اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ228 من العدوان على قطاع غزة، أوقع القصف الإسرائيلي المكثف على المناطق السكنية عشرات الشهداء في مخيم البريج وجباليا وبيت لاهيا ورفح.

وفي تطورات المعارك، تعرضت قوات الاحتلال في محوري مخيم جباليا وشرق رفح لضربات جديدة من المقاومة الفلسطينية التي أكدت أنها أوقعت جنودا قتلى وجرحى، في المقابل زعمت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن قوات الاحتلال توغلت في عمق مدينة رفح.

وفي الضفة الغربية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الشهداء برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين إلى 7 والمصابين إلى 15، في الوقت الذي تخوض فيه المقاومة مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال المتوغلة في مخيم جنين.

اما سياسيا، وعلى وقع انعقاد مجلس الامن في جلسة مفتوحة لمناقشة الوضع في رفح، استمرت المواقف الدولية تتوالى حول قرار الجنائية الدولية التي تحداها رئيس وزراء العدو، مؤكدا ان شيئا لن يثنيه عن السفر الى الخارج.

فقد عقد مجلس الأمن الدولي  جلسة مفتوحة لمناقشة الوضع في رفح جنوبي قطاع غزة، وقد علت في الجلسة التحذيرات من تداعيات أي عملية عسكرية إسرائيلية هناك.وخلال الجلسة، أعرب المنسق الأممي الخاص لعملية السلام بالشرق الأوسط تور وينسلاند عن خشيته من حدوث الأسوء إن لم تستأنف المفاوضات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) و»إسرائيل».

وقال وينسلاند «أحث كافة الأطراف على مضاعفة جهودها والعودة لطاولة المفاوضات فورا وبحسن نية». كما جدد التذكير بـ»دعم الولايات المتحدة الكامل للوسطاء الذين عملوا دون كلل لتحقيق هذا الهدف، ونحن جاهزون لدعم تطبيق مثل هذا الاتفاق».وتابع «إذا لم تُستأنف المفاوضات، أخشى الأسوأ للمدنيين المحاصرين المرعوبين في رفح وللرهائن المحتجزين في ظروف لا يمكن تصورها لمدة 225 يوما».

من جهتها، طالبت أميركا «إسرائيل» بفتح معبر رفح «الآن» و»دون تأخير»، وقالت على لسان نائب المندوبة الأميركية بمجلس الأمن إن على إسرائيل اتخاذ إجراءات حاسمة لتصحيح الوضع وضمان حماية المدنيين. وتابعت «اقترحنا بدائل لهجوم بري كبير في رفح نعتقد أنها ستعزز بشكل أفضل هدف إسرائيل».

بدورها، أكدت بريطانيا على لسان نائب مندوبتها بمجلس الأمن الدولي أنها لن تؤيد عملية موسعة في رفح في ظل الظروف الحالية.

أما المندوب الروسي في مجلس الأمن فقال إنه ينتظر نتائج التحقيق في المقابر الجماعية بغزة الذي طالبت به موسكو.وأضاف أن «القيادة الإسرائيلية عازمة على مواصلة الأعمال العدائية رغم عجزها عن تحقيق أهدافها المعلنة».

في غضون ذلك قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لا يخشى السفر في أنحاء العالم بعد قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.

بدوره، أعلن البيت الأبيض عن رفضه طلب الجنائية الدولية بحق المسؤولين الإسرائيليين، مضيفا أنه يبحث مع الكونغرس تحديد الخطوات التالية.

وامس حذر المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد محمد الأنصاري من أن محادثات وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن على وشك الوصول إلى طريق مسدود. وقال الأنصاري في مؤتمر صحافي إن «دعوة مسؤولين إسرائيليين لمهاجمة قوافل المساعدات لغزة تنتقل من ممارسات فردية إلى مؤسسية وتمثل حالة من العقاب الجماعي لا يمكن قبولها»، مشددا على أن «الاعتداء على قوافل المساعدات لغزة يدعو لتحرك المجتمع الدولي لتوفير الحماية لها».

وأكد أن «إغلاق معبر رفح يفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، كما أن تصعيد إسرائيل في رفح غير مقبول ويساهم بشكل مباشر في توسيع دائرة العنف واستهداف المدنيين وإطالة الأزمة»، مبينا أن «إجمالي المساعدات القطرية لغزة بلغ 96 طائرة حملت 4766 طنا ولا يوجد بديل عن فتح المعابر الحدودية البرية مع القطاع».

وشدد الأنصاري على «أننا سنواصل الوساطة في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين بغزة ونشجع المجتمع الدولي على محاسبة المسؤولين عن استهداف المدنيين»، محذرا من أن «محادثات وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن على وشك الوصول إلى طريق مسدود».

وعن تحرك المدعي العام للمحكمة الجنائية كريم خان بإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، اعتبر الأنصاري أنه «يؤكد أن العنف على المدنيين لا يمكن السكوت عنه».وأضاف: «لا نستبق ما ستقرره المحكمة الجنائية الدولية بشأن طلبات المدعي العام للمحكمة، ولسنا طرفا في نظام المحكمة الجنائية الدولية»، لافتا إلى أن «هناك انتهاكات واضحة للقانون الدولي في الضفة الغربية وندعو لوقف هذه الانتهاكات».

