اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعدّ السرطان أحد أكثر الأمراض شيوعًا وخطورة في العالم، تاركًا أثرًا عميقًا على حياة المرضى وعائلاتهم. يتطلب علاج السرطان رحلة طويلة وشاقة، غالبًا ما تتضمن علاجات قاسية مثل الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي.

وتلعب التغذية دورًا هامًا في رحلة العلاج هذه، حيث يمكن للنظام الغذائي المناسب أن يُحسّن من جودة حياة مرضى السرطان بشكل كبير.

العلاقة بين علاج السرطان والتغذية

بعيدًا عن كونه مجرد مصدر للطاقة، يُعدّ النظام الغذائي لمرضى السرطان استراتيجية استباقية لتقوية المناعة، ودعم فعالية العلاج، والحد من آثاره الجانبية. فهو بمثابة مفتاح يُتيح للمريض ليس فقط البقاء على قيد الحياة، بل العيش حياة صحية مليئة بالنشاط والحيوية قدر الإمكان. وفي حديث خاص لـ "الديار"، كشفت أخصائية التغذية "جولين نبهان" أن العلاجات الكيميائية والهورمونية وغيرها من علاجات السرطان تؤثّر على شهية المريض،  عملية الأيض لديه، خسارة أو زيادة الوزن وجميع الجوانب المرتبطة بالتغذية وتأثيرها على الجسم. لذا، يُعطى مريض السرطان نظام غذائي معيّن يتماشى مع حالته الصحية ويتمكن من تقوية مناعته.

بحسب "نبهان"، إنّ للعلاجات المذكورة آثارا  سلبية جمّة أهمها الإمساك، الغثيان، القيء، خسارة حاسة التذوق، التعب، الإسهال، بالإضافة إلى التعب النفسي والقلق اللذين يرافقان مريض السرطان ويسدان شهيّته على تناول الطعام.

هذا وغالباً ما يتضمن بعض العلاجات كعلاج سرطان الثدي "الكورتيزون"، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم وحدوث مقاومة للإنسولين، مما يؤدي إلى كسب المزيد من الوزن. بينما المرضى الذين يتلقون علاج سرطان البنكرياس، فهم أكثر عرضة لخسارة الوزن، لأن جسمهم لا يمتصّ المواد الغذائية.

دور أساسي للنظام الغذائي في رحلة السرطان

شددت أخصائية التغذية على أهمية النظام الغذائي في رحلة علاج السرطان نظراً لدوره في تخفيف الآثار الجانبية للمرض، يرفع من مستوى الطاقة، ينظم نسبة العضل التي يفقدها المريض، يقوي المناعة ويخفف من الإلتهابات التي قد تنتج عن الإصابة بالسرطان.

أما بالنسبة للنظام الغذائي الأمثل، فيجب تجنّب الأطعمة المصنّعة، المقلية والمشبعة بالدهون، واستبدالها بالأطعمة التي تحتوي على الكثير من الفيتامينات، المعادن، الأوميغا3 والقمحة الكاملة. كما يجب تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الفيتامين "د"، الذي يعمل على تقوية المناعة ويخفف من نسبة الإصابة بالإلتهابات. بالإضافة إلى تناول الفواكه والخضار المشبعة بالفيتامينات والمعادن.

كما سبق وذكرنا، إنّ مناعة مريض السرطان تكون خفيفة أي تتأثّر بأي عامل خارجي، لذا، نصحت "نبهان" بالإبتعاد عن اللحوم والأسماك النيئة، التأكّد من تناول اللحوم والأسماك المطهية جيداً لتجنّب الإصابة بالتسمم الغذائي. فضلاً عن ضرورة غسل الخضار والفواكه جيداً وتعقيمها قبل تناولها، وتناول الحليب والجبنة المبسترة.

ركائز النظام الغذائي لمرضى السرطان

- التنوع أساس المتانة: يُعتبر تنوع الأطعمة من أهم مبادئ النظام الغذائي لمرضى السرطان. يُنصح بتناول أطعمة من جميع المجموعات الغذائية الرئيسية بما فيها:

-   الحبوب الكاملة: تمد الجسم بالطاقة والمواد الغذائية الأساسية. يُفضل اختيار الحبوب الكاملة على المكرونة والخبز الأبيض.

- الخضار والفواكه: غنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي تقوي المناعة وتُحارب الشوارد الحرة المُسببة للضرر الخلوي.

- البروتين: ضروري لإصلاح الأنسجة والحفاظ على قوة العضلات. يُمكن الحصول عليه من اللحوم الخالية من الدهن، والأسماك، والبيض، والبقوليات.

-  منتجات الألبان قليلة الدسم: مصدر مهم للكالسيوم وفيتامين د اللذين يقيان من هشاشة العظام.

- كميات مدروسة وسعرات محسوبة: يحتاج مرضى السرطان إلى كمية كافية من السعرات الحرارية والبروتين للحفاظ على وزن صحي ومكافحة التعب والإرهاق. لكن يجب الانتباه إلى عدم الإفراط في تناول الطعام لتجنب زيادة الوزن ومخاطرها الصحية. يُنصح باستشارة أخصائي تغذية لتحديد الكمية المناسبة من السعرات لكل مريض بناءً على حالته الصحية وعلاجه.

-  جودة الطعام فوق كل اعتبار: إلى جانب تنوع الطعام، يجب التركيز على جودته. يُنصح باختيار الأطعمة الطازجة والمُعدة بطرق صحية، مثل الشوي أو السلق أو البخار، والتقليل من الأطعمة المصنعة والمُضاف إليها المواد الحافظة والسكريات والدهون المشبعة.

أخيراً، إنّ النظام الغذائي لمرضى السرطان يعتبر جزءًا هامًا من خطة العلاج، حيث يُمكن أن يُساعد في تحسين جودة حياة المرضى بشكل كبير من خلال اتباع مبادئ النظام الغذائي الصحي وتناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، يُمكن لمرضى السرطان أن يعيشوا حياة صحية وأكثر سعادة.

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تواصل التهويل: انسحاب حزب الله او الحرب الشاملة تعديلات بالشكل لا بمضمون «الورقة الفرنسية» لا بروفيه وامتحان موحد لـ«الثانوية»