اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اعتبر وزير الثقافة محمد وسام المرتضى ان إعلان طرابلس عاصمةً للثقافةِ العربية للعام 2024، حدثٌ في تاريخ المدينة ولا أبهى، يُزَفُّ إليها، وهي ولبنانُ والمنطقةُ في الظروفِ القاسيةِ التي تعلمون. لن أتركَ للشجنِ أن يتسرَّبَ إلى مفاصل يومنا الطرابلسيّ السعيد، لكن لا بدَّ من قولِ يقينٍ لا يتزحزح، بأنه ينبغي لهذه المناسبة أن تكون فرصةً تستعيدُ فيها المدينةُ كاملَ موقعِها على خريطة التنمية المستدامة، نظرًا لما تحتويه من مرافق اقتصادية ومقدّرات ثقافية، ومن إمكانياتٍ بشريةٍ ذاتِ كفاءاتٍ عاليةٍ في جميع الميادين. فطرابلس التي احتضنت العروبةَ ولبنان والإنسان، علينا اليوم أن نحتضنَها نحن، لتعلنَ عن حقيقتِها المضيئة، أنّها منارةٌ على شاطئِ الغدِ، ومختبرٌ لكيمياءِ العيشِ في المعيَّةِ على أُلفةِ الآخَر، زَنْدًا بزَندٍ وقلبًا إلى قلب، في فضاءِ الفكرِ الحرِّ والإيمانِ السّمحِ ولقاءِ الإنسان بالإنسان.

وقال في حفل اعلان "طرابلس عاصمة للثقافة العربية للعام 2024": "وهذا بالحقيقةِ مغزى الثقافة وغايتُها، كما عاشتها الحضارةُ العربية ووزَّعَتْها على العالم أجمع. إنّها تلك التي تبني الحياةَ بكامل تجلياتِها الماديةِ والمعنوية، وتسعى إلى إرساءِ السلام بين الأنام على مبدأ "لكي تعارَفوا". وهي تشهدُ اليوم صراعًا ملتهِبًا وداميًا بينَها وبين العنصريةِ الصهيونية التي تقومُ على رفضِ الآخر حتى قتلِه وإبادتِه وتدمير وجودِه. وهذا ما يحدثُ في غزةَ والجنوبِ وغيرِهما من بلادِنا المقدَّسة. وإذا كان لجبهات القتال العسكرية مع هذه العنصرية الحاقدة أن تتأيَّدَ بعزائم المقاومين وتضحياتِهم، فإن المقاومةَ الثقافية لا تقلُّ أهميةً عن النزال العسكري، ولهذا وجب علينا كلبنانيين وكعرب، بعد غزةَ ومآسيها، أن نعملَ على إرساءِ استراتيجيةٍ ثقافية تشتركُ فيها جميع عناصرِ القوة التي نمتلك، بما فيها نعمةُ الاختلاف، وهي في عمقها وجوهرِها قيمةٌ إنسانيةٌ مناهضٌة للأحاديةِ العنصرية التي يعيشُ بها ويقتاتُ منها هذا الكيانُ المغتصب. "

الأكثر قراءة

صرخة معلولا: أيّها الأسد أنقذنا