هذا وكان قاطع محتجون، امس مداخلة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمام لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، وذلك احتجاجا على تواصل الحرب في غزة، مطالبين بضرورة وقف إطلاق النار ووقف تقدي المساعدة لتل أبيب.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، إن الولايات المتحدة الامريكية تقف مع تل أبيب لضمان ألا تتكرر أحداث السابع من تشرين. وأضاف بلينكن، أن الولايات المتحدة تعمل كل ما بوسعها لوقف المعاناة الإنسانية في غزة ومنع توسع نطاق الصراع. وزعم بلينكن أن هناك حاجة إلى قيادة الولايات المتحدة لمعالجة الأزمات الإنسانية في غزة وأماكن أخرى في العالم. وادعى أن الولايات المتحدة تعمل على تحرير المحتجزين والسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، كاشفا انه « لو توفرت لدينا معلومات عن موقع وجود السنوار كنا سنمررها إلى إسرائيل».

ميدانيا تواصل المقاومة الفلسطينية، لأكثر من 7 أشهر ملحمة «طوفان الأقصى»، وتخوض اشتباكاتٍ ضارية في مختلف محاور القتال في قطاع غزة، مسجلة المزيد من الخسائر في صفوف جنود الاحتلال الإسرائيلي.

ففي منطقة تل الزعتر شمالي القطاع، استهدفت كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس، دبابة إسرائيلية بعبوة العمل الفدائي، وفجرت عبوة مضادةً للأفراد «تلفزيونية» في مجموعة من جنود الاحتلال في محيط مسجد عمر بن الخطاب.

كما استهدفت كتائب القسام، في نفس المنطقة، قوة إسرائيلية خاصة تحصّنت داخل أحد المنازل بقذيفة «TBG» مضادة للتحصينات، موقعةً أفرادها بين قتيل وجريح. 

وفي محيط مسجد عمر بن الخطاب أيضاً، استهدفت الكتائب 5 جنود إسرائيليين بقنبلة يدوية، وأجهزت عليهم من نقطة صفر. 

كذلك، فجّر مجاهدو القسام عبوة «صدمية» بعدد من جنود الاحتلال، وأوقعوهم بين قتيل ومصاب في محيط مسجد البشير في منطقة تل الزعتر. 

وبالتوازي، خاضت كتائب شهداء الأقصى اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة وقذائف الـ»R.P.G» مع جنود الاحتلال في محيط مسجد عمر بن الخطاب في تل الزعتر أيضاً، محققةً إصابات مباشرة في صفوفهم. 

وفي شرقي جباليا شمالي قطاع غزة، استهدفت كتائب القسام 3 دبابات إسرائيلية من نوع «ميركافا» بقذائف «الياسين 105».

وتمكّن مجاهدو القسام أيضاً من تفجير عبوة مضادة للأفراد في قوة إسرائيلية راجلة وإيقاع أفرادها بين قتيل ومصاب في وسط معسكر جباليا شمالي القطاع.

وفي نفس المنطقة، استهدفت كتائب شهداء الأقصى دبابة إسرائيلية من نوع «ميركافا» بقذيفة مضادة للدروع،  وحققت فيها إصابةً مباشرة.

كما استهدفت كتائب شهداء الأقصى تجمعات جنود الاحتلال وآلياته في شرقي مخيم جباليا بوابل من قذائف «الهاون» من العيار النظامي.

أمّا جنوبي مدينة غزة، فدكّت كتائب القسام مقر قيادة تابع للاحتلال الإسرائيلي بقذائف «الهاون».

بدورها، استهدفت سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بقذائف «الهاون» الثقيل تجمعاً لجنود الاحتلال الإسرائيلي وآلياته بمحيط مدرسة قصاريا في جحر الديك شمالي شرقي المحافظة الوسطى. وأكّدت السرايا القدس رصدها إجلاء الاحتلال لعدد من جنوده القتلى والمصابين عبر مروحية هبطت في المكان المستهدف.

وفي جنوبي القطاع، استهدفت سرايا القدس بقذائف «الهاون» النظامي والعيار الثقيل جنود الاحتلال وآلياته بمدينة رفح.

ووسط احتدام المعارم في الميدان، نقلت منصات إخبارية إسرائيلية على «تلغرام» عن الناطق باسم «جيش» الاحتلال، إصابة جنديين بجروح خطيرة جنوبي قطاع غزة.

وكان سقط عشرات الشهداء والجرحى في غارات للاحتلال الإسرائيلي على جباليا وبيت لاهيا شمال قطاع غزة وعلى رفح جنوبيه، وذلك وسط اشتباكات عنيفة بين المقاومة والاحتلال في مخيم جباليا.

