اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ 215 من عدوانه على غزة، قصف الاحتلال مناطق برفح وخان يونس والشجاعية قصفًا مكثفا. وأعلنت «الصحة» في غزة عن استشهاد 55 مدنيا خلال الـ24 ساعة الماضية. كما تم اكتشاف مقبرة جماعية ثالثة داخل مجمع الشفاء الطبي.

ميدانيا، قصفت كتائب القسام قوات للاحتلال في موقع كرم أبو سالم العسكري بصواريخ رجوم. كما تخوض سرايا القدس اشتباكات ضارية ضد قوات الاحتلال المتوغلة شرق رفح.

على الجانب الآخر، أعلن جيش الاحتلال إصابة 4 جنود له في غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، كما أعلن عن مقتل جندي متأثرا بإصابته في طولكرم بالضفة قبل أيام.

وقالت هيومن رايتس ووتش إن عمليات إعدام الفلسطينيين بالضفة الغربية تحدث بمستوى غير مسبوق، وإن القوات الإسرائيلية لا تخشى المحاسبة، في وقت أكد فيه مسؤول أميركي أن واشنطن تجري مراجعة متأنية لشحن أسلحة وذخائر لـ «إسرائيل».

في غضون ذلك، استؤنفت في القاهرة المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة في حضور كافة الأطراف المعنية، وسط تفاؤل أميركي بإمكانية إبرام اتفاق، فيما انتقد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش مشاركة تل أبيب في المفاوضات، واعتبر ذلك إذعانا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

فقد توجه امس مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» وليام بيرنز إلى «إسرائيل»، تزامنا مع تفاؤل أميركي بشأن إمكانية التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في حين حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من أن الجولة الحالية قد تكون «الفرصة الأخيرة» للتوصل الى اتفاق.

ونقل عن مصدر وصفته بالمطلع أن بيرنز سيجري في «إسرائيل» محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين كبار آخرين.

ووصل بيرنز إلى «إسرائيل» قادما من القاهرة التي تستضيف اجتماعات غير مباشرة بين ممثلي حركة حماس و «إسرائيل» بإشراف من الوسطاء في قطر ومصر والولايات المتحدة.

وأكد مسؤول أميركي أن الوسطاء في القاهرة يحاولون حل خلافات مختلفة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، واعتبر المسؤول -الذي تحدث لشبكة «إن بي سي» الأميركية دون الكشف عن هويته- أن استمرار التفاوض «يعتبر أمرا إيجابيا»، ولكنه أكد أنه «من السابق لأوانه أن نكون متفائلين».

من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن حماس قدمت مطالب إضافية في ردها على مقترح وقف إطلاق النار، وأوضح أن الولايات المتحدة أوضحت لكل الأطراف أنها تريد أن ترى إبرام اتفاق في أقرب وقت ممكن.

بدوره، قال مستشار الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي إن البيت الأبيض يبدي تفاؤلا بشأن إمكانية تضييق الفجوات بين حماس و «إسرائيل»، وأضاف أن الإسرائيليين يفاوضون بحسن نية. وأكد كيربي أن الفجوات في الصيغة المعدلة التي وافقت عليها حماس يمكن سدها، لكنه أكد أنه لا يستطيع التنبؤ بالإطار الزمني للتوصل الى اتفاق نهائي، وأعرب عن أمله في أن يتم ذلك قريبا.

في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن المقترح الذي أعلنت حركة حماس الموافقة عليه بعيد عن المطالب الأساسية لـ «إسرائيل». وشدد نتنياهو على أن «إسرائيل» لن تسمح لحماس بإعادة بناء قدراتها العسكرية ولا باستعادة الحكم في قطاع غزة.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن وفد التفاوض الإسرائيلي وصل إلى مصر لمواصلة المباحثات، من دون مزيد من التفاصيل. في حين أفادت صحيفة هآرتس بأن الوفد الإسرائيلي يضم عناصر من الجيش وجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) وجهاز الأمن العام ( الشاباك )، دون مشاركة قيادات من هذه الجهات. ونقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن مسؤول قوله «سنتحقق في القاهرة إن كان ما وافقت عليه حماس يلزمنا بوقف إطلاق النار في المرحلة الأولى».

من جهته انتقد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إرسال «إسرائيل» وفدا للتفاوض إلى القاهرة للمشاركة في المفاوضات، واعتبر أن إرسال وفد إسرائيلي إلى القاهرة خطأ ويُعد كالوقوع في ما سماها مصيدة التلاعب التي نصبتها حركة حماس.

حماس تحذر

وكانت حركة حماس قد حذرت «إسرائيل» من أن مفاوضات القاهرة الحالية ستكون «الفرصة الأخيرة»، وقال مسؤول في حماس -فضل عدم الكشف عن هويته- «هذه الفرصة الأخيرة أمام نتنياهو وعوائل الأسرى الصهاينة لعودة أبنائهم أو أن يكون مصيرهم مصير الطيار رون أراد» الذي أسقطت طائرته فوق لبنان عام 1986، ولا يزال مصيره مجهولا.

