اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ230 من العدوان الإسرائيلي على غزة، كثفت قوات الاحتلال قصفها على القطاع المحاصر مما أدى الى استشهاد 35 فلسطينيا - بينهم أطفال- خلال الساعات الماضية، كما اقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى العودة وأمر الطواقم الطبية والمرضى بإخلائه، في وقت تتواصل المعارك الضارية بين المقاومة وجيش الاحتلال في مناطق مختلفة بالقطاع.

في الأثناء، أعلنت محكمة العدل الدولية أنها ستصدر حكمها غدا الجمعة بشأن طلب جنوب أفريقيا إصدار أمر بوقف الهجوم الإسرائيلي على رفح جنوبي قطاع غزة. بينما نقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن مصدر دبلوماسي رفيع قوله إن «محكمة العدل تستعد لإصدار أمر بوقف الحرب في غزة».

وفي الضفة الغربية، انسحبت قوات الاحتلال من مدينة جنين ومخيمها بعد اجتياح استمر يومين وأسفر عن استشهاد 12 فلسطينيا بينهم أطفال، وإصابة 21 آخرين جراح 3 منهم خطيرة.

وامس نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله إن مجلس الحرب وجه فريق التفاوض بمواصلة المفاوضات من أجل عودة المحتجزين في غزة. من جانبها، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مكتب نتنياهو تأكيده أن فريق التفاوض تلقى توجيها في اجتماع مجلس الحرب باستئناف الاتصالات الخاصة بصفقة لتبادل الأسرى.

وبحسب المصدر ذاته، فإن مكتب نتنياهو لم يحدد بالضبط ما هو التوجيه، وكيف من المتوقع أن يدفع فريق التفاوض بالمفاوضات قدما، مشيرا إلى أن هناك أغلبية مطلقة في مجلس الحرب لصالح التفاوض على أساس الاقتراح الأخير.

وكان مصدر إسرائيلي مسؤول قد قال إن هناك جهودا لبلورة مسودة جديدة لصفقة تبادل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عُرضت خطوطها العريضة خلال اجتماع مجلس الحرب. وأضافت وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلا عن المسؤول الإسرائيلي أن الأجهزة الأمنية وضعت عرضا جديدا لصفقة التبادل لا تتعهد فيه «إسرائيل» بإنهاء الحرب على غزة. وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى الآن في أصعب مراحلها منذ بدأت المفاوضات مع حماس عبر الوسطاء. وتشير القناة 12 إلى أن اللواء نيتسان ألون المسؤول عن ملف المحتجزين بالجيش الإسرائيلي صاغ وثيقة تتضمن تعديلات على الرد الإسرائيلي على الاقتراح.

فيديو ورد

وبحسب ما أوردته، فإن التعديلات على الرد الإسرائيلي تهدف إلى معرفة كيف يمكن تأجيل مسألة وقف القتال بقطاع غزة في إطار صفقة محتملة، مشيرة إلى أن قرار مجلس الحرب باستئناف المفاوضات جاء بعد نشر فيديو أسْر المجندات في قاعدة ناحال عوز العسكرية.

وقد بث التلفزيون الإسرائيلي لقطات تُعرض لأول مرة لـ5 مجندات بالجيش أثناء احتجازهن من قِبل عناصر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس خلال هجوم طوفان الأقصى.

وعبّرت عائلات المجندات عن أملها في أن تؤدي اللقطات إلى زيادة الضغط على نتنياهو للموافقة على هدنة مع الحركة، وتأمين إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة، مشيرة إلى أنها نُشرت بالتزامن مع انعقاد جلسة لمجلس الحرب الإسرائيلي.

من جانبها، انتقدت حركة حماس لقطات بثها التلفزيون الإسرائيلي لـ5 مجندات بالجيش أثناء احتجازهن من قِبل مسلحي الحركة خلال هجوم «طوفان الأقصى» في 7 تشرين الأول الماضي.

وقبل يوم ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن وزراء حكومة الحرب سيدعمون مقترحا جديدا للتوصل إلى صفقة وإطلاق سراح المحتجزين، وأوضحت أن المقترح يتضمن تسوية نقطة خلاف مع حماس.

في غضون ذلك تبادل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتهامات مع قيادة الجيش بشأن فحوى تقييمات المخاطر الأمنية قبل طوفان الأقصى، في حين أكد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي عدم تحقيق أي من الأهداف الإستراتيجية للحرب على غزة بعد.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي  أن نتنياهو تلقى تحذيرات عدة من الاستخبارات العسكرية خلال عام 2023 بشأن المخاطر الأمنية التي تواجهها إسرائيل، وذلك إبان الاضطرابات الداخلية التي وقعت جراء خطة الحكومة لتعديل النظام القضائي.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه بين آذار وتموز 2023 أرسلت شعبة الاستخبارات 4 رسائل تحذيرية توضح كيف ينظر من وصفهم بأعداء إسرائيل في مختلف الساحات إلى الضرر الذي يلحق بتماسك الدولة، وبالجيش خصوصا. وجاءت هذه التفاصيل في رسالة من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى منظمة غير حكومية كانت قد قدمت طلبا قبل 7 أشهر للحصول على معلومات بشأن تلك التحذيرات.