وأفادت المعلومات عن سقوط 3 شهداء وعدد من المصابين إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلا في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، كما استشهد 13 فلسطينيا وجرح آخرون جراء غارات استهدفت مدنيين شرق جباليا شمالي غزة.

كما أفيد بأن قوات الاحتلال استهدفت بقصف مدفعي الطابق الخامس لمستشفى العودة بمخيم جباليا شمالي القطاع مع استمرار حصاره، في حين استشهدت طفلة داخل قسم الحضانات في مستشفى الشهيد كمال عدوان بسبب توقف جهاز الأكسجين.

وأفيد كذلك بوقوع اشتباكات عنيفة بين المقاومة وقوات الاحتلال في مخيم جباليا، وقد بثت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشاهد قنص جندي إسرائيلي في محور التقدم شمال شرقي مخيم جباليا شمالي قطاع غزة. كما بثت كتائب القسام مشاهد استهداف مروحية من نوع أباتشي بصاروخ سام 7 شرق مخيم جباليا. وقصفت قوات الاحتلال منزلا وسط مخيم البريج، مما أسفر عن عدد كبير من المصابين، نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع.

وشنت قوات الاحتلال كذلك قصفا استهدف عدة منازل في منطقة خزاعة شرقي خان يونس. وقالت المعلومات إن القصف استهدف مدنين، واستقبل مستشفى غزة الأوروبي عددا كبيرا من المصابين جراء القصف من بينهم عدد من الأطفال.

كما أفيد عن استشهاد 4 فلسطينيين وجرح آخرين إثر غارة إسرائيلية على منزل في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة. وقال المراسل إن قوات الاحتلال قصفت بالمدفعية محيط مسجد حسن البنا بحي الزيتون جنوب شرقي المدينة.

وفي رفح جنوب قطاع غزة، قالت المعلومات إن طائرات الاحتلال شنت 3 غارات على وسط المدينة، وأفيد بأن شخصين استشهدا في قصف استهدف منزلا بمنطقة مْصَبِّح شمالي رفح، وتم نقل الشهيدين إلى مستشفى الكويت في المدينة.

وفي وقت سابق قالت المعلومات إن 6 شهداء وعددا من المصابين وصلوا إلى مستشفى الكويت التخصصي في رفح، جراء قصف عدد من المنازل وتجمعات للمواطنين ولجان تأمين البضائع بمدينة رفح.

من جانبها، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن أكثر من 810 آلاف شخص أجبروا على الفرار من رفح خلال الأسبوعين الماضيين، مشيرة إلى أنه لا مكان آمنا في غزة، وفي كل مرة يُشرَّد فيها الأهالي بحثا عن الأمن تكون حياتهم في خطر.

الميناء العائم

وامس قالت  القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، إنه جرى تسليم أكثر من 569 طنا متريا من المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر الرصيف المؤقت حتى الآن. وأضافت القيادة المركزية الأميركية أن الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات والاتحاد الأوروبي والعديد من الشركاء الآخرين تبرعوا بهذه المساعدات.

فرنسا

خلافا لمواقف القوى الغربية، أعربت فرنسا عن دعمها لاستقلالية المحكمة الجنائية الدولية بعد أن طلب المدعي العام لديها إصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه، إلى جانب 3 من قادة حركة حماس. وقال بيان صادر عن الخارجية الفرنسية إن باريس «تدعم المحكمة الجنائية الدولية واستقلاليتها ومكافحة الإفلات من العقاب في جميع الحالات». وأوضحت أنها تدين ما سمته «المجازر المعادية للسامية التي ارتكبتها حماس» في 7 تشرين الأول الماضي.

الصين

أعربت الصين عن أملها أن تكون المحكمة الجنائية الدولية «موضوعية»، في حين قالت روسيا إن من الغريب استعداد الولايات المتحدة لفرض عقوبات على المحكمة بعد طلب المدعي العام إصدار مذكرات توقيف لقادة إسرائيليين ومن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على خلفية الحرب في قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ ونبين «نأمل أن تحافظ المحكمة الجنائية الدولية على موقعها الموضوعي وغير المنحاز وتمارس صلاحياتها تماشيا مع القانون». ودعا في الوقت عينه إلى وضع حد لـ»العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني». وأشار وانغ إلى أن «الصين لطالما وقفت إلى جانب العدالة والقانون الدولي في ما يخص القضية الفلسطينية»، مضيفا أن بكين تدعم «المساعي الرامية للتوصل إلى حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية».

من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن من الغريب للغاية أن تبدو الولايات المتحدة مستعدة لفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية.وذكر بيسكوف أن روسيا ليست طرفا في نظام روما الأساسي الذي تأسست بموجبه المحكمة الجنائية الدولية ولا تعترف بسلطتها.

الأكثر قراءة

لبنان «ساحة» والسفيرة الاميركية: انتخبوا رئيسا قبل 15 ايلول والا الانتظار؟ «هدهد 3» ترصد قاعدة «رامات دافيد» وارباك في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية هل تصدر الحكومة دفعة من التعيينات؟ ابو حبيب الى سوريا؟