وعلى صعيد متصل، قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان -خلال مؤتمر صحفي- إن وفد الحركة توجه إلى القاهرة للتأكيد على استمرار العملية السياسية لإلزام «إسرائيل» بالاتفاق وتنفيذه، مؤكدا أن «الكرة باتت الآن في ملعب نتنياهو وأركان حكومته المتطرفة». وأضاف حمدان أن «موافقتنا على مقترح الوسطاء مقابل مناورة حكومة نتنياهو تضع الإدارة الأميركية أمام استحقاق واضح»، مشددا على أنه على الإدارة الأميركية «إثبات جديتها ومصداقيتها في إلزام نتنياهو بالاتفاق».

احتجاجات عائلات الأسرى

وفي سياق متصل، أغلق أفراد من عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، شارع أيالون الرئيسي السريع وسط تل أبيب، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل ذويهم مع أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن أفرادا من عائلات الأسرى بغزة أغلقوا لفترة من الوقت شارع أيالون الذي يربط مدينة تل أبيب مع المدن والبلدات المحيطة في منطقة تل أبيب الكبرى.

وكانت عائلات الأسرى المحتجزين في غزة دعت في وقت سابق اليوم الولايات المتحدة وغيرها من الدول، التي يُحتجز مواطنوها لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، إلى الضغط على «إسرائيل» لإبرام اتفاق مع حماس لضمان عودتهم. وقال «منتدى عائلات الرهائن والمفقودين» إنه وفي ظل مؤشرات على تحقيق تقدم في المباحثات بين الطرفين «نناشد عددا من الدول ممارسة نفوذها على الحكومة الإسرائيلية» والضغط من أجل إبرام الاتفاق.

في غضون ذلك، أعلنت الفصائل الفلسطينية أنها لن تقبل من أي جهة كانت فرض أي شكل من أشكال الوصاية على معبر رفح أو غيره، وتعتبر ذلك شكلا من أشكال الاحتلال، وتوعدت بالتعامل مع تداعيات أي مخطط من هذا النوع كما تتعامل مع الاحتلال.

جاء ذلك في بيان امس لـ «لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية» التي تضم معظم الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وحركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديموقراطية.

وقالت الفصائل في بيانها إنها تابعت ما تناقلته وسائل الإعلام حول مخطط تولي شركة أمنية أميركية إدارة ومراقبة معبر رفح البري، مشددة على رفضها لفرض الوصاية على معبر رفح من أي جهة كانت، وبصرف النظر عن مدى صحة تلك التقارير. ودعت الفصائل في بيانها، «الجامعة العربية وكافة الدول العربية والإسلامية وفي مقدمتها الأشقاء في جمهورية مصر العربية بما تمثل من ثقل على المستوى الدولي والإقليمي إلى رفض أي مخططات ومحاولات تمس بالسيادة الفلسطينية المصرية على معبر رفح». كما دعت «كافة الأطراف إلى رفض أي شكل من أشكال التعاون مع مثل هذه المخططات» مؤكدة أن «إدارة الوضع الداخلي هو شأن فلسطيني خالص يتم التوافق عليه وطنيا عبر الآليات المتبعة والمتوافق عليها».

شركة أميركية لإدارة المعبر

وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، قالت إن هناك تفاهمات بين «إسرائيل» ومصر والولايات المتحدة تقضي بتولي شركة أمنية أميركية خاصة إدارة معبر رفح، بعد انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في المدينة الواقعة على الحدود مع مصر. وذكرت الصحيفة أن الدول الثلاث اتفقت على هذا الأمر، لكن لم يتضح بعد أي شركة ستتولى إدارة المعبر.

ورفضت الحكومة الإسرائيلية التعليق على هذه الأنباء، في حين قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إنه لا يعلم أي شيء عن هذه المسألة.

الى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الجيش الأميركي أنجز بناء الميناء العائم قبالة غزة، مشيرة إلى أن الأحوال الجوية الحالية «لا تسمح» بنقل المنشأة المكونة من جزأين بشكل آمن إلى موقعها المحدد. وقالت سابرينا سينغ نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية في تصريح للصحفيين ، إن بناء الميناء العائم بجزأيه قد أنجز، بانتظار نقلهما إلى الموقع المحدد قبالة غزة، مؤكدة على أن القيادة المركزية الأميركية «على أهبة الاستعداد لنقل الميناء إلى موقعه في المستقبل القريب». وأضافت «لا تزال الأرصاد تتوقع رياحا عاتية وأمواجا بحرية عالية، مما يتسبب بظروف غير آمنة لنقل مكوّنات الميناء العائم. لذلك لا تزال أقسام الميناء والسفن العسكرية المشاركة في بنائه في ميناء أسدود» بجنوب «إسرائيل».

ميدانيا كثف الاحتلال الإسرائيلي غاراته الجوية وقصفه المدفعي على مناطق عديدة في قطاع غزة، وهو ما خلّف عشرات الشهداء والجرحى لا سيما وسط القطاع ورفح، في أعقاب سيطرة قوات الاحتلال على معبر المدينة ، ضمن حربها المستمرة لليوم الـ215، فيما أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس) استهداف مقر فرقة غزة في مستوطنة رعيم بالصواريخ.