نتنياهو ينفي

من جهته، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بيانا قال فيه إن «ادعاء المؤسسة العسكرية أنه تم تحذيري قبل 7 أكتوبر من هجوم محتمل من غزة مناف للحقيقة».وأضاف نتنياهو أن «تقييمات المؤسسات الأمنية لا تشير إلى أي تحذير من نية حماس مهاجمة إسرائيل، بل تقدم تقييما معاكسا». وشدد على أن «الأجهزة الأمنية ادعت دائما أن حماس تم ردعها». وقال مكتب نتنياهو إن تقديرا استخباراتيا عسكريا في آذار 2023 أشار إلى أن حماس لا تريد مهاجمة إسرائيل وتتجه نحو التسوية. ميدانيا تواصل المقاومة الفلسطينية، منذ أكثر من 7 أشهر، ملحمة «طوفان الأقصى»، وتخوض اشتباكاتٍ ضارية مع الاحتلال الإسرائيلي في مختلف محاور القتال في قطاع غزة، وبالخصوص في مخيم يبنا في رفح، جنوبي القطاع.

وفي هذا الإطار، أعلنت كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أنّها دكّت قوات الاحتلال المتوغلة في محيط بوابة صلاح الدين جنوب مدينة رفح بقذائف «الهاون».

كذلك، استهدفت 3 دبابات للاحتلال من نوع «ميركافا 4»، بقذائف «الياسين 105»، في محيط عمارة حبوب وشارع مدارس البنات في مخيم جباليا شمالي القطاع.

أما سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فأعلنت قصف تموضع لصيانة آليات الاحتلال شرق المحافظة الوسطى، برشقة صاروخية من نوع «107»، محقّقة إصاباتٍ مباشرة. كما أعلنت قصف التحشدات العسكرية والآليات المتوغلة في جنوب شرق رفح، بوابلٍ من قذائف «الهاون» النظامي من عيار 60. كذلك، قصفت بوابلٍ من قذائف «الهاون»، تجمعاً لآليات وجنود الاحتلال شرق مخيم جباليا.

ولتوثيق عملياتها، نشرت سرايا القدس مشاهد مصوّرة من حمم «الهاون»، التي دكّ بها مقاتلوها جنود الاحتلال وآلياته المتوغلة شرق رفح.

بدورها، أعلنت قوات الشهيد عمر القاسم، أنّ مقاتليها أطلقوا قذيفة «آر بي جي» في اتجاه قوة راجلة للاحتلال، كما اشتبكوا معها، داخل أحد المنازل خلف بنك فلسطين.

وبينما تواصل المقاومة تكبيد الاحتلال خسائر فادحة، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية ، إصابة جندي من الكتيبة «97» في لواء «كافير» في «جيش» الاحتلال بجراح خطيرة خلال معركة شمال قطاع غزة.

وكان «جيش» الاحتلال قد أكّد، في وقتٍ سابق، أنّ 1776 ضابطاً وجندياً أُصيبوا خلال العملية البرية في قطاع غزة، موضحاً أنّ 259 منهم لا يزالون قيد العلاج في إثر إصابتهم في معارك غزة، 29 منهم جروحهم خطيرة.

وإذ يتكتّم الاحتلال على خسائره في العديد والعتاد، ويفرض رقابةً شديدةً بشأنها، فإنّ البيانات والمشاهد التوثيقية التي تصدرها المقاومة في غزة، تؤكّد أنّ قتلاه ومصابيه أكبر كثيراً مما يعلن.

وقال الجيش الإسرائيلي إن لواء الشمال بدأ عملية جديدة في بيت حانون خلال الأيام الماضية بدعوى تدمير البنية التحتية للمقاومين الفلسطينيين بالمنطقة.

مجازر مستمرة

في غضون ذلك، واصل جيش الاحتلال اليوم استهداف المناطق السكنية في قطاع غزة بعد أن ارتكب مجازر جديدة بحق المدنيين.

وأفيد عن استشهاد وإصابة فلسطيني في قصف إسرائيلي استهدف تجمعا لمواطنين وسط مدينة رفح، وكان شخصان استشهدا قبل ذلك إثر قصف استهدف منزلا في حي تل السلطان غربي المدينة.

كما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني باستشهاد نجم طبّاسي متطوع الصحة النفسية في الهلال الأحمر وزوجته جراء قصف الاحتلال منزلهم في رفح، وهو ما يرفع عدد شهداء الهلال الأحمر في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي إلى 29 منهم 17 استهدفهم الاحتلال أثناء تأديتهم عملهم الإنساني.

وفي رفح أيضا، قالت المعلومات إن مسيرات إسرائيلية ألقت قنابل حارقة على قوارب ومعدات الصيادين في ميناء المدينة.

وفي وسط قطاع غزة، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد شخص في قصف استهدف عناصر من الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية في مفترق السرايا، وكان قد استشهد 8 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف لمنزل شمال مخيم النصيرات.

وفي شمالي القطاع، اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى «العودة» في تل الزعتر بعد محاصرته لليوم الرابع على التوالي، وأجبرت الطواقم الطبية على مغادرته تجاه غرب غزة بعد اعتقال أحد أفرادها.

كما أحرقت قوات الاحتلال مراكز الإيواء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في شارع حمدان بمنطقة الفالوجة. 

الأكثر قراءة

لبنان «ساحة» والسفيرة الاميركية: انتخبوا رئيسا قبل 15 ايلول والا الانتظار؟ «هدهد 3» ترصد قاعدة «رامات دافيد» وارباك في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية هل تصدر الحكومة دفعة من التعيينات؟ ابو حبيب الى سوريا؟