اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


 لا فارق هنا بين نجمة داود وجمجمة يهوذا. متى لم تتقيأ النصوص التوراتية الدم، وتتقيأ الكراهية... ؟

 ما نقل الينا عن جولات التفاوض حول وقف النار في غزة تشي بمقاربة الاسرائيليين للديبلوماسية، كونها فن المستحيل لا فن الممكن. من يمد يده اليهم كمن يضع يده بين أشداق الذئب. كان ينقص دافيد برنياع أن يقول لوفد "حماس" "سلّمونا الرهائن، نعطيكم 40 يوماً للتفكير بين الموت والترحيل." الفلسطينيون خبروا ذلك على امتداد أربعة عقود، وفي أكثر من مكان. الاسرائيليون يحترفون قتل الوقت مثلما يحترفون قتل العرب.

 كنا قد وصفنا اسرائيل بالابنة الكبرى لأميركا. جاءنا التعليق من القطاع "... بل هي الابنة الكبرى للشيطان". تلك الشراهة المروعة للقتل، وللخراب، تبدو كما لو أنها الثأر من البشرية جمعاء. هذه، أيها السادة، الوصية الحادية عشرة في تابوت العهد: اقتلوا...

 آلاف الغارات الجوية، آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ لم تستطع، وعلى مدى 7 أشهر، من تقويض المقاومة في حيّز جغرافي مقفل من كل الجهات. هل هي اسرائيل التي رأى فيها موشي دايان "القلعة المقدسة التي لن تطأها أي قدم غير أقدامنا" ؟ خلال دقائق لا خلال ساعات، تداعت أسوار القلعة، ليبدو تيودور هرتزل وقد تعرّى حتى من ورقة التوت.

 الهاجس الأميركي بدا واضحاً في محاولة انتشال اسرائيل من بين الأنقاض، وخشية أن يمضي بنيامين نتنياهو في سياساته الهيستيرية الى حدود الانتحار. من هنا كانت المساعدات العسكرية بأرقامها المذهلة، والتعهد بحمل السعودية على التطبيع، بالتداعيات الزلزالية للحدث على المسارات الاستراتيجية للشرق الأوسط (الكبير)، اضافة الى اقامة قاعدة عسكرية هائلة في جنوب اسرائيل، تستضيف 23000 جندي، مع تجهيزاتهم من قاذفات ومنظومات صاروخية تكرس "ابدية" الدولة العبرية.

 المثير أن أولئك المجانين لا يثقون حتى بأميركا. هكذا قال توماس فريدمان. لن تعود اسرائيل مثلما كانت قبل 7 تشرين الأول، وحتى قبل صيف 2006، حين وصل الجيش الاسرائيلي الى اليوم الثالث والثلاثين خائر القوى، ليحكى عن بكاء الميركافا في وادي الحجير.

 طلاب في جامعة كولومبيا سألوا "هل ترانا ندفع الجزية الى القتلة ؟". نتوقف عند قول أحد زعماء حزب "العظمة اليهودية" مايكل بن آري بأن أياً من أنبياء التوراة لم يقل بدولة للفلسطينيين. خلاف ذلك. غالباً ما دعوا الى اجتثاثهم من الوجود. تالياً، الوعد الالهي لا يتحقق فقط بالعودة الى أرض الميعاد، وانما أيضاً بازالة أي أثر لهم.

 ما حدث، ويحدث، في القطاع بعيد كلياً عن المعايير الأخلاقية، وحتى المعايير اللاأخلاقية، للحرب. مثلما ألقى هاري ترومان القنبلة الذرية على هيروشيما للتدليل على الجبروت الأميركي في "كتابة التاريخ الآخر للبشرية"، كما قال دين أتشيسون، على اسرائيل القاء القنبلة على غزة، أو على طهران، لكتابة التاريخ الآخر للمنطقة. ألم يهدد بنيامين نتنياهو، يوم "طوفان الأقصى"، بـ"تغيير الشرق الأوسط"، ليزداد اصرارأ حين رأى حاملة الطائرات "جيرالد فورد"، ومعها الغواصات النووية، والبوارج الهائلة، تتجه الى شرق المتوسط.

 جو بايدن رهينة بين يدي زعيم الليكود الذي يراهن على تمديد أيام الحرب حتى دخول الولايات المتحدة في الغيبوبة الانتخابية. أي ديبلوماسية في هذه الحال ؟ الأميركيون يعلمون أن الرجل، ومعه غالبية الاسرائيليين يرفضون حتى الكلام عن الدولة الفلسطينية، كـ"قنبلة في النخاع الشوكي، لا في الظهر، ولا في الخاصرة"، كما قال بسلئيل سموتريتش. وكان على الادارة، أن تحرك الاليزيه (كظل للبيت الأبيض)، للدخول الديبلوماسي من البوابة اللبنانية. بوابة النار بحسب غادي آيزنكوت.

 القادة الاسرائيليون الذين دأبوا على التهديد اليومي بتحويل لبنان الى جحيم يمارسون الديبلوماسية حيالنا كما يمارسونها حيال الفلسطينيين. فن المستحيل. في نظرهم ما حدث يقتضي اعادة تركيب الخرائط. ليتم ابلاغ الأميركيين، ولفرنسيين، بأن الوقائع التي حصلت على الأرض منذ 8 تشرين، تعدّت القرار 1701. لا بد من ترتيبات أمنية أكثر فاعلية.

 بوضوح أكثر. وضع جنوب لبنان تحت الوصاية العسكرية الاسرائيلية، بعدما كان اتفاق 17 أيار 1983 لحظ وضع لبنان تحت الوصاية العسكرية الاسرائيلية.

 "معادلة يهوه: " لا دولة فلسطينية، ولا دولة لبنانية، ولا دولة سورية، على حدود اسرائيل. ماذا يقول... القضاء والقدر؟!

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»