وفيما أفادت مصادر طبية فلسطينية بوصول جثامين 35 شهيدا و129 مصابا إلى مستشفى الكويت في رفح خلال الـ24 ساعة، أوضحت أن هناك شهداء وإصابات إثر قصف إسرائيلي استهدف دراجة نارية قرب بوابة صلاح الدين جنوب رفح جنوبي قطاع غزة. وأضافت أن غارة جوية إسرائيلية استهدفت محيط مطار غزة المدمر شرقي مدينة رفح، مشيرا إلى اندلاع اشتباكات وقصف مدفعي عنيف في حي السلام شرقي المدينة، في حين أطلقت زوارق حربية إسرائيلية النار بشكل كثيف نحو سواحل المدينة ذاتها.

كما نقل عن مصادر طبية في غزة استشهاد امرأة فلسطينية إلى جانب إصابة آخرين بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا لعائلة القادري وسط مدينة رفح، وجرى نقل ضحايا القصف إلى المستشفى الكويتي في المدينة، فيما قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن الاحتلال يستهدف المستشفيات والمدارس بعدوانه شرقي رفح. وإذْ قالت مصادر طبية فلسطينية إن 7 استشهدوا وجرح آخرون في غارة إسرائيلية على مدينة غزة، أفيد عن شن طيران الاحتلال غارات على جباليا البلد بالتزامن مع قصف مدفعي على مناطق متفرقة من شمال القطاع، موضحا أن غارة إسرائيلية استهدفت مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وأن قصفا مدفعيا استهدف حي الزيتون بمدينة غزة.

من جهته، أكد المستشفى المعمداني سقوط 7 شهداء وعدد من الجرحى جراء استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي شقة في بناية سكنية لعائلة اللوح في حيّ الزيتون بمدينة غزة، مشيرا إلى أنّ الشهداء السبعة هم رجل وزوجته وأبناؤهما الخمسة. وأضافت المعلومات أن 5 فلسطينيين أصيبوا في قصف إسرائيلي دمر منزلا لعائلة ريان في المخيم الثاني بالنصيرات، كما تم تدمير مربع سكني كامل يحوي أكثر من 20 منزلا، وكان جيش الاحتلال طلب من عائلة ريان إخلاء منزلهم قبيل قصفه.

تطورات أخرى

وفي تطورات ميدانية أخرى، واصلت المقاومة الفلسطينية تصديها لتوغل آليات «جيش» الاحتلال العسكرية، في شرقي رفح، جنوبي قطاع غزة، كما تواصل، في اليوم الـ215 من العدوان الإسرائيلي، استهداف قوات الاحتلال في  محور «نتساريم» جنوب مدينة غزة .

ونقلت المصادر أنّ المقاومة تخوض اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال  الإسرائيلي وآلياته المتوغلة شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، سيما مشروع عامر والشوكة ومنطقة معبر رفح. 

في هذا السياق، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، خوض مجاهديها اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المتوغلة شرقي مدينة رفح. 

وفي المنطقة نفسها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، خوض مجاهديها اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال وآلياته المتوغلة، وأكدت استهدافها بقذائف الهاون من العيار الثقيل جنود الاحتلال وآلياته المتوغلة في محيط المطار شرق مدينة رفح.

بدورها، أكّدت كتائب شهداء الأقصى استهداف آلية عسكرية لـ «جيش» الاحتلال بقذيفة «R.P.G» في محور القتال شرقي مدينة رفح، مؤكّدةً إصابتها بشكل مباشر. 

كما أكّدت الكتائب استهداف «قوات» الاحتلال في «نتساريم» برشقة صاروخية مركزة من أكثر من محور. 

وأعلنت كتائب شهداء الأقصى، استهدافها تجمعات جنود الاحتلال وآلياته، في حي الشوكة، بوابل من قذائف «الهاون» من العيار الثقيل. كما أكّدت كتائب القسّام استهداف حشود الاحتلال شرقي مدينة رفح بمنظومة صواريخ «رجوم»، قصيرة المدى، من عيار 114 ملم. 

من جهتها، أعلنت سرايا القدس استهدافها جنود الاحتلال وآلياته المتوغلين في محيط منطقة المطار وحي الشوكة، شرقي مدينة رفح، برشقة صاروخية من نوع «107»، وقذائف «الهاون» من العيار الثقيل.

وبالتزامن مع التصدي للتوغل البري للقوات الإسرائيلية في رفح، تواصل المقاومة تكثيف عملياتها عند محور «نتساريم».

ونشر الإعلام العسكري لكتائب القسّام مشاهد توثق استهداف مقر قيادة الاحتلال في هذا المحور، بالاشتراك مع كتائب الشهيد جهاد جبريل، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، القيادة العامة. 

الأكثر قراءة

احتمالات التهدئة والحرب متساوية وواشنطن تضغط لهدنة مؤقتة! «مسوّدة» رسمية حول «اليوم التالي».. والجيش يتحضر لوجستيا ردود اسرائيلية «يائسة» على «الهدد 3» وتهويل بمواجهة وشيكة