتى الآن، لكني شعرت أنه كان سريعا للغاية في إشهار البطاقات الصفراء".

واستطرد: "في الشوط الثاني، أعتقد أنني كان يجب أن أحصل على ركلة جزاء.. بدا واضحا أنه يركلني، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإنني كنت سأستمر في الركض.. كانت ركلة جزاء بالنسبة لي".

واختتم: "هذا ما قلته له، على الأقل لكي يراجع المخالفة وأعطاني بطاقة صفراء.. لا أعرف كيف ظهرت المخالفة على شاشة التلفزيون، ربما أكون مخطئا". 

الأكثر قراءة

مقايضة اوروبية للبنان في ملف النزوح: مليار يورو مقابل دور «الشرطي»؟ بلينكن يتأكد ان حرب غزة مرتبطة بحرب الشمال: اما صفقة مع حماس او حرب شاملة عصابة «التيك توك» جريمة منظمة… المتورطون 30 والضحايا عشرات القاصرين!